رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

حاتم باشات عضو لجنة الشئون الإفريقية بالبرلمان يتحدث لـ"البوابة نيوز": "السيسي" يولي اهتمامًا شديدًا بأزمة سد النهضة.. ودور الانعقاد الأول لا يُحسب على مجلس النواب

اللواء حاتم باشات،
اللواء حاتم باشات، عضو مجلس النواب في حواره لـ البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المشكلة الأساسية فى قضية السد تكمن فى الملف الفني.. ومصر قطعت شوطًا كبيرًا فى حل الأزمة
قال اللواء حاتم باشات، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الشئون الأفريقية، ورئيس لجنة الشئون الأفريقية بحزب «المصريين الأحرار»، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يولى أزمة سد النهضة اهتمامًا شديدًا، منذ توليه رئاسة مصر، وأوضح أن المشكلة الأساسية فى السد تكمن فى الملف الفني، الخاص بدرجة أمان السد من الانهيار، فى فترة ملء السد، وإدارة المشروع، وعدد العيون التى ستفتح، وكمية المياه على جسم السد؛ مشيرًا إلى أن هناك تفاوضًا على الملف الأمنى بين مصر والسودان وإثيوبيا، وأن مصر نجحت فى التواصل مع السلطات الإثيوبية والسودانية دون وسيط. 
وطالب «باشات»، فى حواره مع «البوابة»، بتخصيص وزارة للشئون الأفريقية، تكون مسئولة عن حصر ممتلكات الدولة المصرية، ومعرفة كيفية استخدامها بشكل مفيد. 
مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالي:
■ فى البداية؛ ما تقييمك لدور الانعقاد الثالث لمجلس النواب؟
- فى رأيى أنه كان أفضل دور انعقاد لمجلس النواب، حتى الآن، ففى دور الانعقاد الأول للبرلمان كان هناك أكثر من ٤٠٠ قرار جمهوري، صدر فى غياب البرلمان، وكان يجب مناقشتها والتصديق عليها، أيضًا كان هناك اللائحة الداخلية للمجلس، ومناقشة برنامج الحكومة والتصديق عليه، لمنحها الثقة، مما أدى لتأخير انتخابات اللجان النوعية، التى تعتبر المطبخ الحقيقى للبرلمان؛ حيث استغرقنا وقتًا طويلًا للتصديق على القوانين والقرارات الرئاسية، مما أخرنا عن القيام بالأدوار البرلمانية المطلوبة، خاصة أن نسبة كبيرة من أعضاء مجلس النواب الحالي، لم يكن لديهم خبرة برلمانية، وأنا من ضمنهم.
ولهذا؛ فقد بدأنا العمل البرلمانى الصحيح مع بداية دور الانعقاد الثاني، وبدأت المنافسة بين اللجان النوعية وبعضها البعض، مما أدى لتحسين النشاط البرلمانى بين الأعضاء، وكان لى تجربة شخصية، من خلال رئاستى للجنة الشئون الأفريقية بدور الانعقاد الثاني؛ حيث دعوت رؤساء الاتحادات الرياضية، المصريين والأفارقة، ووصل عددهم إلى أكثر من ٢٠ رئيس اتحاد، ونواب وأمناء الصندوق، ونظمت اجتماعًا معهم للتعاون المشترك ونقل الخبرات، ومن هنا أشعلت المنافسة الإيجابية والبناءة بين اللجان النوعية.
■ ما أولوياتك كنائب للشعب، بدور الانعقاد الرابع، والذى سيبدأ أول أكتوبر المقبل؟
- أتمنى أن يقوم جميع النواب بدورهم لمصلحة الشعب، الذى وثق بنا، واختارنا دون غيرنا لنمثله، تحت قبة البرلمان، وأتمنى أن أبذل أقصى جهد ممكن خلال دور الانعقاد المقبل للبرلمان، لكن هناك بعض المشاكل التى تحتاج إلى جهد كبير وميزانيات ضخمة، مثل مشاكل الطرق، وهناك أيضًا بعض القضايا التى تحتاج إلى قرار جريء من الحكومة، مثل الأبراج التى تم إنشاؤها بطرق مخالفة.
