قبل عام بدأنا فى الصفحة الأخيرة بجريدة «البوابة» بتسليط الضوء على الموهوبين من الأطفال فى باب أطلقنا عليه «يعملوها العيال»؛ وكانت المراسلات عليه كثيرة، إذ إنه مثل دافعًا للصغار؛ حتى قررنا تطوير الأمر بعمل زيارات ميدانية لمراكز الشباب وعمل لقاءات مع الأطفال؛ وتوصيلهم لمسئولى الثقافة، وبفضل من الله هناك من تلقفته القنوات الفضائية حتى أن الطفلة سما محمد بحيرى، والتى كنا نشرنا عنها فى هذا الباب تعاقدت معها إحدى القنوات لتقديم برنامج للأطفال؛ ونحن نجدد الدعوة لكل الموهوبين فى كل مكان، لأننا هنا فى «البوابة» نحاول جاهدين بشتى الطرق المساهمة فى إعادة تشكيل المجتمع بالشكل الذى يليق بتاريخ مصر.. فتعالوا إلىَّ فأنا لن أحكى لكم حكاية الأمس.. بل عندى لكم فكرة للغد.. معى فى هذا الكف كثير من الأمل، فافتحوا قلوبكم هى عملة ستحتاجونها لو دار بكم الزمن.. ومعى فى الكف الأخرى كل الحروف.. أستطيع بها أن أفعل أى شىء.. أشكلها لعبة.. أو ضحكة.. أو حلما.. أو واقعا.. أو فتاة جميلة.. أو فارسا.. أو.. كل شىء.. وأى شىء ينفع هذا الوطن.
قصة أول معرض كتاب فى قرية.. أهالى «طحانوب»: رفعنا طلبًا لـ«هيثم الحاج».. فاستجاب على الفور
إذا كنت من محبى القراءة العلمية، أو من هواة شراء الروايات والقصص الترفيهية، لا تفكر كثيرا، فالأمر لم يعد صعب المنال، كما لم يصبح من الضرورى انتظار معرض الكتاب المقام بمدينة نصر كل عام، فقط كل ما عليك هو الانتظار حتى يتم تعميم فكرة إقامة معرض كتاب فى كل محافظة، ولن نبالغ كثيرا إذا قلنا فى كل قرية، هذا ما حدث بالفعل فى قرية «طحانوب»، بمركز شبين القناطر، التابع لمحافظة القليوبية، بدعم من الهيئة العامة للكتاب، لتكون القرية المصرية الأولى التى يقام بها معرضًا للكتاب.
بدأت القصة عندما أرسل مركز شباب طحانوب، خطابا إلى وزارة الشباب والرياضة، والهيئة العامة للكتاب، وقصر ثقافة شبين القناطر، يطالب فيه بإقامة معرض للكتاب بالقرية، فى إطار نشر التوعية وتنمية الحراك الثقافى، فما كان من المسئولين إلا أن قابلوا تلك الفكرة بالترحاب، وسرعان ما تحركت الهيئة العامة للكتاب بالاتفاق مع دور نشر متعددة لعرض جميع أنواع الكتب، لتلبية رغبات القراء.
وعن معرض الكتاب بقرية طحانوب، يقول صلاح سليم مندوب هيئة الكتاب: «احنا جينا هنا بتكليف مباشر من الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقمنا بتوفير كتب متنوعة بأسعار زهيدة كمنحة من الهيئة، وتم الاتفاق مع عدة دور نشر لتوفير أكبر عدد من الكتب والروايات المفضلة لدى القراء فى المعرض، وبمتابعتى لحركة البيع كنت مبسوط جدا وأنا شايف إقبال كبير من الشباب والأطفال على شراء الكتب، لأن هدفنا الأول هو نشر الثقافة بين الأجيال المختلفة فى جميع أنحاء مصر، وتوعيتهم عن طريق الكتاب».
ويختتم: «عشان نشجع المبادرة خفضنا الأسعار قدر المستطاع، وفى خصومات كبيرة على الكتب بتتراوح ما بين ٢٠٪ إلى ٥٠٪، وتم افتتاح المعرض يوم الإثنين الماضى، وهيستمر لمدة ١٠ أيام، وبنتمنى التجربة تنجح، لأن نجاح معرض الكتاب فى طحانوب يعتبر بداية لإقامة معارض أخرى على مدار العام فى جميع قرى مصر».
