الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كلمة الفنان السوري أسعد فضة: "المسرح تحت دوي القنابل"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدم الفنان السوري أسعد فضة ورقة بحثية بعنوان "أوقات الحرب" وذلك خلال أولى جلسات المحور الفكري "المسرح تحت دوى للقنابل " والتي تقام ضمن فاعليات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي والمعاصر فى دورة اليوبيل الفضي بالمجلس الاعلى للثقافة.
والتي جاء فيها:
ولد المسرح في زمن الديمقراطية اليونانية في الزمن القديم، أما في الزمن الحاضر فالمسرح يواجه متغيرات سياسية وفكرية واحتماعية، إنه عصر العنف والحروب والتطرف وأزمة الأخلاق.
سأتحدث في هذه الورقة عن معاناة المسرحيين السوريين مع حرب امتدت لثمان سنوات وأنتجت هذه الحرب الظالمة كل أنواع ادوات الدمار والقتل والخراب وتأثيرها على وعي الناس وسلوكهم اليومي، ونشر أجواء التوتر والقلق والرعب والأفكار المتطرفة.
بالمقابل أنتجت هذه الحرب العدوانية البشعة مسرحًا باتجاهات فنية وفكرية وجمالية جديدة.
كما أنشئ في زمن الحرب (المختبر المسرحي) في المعهد العالي للفنون المسرحية.
وظهر مسرحيون على الساحة الفنية من الكتاب والممثلين والفنيين والمخرجين من جيل الشباب وفي مقدمتهم خريجي وطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية وأساتذتهم، هؤلاء عملوا في المسرح باتجاهات ومدارس ومذاهب مسرحية متنوعة بهدف ايصال فكرة تغيير الواقع الذي أفرزته الحرب إلى الجمهور وتنمية وعيه وإلقاء الضوء على هذه الحرب العدوانية الظالمة وأسبابها ونتائجها، وتنمية الوعي بكل قضايا الحياة وخاصة قضية القهر الانساني وما ينتج عنه من مآسي.
ولقد طالت نتائج الحرب مناحي المجتمع والاقتصاد ومستوى الفرد المعيشي والثقافة والأخلاق، لكن المسرح ظل صامدًا في وجه الموت والدمار ولم ينجرف باتجاه الأعمال الرخيصة، بل أتجه باتجاه أعمال راقية على مستوى المضمون والشكل بفضل أعمال المعهد العالي للفنون المسرحية والفرق المسرحية في وزارة الثقافة والفرق الأهلية.
ولقد تغلب المسرح على جميع أشكال الرقابات بفضل حماية الشعب واحتضانه لإنتاجه الجديد الشجاع، وتجاوز القوالب والأشكال المسرحية التقليدية إلى مسرح مقاوم شجاع يصرخ في وجه الموت والتدمير والوحشية والهمجية التي تنتجها الحرب، وكيف دمرت الحرب بعض الشخصيات حتى وصلت حد التوحش في علاقتها بالآخر.
وتأتي معاناة المسرحيين من أجل صناعة المسرح في أوقات الحرب من التفكير في آفاق المسرح البديل ومفرداته ومن البحث عن الإجابات التي طرحوها على أنفسهم في هذا المجال وهي:
كيف يعيد المسرح الروح للناس؟
كيف يتفاعل مع وعي الجمهور وأحساسه بمآسي الحرب وتبعاتها ؟
كيف نجعل من عملنا في المسرح رسالة نبيلة من خلال خطاب يدعو للسلام والحرية ؟ وهذا ما ينشده الجمهور الذي يشاهدها على خشبة المسرح.
وهكذا جاءت معظم الأعمال التي قدمها المسرحيون (الفدائيون) خلال هذه الحرب العدوانية الظالمة تدعو للتفكير في هذه الحرب أسبابها ويلاتها إنعكاسها على نفسية الإنسان وكيف نواجهها بالمسرح ؟
لقد استطاع المسرح أن ينتصر على إنعكاسات وويلات هذه الحرب على الإنسان وذلك من خلال العمل بأسلوب النقد الذاتي وإلقاء الضوء على ثقافة بديلة أبرز معالمها "القانون" الذي ينعم بظله الجميع.
لقد حقق المسرح إنتصارًا بإيجاده الأماكن البديلة للأماكن التي دمرتها الحرب ولم يستسلم لندرة النصوص بالإعداد والإقتباس والإرتجال ووجود ظاهرة كتابة النص الجماعي.
رغم همجية الحرب ووحشيتها استطاع المسرح برجاله وجمهوره أن يحقق مشروعه الثقافي ويسجل حضورًا مميزًا في المشهد الثقافي السورى والعربي من خلال العديد من النماذج والتي سنستعرضها تفصيلا في الدراسة.
ومازالت الحرب مستمرة.