الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا تواضروس يعظ بكنيسة بتانوندا نيويورك

البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقى قداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة روحية بكنيسة القديسة العذراء مريم والشهيد موسي الأسود بتانوندا نيويورك.
وقال: "فى هذا الصباح المبارك أيها الأحباء نحتفل بتدشين مذبح هذه الكنيسة كنيسة القديسة مريم العذراء والقديس موسى القوى هنا فى بافلو وهذه الكنيسة تحمل نفس اسم أمنا العذراء والقديس موسى القوى وتدشين الكنيسة يعتبر بمثابة يوم ميلاد للكنيسة لأنها تأخد الوضع الرسمى وتصير مدشنه بمذبحها وبأيقوناتها وتصير الكنيسة بيوم تدشينها هذا عيدها السنوى لتدشين الكنيسة لكن اليوم هناك مناسبتان هامين جدا.
المناسبة الأولى أننا نحتفل بنياحة القديس البابا ديسقورس اللى بنسميه بطل الأرثوذكسية، والمناسبة الأخرى أننا نحتفل بأستشهاد القديسة رفقه وهى إحدى القديسات المصريات وأبنائها الخمسة، فأذا جمعنا هؤلاء الثلاثة أمامنا القديس موسي الأسود الذى كان قوى فى توبته والقديس البابا ديسقورس كان قويًا فى إيمانه والقديسة رفقة التى كانت قويه فى أستشهادها.
وسنتكلم عن هؤلاء الثلاثة بكلمات مختصرة تذكارًا لهذة المناسبة أولًا يوم التدشين النهاردة 7 توت الذى نحتفل فيه بهذه التذكارات المباركة.
أولًا: القديس موسى القوى كان قوى فى توبته
ونعرفه أيضًا باسم القديس موسى الأسود لكننا نفضل القوى كان بالحقيقة إنسان قوى وعاش إنسانًا وثنيًا وبدأ يتعرف على المسيح وكانت حياته السابقة قبل المسيح كلها شر واجتمعت فى حياته خطايا كتير وذات يوم قرع المسيح على قلبه وبدأ مشوار التوبه الجميل وبدأ قلبه الذى نصفه بلون بشرته أنه أسود صار قلبه أبيض عندما تاب وصار معلمه القديس إيسيذورس 
ونحتفل به فى برية مصر فى وادى النطرون فى دير البراموس نحتفل بالقديس موسى القوى وصارت توبته توبه حقيقة ومن القلب وصار القديس موسى فى حياته كلها يبحث عن قلبه النقى وهذه أول رسالة يقدمها لنا اليوم "أن الانسان وهو يعيش حياته على الأرض يجاهد فى توبته توبه حقيقية ويراه يعيش وياه ويتمتع بالحضره الأبدية معاه آية (مت 5: 8) طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ الله،يابخت اللى بيدور على قلبه النقى ويدر بأستمرا أن يصير قلبه تائبًا وكنيستكم على اسم العذراء أمنا كلنا وتحمل اسم موسي القوى كأنها تحمل نداء توبة بأستمرار توبه أن كل واحد فينا يبحث عن التوبه فى قلبه وفى يوم القديس موسى الأسود وهو انسان شرير لم يكن يعرف ما هو الصوم فقد كان طعامه ما يعادل خروفًا في اليوم غير أن اتفق مع معلمه على اختيار فرع شجرة كبير يزنون له مقداره طعامًا كل يوم، ومشى فى حديقة برية الدير حتى وجد الفرع المناسب وبالطبع مع الوقت خف وزن الفرع تدريجيًا وببطء وفضل فى هذا التدريب النسكى إلى أن صار أنه يصوم يومين ويومين ويفطر على القليل من الخبز وتعلم كيف كان هذا؟ التوبة تحتاج التدرج باستمرار والإرادة القوية والقديس موسى القوى يعطينا هذا المثال القوى فى التوبه وأحنا بنحتفل به يوم 1 يوليو تذكار أستشهاد القديس موسى القوى فى توبته. 