الكبار والصغار توافدوا على المعرض
نجدد الدعوة لكل الموهوبين فى كل مكان، لأننا هنا فى «البوابة» نحاول جاهدين بشتى الطرق المساهمة فى إعادة تشكيل المجتمع بالشكل الذى يليق بتاريخ مصر
اقرأ دون عناء
الزوار: سعداء بتجربة «معرض الكتاب» فى مركز الشباب
كغيرها من القري، طالما عانى أهالى «طحانوب» من عدم وجود معرض للكتاب فى قريتهم، كما لم تتوفر تلك الخدمة من قبل فى مركز شبين القناطر التابعين له بمحافظة القليوبية، مما دفع البعض لتجاهل هواية القراءة وكتمان شغفه بها بداخله لصعوبة حصوله على كتابه المفضل، إذ لم يقدر على السفر إلى أرض المعارض فى مدينة نصر بالقاهرة، ولكن لم تدم المعاناة طويلا؛ بعد تكاتف شباب القرية مؤخرا فى تنظيم معرض للكتاب بالاشتراك مع وزارة الشباب والرياضة والهيئة العامة للكتاب، لتكون قرية «طحانوب» أول قرية مصرية تنجح فى توصيل الكتب المفضلة إلى القراء دون اللجوء للسفر.
وعن معرض الكتاب يقول زياد صالح: «هذا المعرض المتكامل كان مفاجأة بالنسبة لأهالى القرية، لأنه يشمل جميع أنواع الكتب فى كل المجالات مثل، التاريخ، الأدب، علم النفس، الفلسفة، الروايات، وكتب الأطفال.
ويتابع سمير فاروق: «الزحمة والإقبال على الكتب دليل على نجاح المعرض واحتياج كل قرية لمعرض كتاب يساعد على الارتقاء بفكر الشباب والأطفال، وبهذا نضمن تنشئة أجيال جديدة واعية وقادرة على مواجهة التحديات بالعقل، لأن المخططات والمكائد المنصوبة للدولة كثيرة وتحتاج شبابا واعيا لإفسادها والنهوض بالدولة».
ويختتم محمد عمر «المعرض فيه كل أنواع الكتب وبأسعار مخفضة ومدعمة من هيئة الكتاب، أنا جبت كتاب فى علم النفس وكتاب فى التاريخ، وابنى الكبير جاب رواية، والصغيرين جبتلهم قصص ومجلات للأطفال، ودى كانت أول مرة أحس فيها بمعنى جملة «القراءة للجميع».
وكأن الموهبة ظلت مدفونة بداخلهم فى انتظار من يأتى ويخرجها إلى النور، أطفال منحهم الله موهبة الرسم، ولكن ظروف القرية التى يعيشون فيها لم تمنح فنهم القدر الكافى للانطلاق، حتى حالفهم الحظ بقرية «طحانوب» التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وفتح معرض الكتاب المقام بها أبوابه للموهوبين من الأطفال، بعدما قام منظمو المعرض بهيئة الكتاب، بعمل ورش فنية مجانية للأطفال الذين يمتلكون موهبة الرسم.
وفى هذا الإطار قامت هيئة الكتاب بطبع ٤٠٠ دعوة ورقية لأولياء الأمور، وكتبت العديد من المنشورات على صفحات القرية بمواقع التواصل الاجتماعى، وذلك لتوصيل تلك الخدمة التى تقدمها إليهم «الهيئة» بجانب المعرض، ولم يقتصر اكتشاف مواهب الأطفال وتنميتها على الرسم فقط، بل شملت دورات وندوات شعرية وغنائية.
وعن الورش الفنية، يقول عادل النحاس المشرف على معرض الكتاب: «وزعنا منشورات وقدرنا نوصل للأطفال الموهوبين فى الرسم، وأهلهم جابوهم لينا مركز شباب طحانوب قبل المعرض بأسبوع، والهيئة وفرت ليهم مدرسة رسم مخصوصة عشان تعلمهم وتنمى موهبتهم الفنية، وخلال فترة المعرض متاح التقديم لمزيد من الأطفال بمختلف مواهبهم فنية أو غنائية أو شعر وإلقاء». وتتابع «أم دينا»: «بناتى موهوبين فى الرسم من زمان، وكنت بلاحظ فى رسومات المدرسة، بس طبعا كان لازم حد متخصص يقعد معاهم ويعلمهم، وهيئة الكتاب وفرت لينا ده فى المعرض اللى عملته بقرية طحانوب، وفى خلال أسبوع واحد دينا بنتى بقت رسامة درجة أولى».