كما استعد للقيام بدور دولى على مستوى القارة الأفريقية، فضلًا عن دورى المحلي؛ حيث شكلت فريق عمل كاملًا، داخل دائرتى الانتخابية، لمساعدتى فى استقبال شكاوى أهالى الدائرة، للعمل على حلها، حتى أجد الوقت اللازم للتفرغ لدورى البرلماني، ودورى الأفريقي، داخل لجنة الشئون الأفريقية.
■ وما أولوياتك كعضو بلجنة الشئون الإفريقية؟
- أسعى لدعم جميع المجالات المصرية بالأفكار والمشاريع، والنصائح، للتعاون مع الجهات الإفريقية، فى المجالات الإعلامية والرياضية والثقافية والاقتصادية، خاصة وسائل الإعلام التى تقع أحيانًا فى خطأ التقليل من شأن الدول الإفريقية، وللأسف؛ فإن هذه التصريحات الإعلامية تصل إلى هذه الدول عن طريق سفرائهم فى مصر.
وأذكر أنه أثناء الأزمة التى وقعت بين مصر والجزائر، بسبب مباراة لكرة القدم، أقيمت على الأراضى السودانية، خرج الإعلامى خالد الغندور، لاعب نادى الزمالك الأسبق، وقال: «هى السودان دى تعرف تنظم حفل عيد ميلاد علشان يسند إليها تنظيم مباراة بهذه الأهمية؟!»، وهذه التصريحات وصلت بالحرف إلى السلطات السودانية، عن طريق السفارة السودانية بالقاهرة، وأنا خدمت أربع سنوات فى السودان، كقنصل لمصر هناك، ولدى ملف يتضمن نشاطاتى التى أقمتها فى السودان، خلال خدمتي.
فيجب على وسائل الإعلام أن تدرس هذه التصريحات جيدًا، أضف إلى هذا أن الكثير من كبار الشخصيات والمناصب فى الدول الإفريقية يقومون بزيارات متعددة لمصر، ولا تهتم وسائل الإعلام بتسليط الضوء عليهم، من خلال استضافتهم، وإدارة حوارات معهم فى وسائل الإعلام.
■ وهل ستخوض انتخابات لجنة الشئون الإفريقية فى دور الانعقاد الرابع؟
- سوف أجتمع مع حزب «المصريين الأحرار»، لمناقشة قرار خوضى انتخابات اللجان النوعية، خلال دور الانعقاد الرابع، فى شهر أكتوبر المقبل، على مقعد رئيس لجنة الشئون الأفريقية، وأنا ملتزم بقرار الحزب، كما حدث فى أدوار الانعقاد السابقة، ففى دور الانعقاد الأول تفاوضت مع النائب مصطفى الجندي، وفى دور الانعقاد الثانى حصلت على رئاسة اللجنة، وفى دور الانعقاد الثالث، فاز بها الدكتور السيد فليفل، وقد ندمت على التفاوض، خلال دور الانعقاد الأول مع النائب مصطفى الجندي، فى الانتخابات، على رئاسة اللجنة؛ لأنه تسبب فى انخفاض أداء اللجنة، بسبب استبعاد الشأن الأفريقى من اهتمامه.
■ لماذا لم تخُض انتخابات رئاسة البرلمان الإفريقي؟
- يرجع عدم ترشحى لرئاسة لجنة الشئون الأفريقية، لأكثر من سبب؛ أولها: أنه لا يصح أن أترشح لمقعد رئاسة البرلمان الأفريقي، أمام الزميل النائب مصطفى الجندي، وثانيها: أنه لا توجد دول داعمة لمصر، غير دول شمال أفريقيا، التى لا تتجاوز ٧ دول، أمام أكثر من ٢٠ دولة، وكان لا بد على النائب مصطفى الجندي، كممثل لمصر فى البرلمان الأفريقى دراسة الوضع قبل خوض الانتخابات، وفى حالة ترشح أى مصرى لأى منصب دولي، عليه دراسته جيدًا؛ لأن الأنانية خطأ، والانفراد بالرأى مرفوض.
