السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الفحام.. الشيخ الثالث والأربعون للأزهر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الثلاثاء 18 من سبتمبر ذكرى مولد أحد أعلام الجامع الأزهر وشيوخه، وهو الإمام الأكبر محمد الفحام، شيخ الجامع الأزهر الأسبق، ولد بمدينة الإسكندرية عام 1894 م، لأسرة ترجع جذورها لمحافظة أسيوط، وإلى قرية بني مر، حيث يتواجد بها معظم أفراد عائلته.. تولى الشيخ خلفًا للشيخ حسن مأمون، وأخلفه في ولاية المشيخة الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود.
ينتمي الشيخ محمد محمد الفحام إلى عائلة "الدك"، ومنهم عثمان الدك والشيخ حسن الدك، وصدر القرار الجمهوري باختيار الشيخ الفحام شيخًا للجامع الأزهر في 17 سبتمبر 1969م قبل أن يطلب إعفاءه من منصبه في عام 1973 لظروفه الصحية عن عمر يناهز الـ80 عامًا، ليرحل عن عالمنا في 31 أغسطس من العام 1980.
التحق الفحام بالمعهد الديني بالإسكندرية في العام 1903، وحصل على شهادة العالمية في العام 1922، ليعمل فور تخرجه بالتجارة هربًا من القيد الوظيفي إلى أن تقدم لمسابقة الأزهر لاختيار مدرسين لمادة الرياضيات وقبل بها، عمد بعدها إلى العمل بالتدريس بالمعهد الديني بالإسكندرية في العام 1926 حيث درَّس الرياضيات والحديث والنحو والصرف والبلاغة، ثم مدرسًا بكلية الشريعة في العام 1935 حيث درس مادة المنطق.
وأثناء الدراسة لاحت أمامه فرص للالتحاق بدار العلوم، وكان هناك كثير من طلاب الأزهر في ذلك الحين يُفضِّلون ترك الدراسة في الأزهر؛ لصعوبة المواد وكثرتها، ويلتحقون بدار العلوم أو القضاء الشرعي؛ رغبة في التجديد، وطمعًا في مستقبل أفضل، واستشار الطالب والده، فقال له: ابني واثق في جودة رأيك وحُسن اختيارك، فاتَّجه إلى ما تراه صوابًا والله معك، أمَّا أمه فكانت تتفاءل بالأزهر فأوصَتْه بألا يترُكه، واستجاب لوصيَّة أمه، وظلَّ متمسكًا بها، فكانت فيها الخير، واصل دراسته بالقسم العالي بمشيخة علماء الإسكندرية ونال شهادة العالمية النظامية بتفوُّق، في امتحانٍ أدَّاه بالأزهر سنة 1922.
حصل الإمام الأكبر الراحل على الدكتوراه من جامعة السوربون في العام 1946، ثم عاد بعدها للعمل كمدرس بكلية الشريعة، ثم مدرس للأدب المقارن والنحو بكلية اللغة العربية وانتدب لكلية الآداب جامعة الإسكندرية، فعميدًا لكلية اللغة العربية في العام 1959، واختير عضوًا في مجمع اللغة العربية في العام 1972.
في حرب 1967 احتلت إسرائيل سيناء، وبدأ الاستعمار يخطِّط لإضعاف الجبهة الداخليَّة في مصر، وذلك بإشعال نار الفتنة، وكان مصدر هذه الفتنة أنْ قامت مؤسسةٌ مريبة في بيروت فأصدرت سلسلتين من الكتب التبشيرية: إحداهما بعنوان "في الحوار المسيحي الإسلامي"، والثاني بعنوان "دراسات قرآنية"، وكان الهدف من إصدار هاتين السلسلتين إحداث فتنة طائشة عمياء، وهنا عقد الإمام الفحام جلسة مجمع البحوث الإسلامية في مارس 1971، واختار مَن يردُّ على تلك الشرذمة وكتبهم التبشيرية، وبقوَّة شخصية الإمام، وسداد رأيه، وقوَّة منطقه وحجته، استطاع القضاء على هذه الفتنة، التي أوشكت أنْ تُمزِّق الأمَّة، وبهذا سلمت الجبهة الداخليَّة من الانهيار، وعاد الشعب المصري إلى وحدته، وبهذا أتاح الله لجيش مصر أنْ يعبرَ القناة، ويحطم خطَّ بارليف بمعاونة المسلمين والنصارى، وهذه وقفات يجب أنْ يذكرها التاريخ.
وفي سنة 1970 بعد تولِّيه لمشيخة الأزهر زار السودان فقُوبل بحفاوة منقطعة النظير، وفي السنة نفسها تلقَّى دعوةً من علماء المسلمين في الاتحاد السوفيتي، ورئيسهم بابا خانوف لزيارة الاتحاد السوفييتي، فلبَّى الدعوة، وزار أيضًا جمهورية "أوزبكستان، وطشقند، وكاجيكستان، وسمرقند، وموسكو، وليننجراد، وعقد أوثق الصلات مع المسلمين، وفي سنة 1971 زار إيران، والتقى بعلماء الشيعة وأعلامهم، واستقبَلوه بحفاوةٍ تتَّفق ومكانته ومنزلته، واتَّفقوا جميعًا على العمل في سبيل الوحدة الإسلامية وتحقيقها.
للإمام الراحل مصنفات عديدة، أهمها: "رسالة الموجهات في المنطق، ألَّفه وهو طالب، سيبويه، المسلمون واسترداد بيت المقدس، أثر الإسلام في توجيه القادة الإداريين، إلى جانب عدد من المقالات التي نشرتها مجلة المعرفة، ومجلة المنبر، ومجلة الأزهر، ومجمع اللغة العربية.