الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

أخطاء THE ANGEL تكشف أكاذيب "الموساد" حول "الصهر"

فيلم الملاك
فيلم الملاك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار فيلم «The Angel» الذى تم طرحه مؤخرا، فى دور العرض السينمائي، بالعديد من الدول الأوروبية، ويتحدث عن علاقة رجل الأعمال المصرى الشهير، أشرف مروان، بالكيان الصهيوني، الكثير من اللغط داخل الأوساط الفنية والسياسية، بل والاجتماعية بشكل عام، نظرا لما يتضمنه العمل من معلومات مغلوطة وغير حقيقية، عن تعاون «مروان» مع الكيان الصهيوني، وعمله كجاسوس إسرائيلي.
وقد تعرض العمل لحياة أشرف مروان، منذ زواجه من السيدة منى عبدالناصر، كريمة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، عقب نكسة 1967، مرورًا بتولى الرئيس السادات للحكم حتى حرب 1973 واتفاقية السلام مع إسرائيل، حتى وفاة «مروان» عام 2007 فى ظروف غامضة بـ«لندن» كما جاء من خلال جملة فى نهاية الفيلم. 
«البوابة» شاهدت الفيلم ورصدت العديد من الأخطاء فى سياقه، حيث حوى الفيلم الكثير من المغالطات والأخطاء التاريخية التى كان من المفترض تلافيها والتدقيق فيها عند التعرض لعمل مهم مثل هذا العمل، إلى جانب اعتماد العمل على تيمة ضعيفة وغير مبررة للدافع الذى يدفع مروان للعمل كجاسوس للكيان الصهيونى رغبةً فى الحصول على المال فقط، رغم محاولة وضع لمحة إنسانية ضعيفة ضمن الأحداث على أن الدافع، وراء هذه الخيانة هو الحفاظ على أرواح الأبرياء من كلا الطرفين.
ويبدو أن صناع العمل الركيك، لم يجدوا تيمة أقوى من تيمة فيلم «بئر الخيانة» الذى قام ببطولته الفنان الراحل نور الشريف، من خلال اتصاله بسفارة إسرائيل، وطلبه العمل معهم ضد وطنه، للحصول على المال، فيقوم جهاز «الموساد» فيما بعد بالتواصل معه وتجنيده وإغرائه بالأموال التى يحتاج إليها، وهو ما حدث مع «مروان» خلال أحداث الفيلم، وهو من غير المنطقي، نظرا لقرب مروان من الأوساط السياسية الحاكمة فى مصر، سواء فى عهد صهره عبدالناصر أو فيما بعد، وهو ما يدل على الحالة المادية الجيدة له ولأسرته وعدم حاجته للمال الذى يدفعه لخيانة وطنه.
أما الأخطاء التاريخية التى احتوى عليها الفيلم فكانت كثيرة، فمع بداية الفيلم ومع الظهور الأول لشخصية الزعيم عبدالناصر والرئيس الراحل أنور السادات فى مرحلة توليه منصب نائب رئيس الجمهورية، أظهر العمل الرئيسين، على أنهما من شاربى الخمر، وهو ما يتعارض مع حقيقتهما، وما أثبته التاريخ، بعدم تناولهما الخمور مطلقا، خلال حقبتى حكمهما، وهو ما يعتبر تشويها غير مباشر لصورة الرئيسين الراحلين، أمام الجمهور العربي، الذى يرفض تناول الخمر حسب المعتقد الدينى المسيحى والإسلامي، كما يستمر مسلسل تشويه الرؤساء العرب ضمن أحداث الفيلم، مع ظهور الرئيس الليبى السابق معمر القذافى، من خلال لقاء مع «مروان»، يظهر خلاله الرئيس الليبى وكأنه يدير منزلا للدعارة، ويعرض على مروان ممارسة الجنس مع بعض الفتيات الليبيات داخل قصره الرئاسي. 
ومن الأخطاء التى تكررت فى الفيلم ظهور العلم المصرى والعلم الليبى لأكثر من مرة ضمن أحداث العمل بشكل خاطئ تاريخيًا، فمن خلال الأحداث وبعد تولى الرئيس السادات الحكم، ظهر العلم الخاص بالوحدة بين مصر وسوريا، وهو عبارة عن العلم المكون من الألوان «الأحمر والأبيض والأسود» مع وجود نجمتين فى منتصف العلم على اللون الأبيض، وبالرغم من الوحدة بين مصر وسوريا انتهت عام ١٩٦١ أى قبل تولى الرئيس السادات حكم مصر بـ٩ أعوام، وانتهى معها التعامل بهذا العلم حتى أعادت سوريا استخدامه مرة أخرى عام ١٩٨٠.