*  برأيك ما الحل الأمثل للخروج من الأزمة الاقتصادية؟
** أعداؤنا يسعون لتدمير مصر؛ لأنها تمتلك الكثير من المزايا العسكرية، والمقومات السياحية والاقتصادية، ونحمد الله أن وفق بلدنا فى القضاء على مخططات هدم وتدمير البلاد، وتفتيت الجيوش العربية، والقضاء على الانتماء والولاء للأوطان، وإشعال الفتن وخلق النزاعات داخل المجتمع الواحد، ومصر تسعى بخطى مدروسة لحل الأزمة الاقتصادية، غير أن المواطن لن يشعر بالإنجازات الاقتصادية فى الوقت الحالي، والنهضة الاقتصادية التى تشهدها مصر، لم تحدث منذ عصر محمد على باشا، وعلى الشعب المصرى أن يصبر ويتحمل، حتى يجنى ثمار البرنامج الاقتصادي.
■ وهل هناك خطط مستقبلية للاستثمار المصرى فى الدول الأفريقية؟
- الدول الأفريقية مليئة بالخيرات، والدول الغربية تستورد المواد الخام، وعلينا الاهتمام بإمكاناتنا الاقتصادية والبيئية، والنظر إلى تجارب بعض الدول الأفريقية والصين، للعبور من هذه الأزمات التى تمر بها بلادنا، وأتمنى أن نعيد النظر فى علاقتنا مع الدول الأفريقية، والتوسع فى الاستثمار المصرى الأفريقي، وزيادة حجم التبادل التجارى مع الدول الأفريقية، خلال الفترة المقبلة.
■ إلى أين وصلت أزمة سد النهضة؟ ومتى ستنتهى برأيك؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسي، يولى أزمة سد النهضة اهتمامًا شديدًا، منذ توليه رئاسة مصر، وهناك وفد مصرى مفاوض، والمشكلة الأساسية فى السد تكمن فى الملف الفني، الخاص بدرجة أمان السد من الانهيار، فى فترة ملء السد، وإدارة المشروع، وعدد العيون التى ستفتح كمية المياه على جسم السد، وهناك تفاوض على الملف الأمنى بين مصر والسودان وإثيوبيا، وسبب هذه الأزمة إخفاء الجانب الإثيوبى الملف الفنى لمشروع سد النهضة، وصُدمت الشركات الفرنسية والألمانية بالملفات الفنية الخاصة بالسد، مما أكد طلب مصر من قبل.
المفاوضات لم تفشل حتى الآن، وإنما تعرقلت، وهناك وفد مصرى متخصص فى الشئون الفنية، ولا نستطيع التدخل فى مشاريع داخل إثيوبيا، ومجرى نهر النيل لا يمس حتى الآن، ولم يتم ملء السد أيضًا، وأرى أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبى بعدم استكمال المشروع بالونة اختبار، لأن السد مشروع قومي، وحلم شعب كامل، ومصر نجحت فى التواصل مع السلطات الإثيوبية والسودانية دون وسيط، وقد لعبت دورًا كبيرًا فى القارة الأفريقية مؤخرًا، وتقوم بدور الوسيط بين بعض الدول الأفريقية، مثل قيامها بحل الأزمة بين ليبيا والسودان، وبين إريتريا وإثيوبيا، والمساهمة فى حل المشاكل بين السودان وجنوب السودان.
■ وماذا عن ممتلكات الدولة المصرية والمقار الدبلوماسية فى أفريقيا؟ وكيف يتم استخدامها؟
- ليس لدى حصر دقيق بهذه الممتلكات؛ لأن هناك ممتلكات خاصة بوزارات: قطاع الأعمال، الموارد المائية والري، الثقافة، التعليم العالي، والأوقاف، وكل وزارة منها مستقلة بذاتها، لكن أعلم أن هناك ٦ مقار تابعة لوزارة الثقافة والتعليم العالى بدول أفريقيا، وأطالب بتخصيص وزارة للشئون الأفريقية، لتكون مسئولة عن حصر ممتلكات الدولة المصرية، ومعرفة كيفية استخدامها بشكل مفيد، لكن مع الأسف لا يوجد الآن ضابط ولا رابط لممتلكات مصر فى الدول الإفريقية.