الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«بوتين» يقدم اقتراحًا مهينًا لرئيس الوزراء الياباني.. واعتبار «سينزو آبي» خائنا حال الموافقة على اتفاق السلام.. وموسكو: موقف طوكيو في العقوبات المفروضة على روسيا غير كافٍ

«بوتين» يقدم اقتراحًا
«بوتين» يقدم اقتراحًا مهينًا لرئيس الوزراء اليابانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت صحيفة «كوميرسانت» مقالًا لمعلقها السياسى ميخائيل كوروستكوف حول اقتراح الرئيس بوتين على رئيس الوزراء اليابانى سينزو آبى، حلًا لمشكلة جزر الكوريل الأربع المتنازع عليها بين روسيا واليابان منذ الحرب العالمية الثانية، والتى بسببها لم توقع روسيا واليابان على اتفاق سلام حتى الآن، وما بينهما فى الوقت الحالى ليس سوى هدنة. 

يقول الكاتب إنه أثناء مؤتمر الشرق الأقصى الاقتصادى، اقترح الرئيس بوتين على رئيس الوزراء اليابانى سينزو آبى، عقد اتفاق سلام، ليس الآن مباشرة، ولكن قبل انتهاء العام الجارى، بدون أى شروط مسبقة. بعد ذلك أوضح أنه «لا يمزح»، وأنه «يهدف إلى خلق الأجواء التى ممكن من خلالها حل جميع المشاكل».
ويقول الكاتب إنه منذ توقيع اتفاق الهدنة فى سان فرانسيسكو عام ١٩٥١، لم يتغير موقف موسكو: الاتفاق يجب أن يوقع، فليس لدينا مطالب عند اليابان، لكن المطالب هى لطوكيو لدى روسيا، حيث تطالب بعودة جزر الكوريل إلى أحضانها باعتبارها أراض يابانية، جرى ضمها للاتحاد السوفييتى فى أعقاب الحرب العالمية الثانية. 
ولا شك أن الرئيس بوتين يعلم ذلك جيدًا، عندما تقدم باقتراحه غير المقبول لرئيس الوزراء اليابانى، حيث تعتبر جزر الكوريل بالنسبة لليابانيين، أحد أعمدة السياسة الخارجية، والتمسك بعودتها شرط أساسى للاعتراف بوطنية أى إنسان فى اليابان.

وعندما كان رئيس الوزراء يشرح لمواطنيه سياسة التقارب مع روسيا»، بالنسبة لليابانيين هذا يعنى بلا شك، أن يعيد الروس الجزر، وإذا وافق سينزو آبى على اقتراح بوتين، فهذا كان سيعنى فورًا أنه خائن لمصالح أبناء وطنه القومية. وبالطبع كان سيخسر الانتخابات المقبلة على رئاسة الحزب، والتى ستجرى بعد عدة أسابيع.
لماذا إذًا بهذه الطريقة سخر بوتين من ضيفه؟ ويجيب الكاتب على هذا السؤال المحورى بأن الرئيس بوتين أراد بذلك التعبير عن عدم رضائه الشديد عن سلوك طوكيو، فقد نشرت اليابان على أراضيها منظومات دفاع صاروخى أمريكية مما أثار حفيظة موسكو، بالإضافة إلى غياب تدفق الأموال اليابانية للاستثمار فى الشرق الأقصى الروسى، ربما ترك انطباعا لدى روسيا بأن اليابان لن تكون أبدًا دولة صديقة.
ويقول الكاتب إن الدبلوماسيين اليابانيين قد صرحوا بذلك فى جلسات خاصة معه أكثر من مرة. ويشير الكاتب إلى أنه، إذا لم تكن المشاكل حول الجزر ولولا ثقتهم فى إمكانية استعادتها، لكانت اليابان «بريطانيا فى الشرق»، أى أكثر دولة معادية لروسيا فى آسيا. 

ويشير الكاتب إلى أنه فى السابق كان يوجد إجماع فى روسيا، حتى ولو ظاهريا على إعطاء اليابان أملا فى أن الجزر يمكن استعادتها، وكانت العبارة المحببة «فى المستقبل» سيحل النزاع الحدودى. وباقتراح بوتين لرئيس الوزراء اليابانى بأن المشاكل سيتم حلها قبل نهاية العام بدون شروط مسبقة، وهنا موسكو ذكرت اليابانيين، بأنها لا ترى أى مشاكل أراض، وأنها لن تلعب فى هذه المسرحية لمصلحة سينزو آبى، ولن تعترف بمطالب طوكيو بعد ذلك. ومن غير المستبعد أن يكون معاونو بوتين أحضروا له قائمة بالعقود اليابانية الموقعة مع روسيا فى مؤتمر الشرق الأقصى الاقتصادى هذا العام، وهى أقل ما يقال عليها إنها ليست كثيرة، كما أن العام الماضى كان الأسوأ على الإطلاق فى تاريخ العلاقة بين البلدين من حيث حجم الاستثمارات اليابانية، ووفق الجمعية اليابانية لتشجيع التجارة الخارجية، ما استثمرته طوكيو فى روسيا لا يتجاوز ٠،٠٣٪ من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ويختتم الكاتب مقاله بقوله، إنه يجب النظر إلى كلمات الرئيس الروسى على أنها تأتى فى الوقت الذى يشهد فيه شرق روسيا انتشارا عسكريا غير مسبوق، والانتشار العسكرى طال جزر الكوريل، والمناورات الدائرة الآن فى شرق البلاد تحت اسم «الشرق ٢٠١٨» والتى بدأت فى ١١ سبتمبر، فى نفس الوقت الذى عقد فيه مؤتمر الشرق الأقصى الاقتصادى، ما يمثل كابوسا بالنسبة لطوكيو، هو العمل المشترك فى هذه المناورات بين روسيا والصين. 
ووفق الكاتب يبدو أن موسكو ترى أنه غير كاف بالنسبة لها أن اليابان موقفها هو الأقل تشددًا بين دول مجموعة السبعة الكبار فيما يخص العقوبات المفروضة على روسيا حاليًا، ولم يشفع عندها حضور سينزو آبى لكل الفعاليات التى يدعو إليها الرئيس بوتين.