وتكرر خطأ تحديد الأعلام من الناحية التاريخية فى الفيلم فى العديد من المشاهد، فظهر إلى جوار الرئيس السادات، علم اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة، الذى تم بين مصر وسوريا وليبيا عام ١٩٧٢، ليعود مرة أخرى، يظهر إلى جواره العلم الذى يرمز إلى الوحدة بين مصر وسوريا فقط، فى عهد الرئيس عبدالناصر، كما ظهر العلم المصرى الحديث، ضمن أحداث الفيلم على مبنى وزارة الدفاع المصرية، والذى تم اعتماده كعلم رسمى لمصر عام ١٩٨٤ أى عقب أحداث الفيلم بأكثر من عشر سنوات.
كما قدم العمل أحداث اعتقال سامى شرف وعلى صبرى وشعراوى جمعة، على أنها اعتقالات لأسباب فساد ورشاوي، كشفها «مروان» وقدمها للرئيس السادات، بعد أن وقعت مستندات هذا الفساد فى يده عن طريق الصدفة، بالرغم من هذه القضية وهذه الاعتقالات السياسية عرفت باسم «مراكز القوى» التى أراد السادات تصفيتها ليتمكن من التمسك بمقاليد الحكم، ولم يذكر التاريخ المصرى ولا أى من الشخصيات التى عاشت خلال هذه الفترة أن أسباب اعتقال هؤلاء الثلاثة تعود لقضايا فساد ورشاوى، بمن فيهم الرئيس السادات نفسه، أو الرئيس الأسبق مبارك الذى قام بالإفراج عنهم مع توليه الحكم.
كما أوضح الفيلم أن هذه الأوراق قد حصل عليها «مروان» من المكتب الخاص بمنزل «عبدالناصر»، وهو ما يعد اتهاما غير مباشر للرئيس عبدالناصر، بالتستر على الفساد والرشاوى، كما ظهرت هذه المستندات بشكل صحيفة حالة جنائية، أى أنها قضايا تم التحقيق فيها وإصدار حكم، على عكس الواقع.
كما أظهر العمل سامى شرف، السكرتير الأسبق للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، على أنه قيادة من قيادات المخابرات العامة، داخل السجن، وأنه يقوم بمتابعة مروان ومراقبة تعاملاته مع الكيان الصهيوني، من خلال بعض العملاء العرب، وهو ما يتنافى مع الحقيقة التاريخية التى ذكرها سامى شرف شخصيا، حول العشر سنوات التى قضاها فى السجن فى فترة حكم السادات، وعن الصعوبات والتعذيب النفسى الذى تعرض له خلال هذه الفترة، وهو ما يتنافى مع ما قدمه العمل على أنه يقوم بمتابعة مروان ويدخل إليه العملاء كما يشاء.
وفى مشاهد إلقاء القبض على «شرف، صبري، جمعة» ظهر بعض جنود الجيش المصرى وهم يرتدون باريه «طاقية رأس» باللون الأسود، وهذا خطأ آخر حيث لا يوجد بالجيش المصرى باريه باللون الأسود، باستثناء باريه سلاح المدفعية الذى يقترب لونه من اللون الأسود إلا أن ضباط وعساكر سلاح المدفعية، غير منوطين بالقبض على الأفراد، ولو احتاج الجيش لهذا، فالمنوط بهم ذلك هم سلاح الشرطة العسكرية وليس المدفعية.
ومن الأخطاء الأخرى ظهور سيارة أشرف مروان وعلى لوحاتها عبارة «زمالك القاهرة» بدلا من ملاكى القاهرة، كما ظهر على اللوحة رقم مكون من ستة أرقام وهو عدد كبير للغاية مقارنة بعدد السيارات التى كانت بمصر فى هذا الوقت، والتى لم يكن يتعدى أرقام لوحاتها ثلاثة أو أربعة أرقام فقط.
كما ظهر ضمن الأحداث مبنى مصري، تحمل واجهته عبارة، وزارة الدفاع المصرية، وهو من الأخطاء التاريخية أيضًا، حيث إن وزارة الدفاع المصرية لم يصبح مسماها وزارة الدفاع إلا فى عام ١٩٨٠، وتحديدا بعد اتفاقية السلام، حيث كان هذا ضمن بنود الاتفاقية، وهو تغيير اسم وزارة الحربية إلى وزارة الدفاع، أى أنه كان من المفترض أن يضع لافتة وزارة الحربية، بحكم الحقبة التاريخية.
«الملاك» من إخراج إرييل فرومين، سيناريو وحوار ديفيد أراتا، يجسد شخصية «أشرف مروان» الممثل الهولندى التونسى الأصل مروان كنزاري، فيما يجسد شخصية الرئيس الليبى الأسبق معمر القذافى، الممثل الإسرائيلى تساهى هاليفي، أما شخصية الرئيس الأسبق محمد أنور السادات فيلعبها الممثل الإسرائيلى من أصل عراقى ساسون جاباي، ويقوم بتجسيد شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الممثل الأمريكى من أصل فلسطينى وليد زعيتر، وفى دور منى عبدالناصر، الفنانة ميساء عبدالهادي، التى تنتمى لعرب إسرائيل.