المثال الثانى: البابا ديسقورس العظيم فى أيمانه 
هو البابا رقم 25 ويسمى بطل الأرثوذكسية والبابا كيرلس عمود الدين رقم 24 وقبله بثلاثة بابوات كان البابا إثناسيوس الرسولى كان نسميه حامى الأيمان القويم وفترة الآباء انعقدت المجامع المسكونية الثلاثة التى نؤمن" مجمع نيقيه وأفسس والقسطنطينة، والبابا ديسقورس تعرض للنفى والعذابات لأن حينها كان بدأ الأيمان ينحرف بعبارة المسيح له ولكن البابا كيرلس عمود الدين والبابا ديسقورس أصروا على أن المسيح له طبيعه واحدة لكلمة الله المتجسد فعلًا فى طبيعة لاهوتية وطبيعة ناسوتيه لكن اتحدوا معًا ونقول ناسوته لم يفارق لاهوته لحظة واحدة ولا غمضة عين وشرحها البابا كيرلس ثم البابا ديسقورس كأتحاد النفس بالجسد وكاتحاد النار بالحديد وصار الأيمان الأرثوذكسى نقول طبيعة واحدة لكلمة الله المتجسد "آية (يو 1: 14): وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." 
والمعنى المقصود أن الإيمان القوى أن المسيح كان أمامنا اتحاد اللاهوت والناسوت بكل المعجزات والتعاليم التى قدمها بأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، القديس البابا ديسقورس تعرض لعذابات كثيرة ومات فى المنفى ومن ضمن العذابات أنهم كانوا بيكسروا له أسنانه فكان يأخذ أسنانه ويحطاها فى منديل ويرسلها ويقولهم "هذا هو ثمن الإيمان " فالإيمان اللى وصل لنا ونحن فى القرن الواحد وعشرين جاهد من أجله آباء وعظماء وأبطال فكان القديس ديسقورس هو قوى فى إيمانه وإذا لم يكن قويا كان الإيمان ضاع وأختفى عننا ولهذا نذكره اليوم ونربط حياته بتذكار يوم تدشين كنيستكم فى يوم 7 توت.
المثال الثالث: القديسة رفقه كانت قوية فى أستشهادها 
كانت القديسة رفقة أم غلبانة مثل كل الأمهات وكانت من الصعيد وعندها 5 أبناء وتعرضت أن أولادها ينكروا الإيمان وهى كانت ترضعهم وهم صغار كانت ترضعهم الإيمان والشجاعة والإيمان أغلى شيء فى حياة الإنسان وقوة أيمانهم جايه من أمهم فعرضوها للعذابات وعذبوا أولادها لكي يتركوا الإيمان ترفض وهنموت ولادك على حجرك، هنسيب الأرض أكيد فى يوم من الأيام لكن الأهم لا نترك السماء واستشهاد القديسة رفقة التي كانت من قوص جنوب مصر استشهادها تم فى منطقة قريبة من محافظة البحيرة حاليا فى دمنهور فى حى نقره وبعد كده أتنقلت أجسادهم إلى سنباط كما سمعنا فى السنكسار،أم بسيطه وليست من الأكليروس وليست معروفة ربت أولادها فى مخافة ربنا وأرضعتهم الإيمان وعلمتهم كيف يعيشوا فى هذه القوة والنقاوة وعندما جاء وقت الأستشهاد قدمت ولادها وقدمت نفسها وهى فى قمة الفرح وهى فرحانة بالمسيح وفرحانة بالأكاليل التي أولادها نالوها وأسألكم سؤال هل الذين اضطهدودها وعذبوها نعرف اسمائهم ؟؟ لا احد يعرف أسمائهم بل راحوا فى نهاية التاريخ وهى اسمها فضل محفوظ عبر الأجيال ونسمى عليه بناتنا " رفقة أو Rebecca وأسماء أولادها أيضًا نستخدمها فى تسميه أولادنا ونعيد لها كل سنة يوم 7 توت وفرح بها وآلاف من الناس بيروحوا سنباط ويزوروا مكانها ونفرح بالتاريخ.
تابع: ( موسى الأسود قوى فى توبته، البابا ديسقورس قوى فى إيمانه، رفقة وأولادها قوية فى استشهاداهم)، هؤلا الثلاثة هم جذور لنا " آية (مز 1: 3): فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ." هذه هي الكنيسة القبطية ومغروسة يعنى لها جذور وفى جذور اسمها موسى القوى والبابا ديسقورس والقديسة رفقة، ولهذا الكنيسة القبطية الأثوذكسية كَشَجَرَةٍ المَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ، ورقها لا ينتثر ويعطى ثمارها فى حينه كما كنيستكم الجميلة.