تنظر إليها من بعيد ناحية كورنيش الإسكندرية تظن أنها مركب صيد وفى مقدمتها علم مصر، وعندما تقترب منها وتقف أمامها تجد شخصًا ينادى عليك «عاوزها بسكوته ولا كوباية»، فهى عربة «آيس كريم».
«دلوعة العجمى، وحليب قلبى، وموز، وأناناس، وشيكولاته، والطبيعى يكسب»، عبارات ورسومات وضعها «أبوصدام» على مركب الصيد التى يستخدمها كعربة آيس كريم، لجذب انتباه المارة.
«أبوصدام» منذ ٢٠ سنة وهو يصنع الآيس كريم، من أجل البحث عن قوت يومه لإطعام أولاده بالحلال وتوفير مستلزمات بيته اليومية، ولم يعرف اليأس طريقه رغم تعرضه لمضايقات وزيادة أسعار الخامات المستخدمة.
فضل تسمية نجله «صدام» على اسم رئيس جمهورية العراق السابق «صدام حسين»، ولم يكن مجرد صدفة بل إنه قصد ذلك نظرًا لكلام والده عنه وقت عمله فى دولة العراق والذى أكد له حبه للمصريين، وكان دائما يقول «المصرى هو أنا».
وتختلف عربة «أبوصدام» التى تعد الوحيدة بالمحافظة على شكل مركب صيد، عن باقى عربات الآيس كريم التى تمر على كورنيش الإسكندرية ويعشقها أهالى عروس البحر المتوسط والوافدين من المحافظات الأخرى، حيث إن الفكرة لجأ لها نظرًا لوقوفه المستمر فى عدد من المناطق السياحية، والتى نالت إعجاب الكثير من المارة والبعض يلتقط معها الصور التذكارية بطريقة «السيلفى».
ولم يكن شكل عربة «أبوصدام» هو الاختلاف الوحيد عن باقى عربات «آيس كريم» بالإسكندرية، بل إنه يستخدم مواد طبيعية وحليب جاموسى من أجل اكتساب الزبون دون النظر للتكلفة، ولذلك صمم على كتابة عبارة «آيس كريم أبوصدام الطبيعى يكسب» على عربيته.
ومع اقتراب موسم الشتاء وسقوط الأمطار، يقل الإقبال على شراء «الآيس كريم» من قبل المواطنين، مما تؤثر على لقمة عيش «أبوصدام» التى تعتمد فى المقام الأول على موسم الصيف.
