الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مبادرة "لم الشمل" بالأزهر تحتوي 600 خلاف أسري.. حملة للتوعية بمخاطر الطلاق وكيفية التعامل بين الزوجين.. ومطالب بشراكة "قومي المرأة" والجامعات

مبادرة لم الشمل بالأزهر
مبادرة "لم الشمل" بالأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجحت وحدة "لم الشمل" بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في التصدي لنحو 600 حالة خلاف أسري خلال خمسة أشهر هي فترة عملها منذ انطلاقتها في أبريل الماضي.
وسعيًا منها لمواصلة دورها في التصدي لحالات الانشقاق الأسري، أطلقت حملة بعنوان "وعاشروهن بالمعروف"، للتوعية بأسباب الطلاق ومخاطره، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة، وذلك في إطار سعي المؤسسة الدينية إلي الوقوف على أهم أسباب ارتفاع نسب الطلاق وطرق علاجها، للحد من ذلك الارتفاع السائد في السنوات الأخيرة، في إطار الدور الدعوى والاجتماعي الذي يقوم به الأزهر.

وتضمنت الحملة مجموعة من الفيديوهات القصيرة، التي تتناول كل منها أحد أسباب الطلاق، مع توعية الزوجين بكيفية التعامل معه، في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لكافة أبناء الأزهر، بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية، خاصة القضايا الملحة، كما هو الحال بالنسبة لقضية ارتفاع معدلات الطلاق.
وطالب متخصصون في علم الاجتماع بشراكة الجامعات والمجلس القومي للمرأة في الحملة واستهداف الشباب ممن يعانون من غياب للمعايير والاختيار المناسب لشريكة الحياة. 

وأكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن جهد الأزهر في سبيل القيام بدوره في استقرار الأسرة، عمل كبير وجهد مشكور، يستحق عليه الإشادة والاستحسان، لكنه بحاجة إلي أن يتضمن شراكة مع الجامعات، المجلس القومي للمرأة والجهات المختلفة المسؤولة عن هذا الأمر، مشددة هناك حاجة ماسة لسد الفراغ الأخلاقي والقيمي بالتعاليم الدينية الوسطية والقيم والأخلاق التي يحث عليها الدين.
وتابعت خضر لـ"البوابة نيوز"، أن 60% من الشباب يقعون فريسة للإرهاب والمخدرات وغيرها من الأمور التي تهدد استقرار هذا المجتمع القائم عليهم، ويمثلون مستقبله، يحتاجون منا إلى أن ننزل إليهم ونحاورهم ونمد يد العون لهم، سواء من خلال رعاية الشباب داخل الكليات ومن خلال وكلاء الكليات لشئون المجتمع والبيئة، ومن خلال رؤساء الجامعات الذين لا يتخلص دورهم في حضور المؤتمرات بل يحتاج الأمر لندوات يدعى إليها الأزهر وعلماؤه والمتخصصون في كافة المجالات لخلق أسر سوية تقوم على الود والفهم والاستقرار.

بينما قال الدكتور أسامة الحديدي، المنسق العام لمركز الأزهر، إن الهدف من المبادرات هي لم شمل الأسرة المصرية التي تعاني التفكك وتهدد استقرار المجتمع، لافتًا إلي أن "وعاشروهن بالمعروف" جاءت نتيجة لما تقوم به وحدة "لم الشمل" من جهد في سبيل استقرار الأسر وتحقيق المصالحة بين الزوجين تجنبًا لوقوع الطلاق، حيث تم رصد حالات كثيرة يقف وراءها أسباب يتحملها الزوج، والبعض الآخر تتحمله المرأة، لذا جاءت الدعوة لأن تكون هناك معاشرة بالمعروف استنادًا للتوجيه الإلهي والقرآني.
وتابع الحديدي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، نجحت وحدة لم الشمل حتي الآن في تحقيق الاستقرار لنحو 600 حالة منذ انطلاقها في إبريل الماضي، مشددًا أن تحقيق تلك النسبة يأتي نتيجة جهد كبير وعمل دؤوب، وصدق نية في التعامل مع حالات بلغت بها نسبة اليأس مراحل متقدمة.
ووجه منسق مركز الأزهر، النصيحة للزوجين بحسن اختيار بعضهما لبعضهما، من خلال الاختيار المناسب والملائم القائم علي معايير الكفاءة، والمحافظة علي القيم والآداب المفروضة التي تقوم علي حسن المعاشرة، والالتزام بأخلاقه التي يقوم بها مع زملاء والمحيطين به، وحينما يعود للمنزل، إلي جانب التزام كل طرف بحقوق تجاه الآخر، فعلي الزوجة ان تقوم بواجبها تجاه منزلها، وعلى الزوج أن يسلك طريقه لجلب المال الحلال، فالرزق يتطلب سعي لا الجلوس علي المقاهي.
وشدد "نسعى لاستقرار المجتمع، من خلال الأسرة التي هي نواته وباستقرارها يستقر، حيث إن العام الماضي شهد مبادرة اعادة القيم والأخلاق، والتي تقوم من أجل المجتمع، ولتحقيقها علينا استقرار الأسر أولًا، وتقوية تلك الدعامة الأساسية له والمحافظة عليها من الضياع وخلق استقرار بيئي ونفسي للأبناء".