حصلت "البوابة نيوز" على تقرير اللجنة، المُشَكَلَة من محكمة الجنايات، بشأن قضية البورصة رقم ١٠٤٢٧ لسنة ٢٠١٢ جنايات، بهدف فحص إجراءات الاستحواذ على أسهم البنك الوطنى المصري، وحركة التعامل بيعًا وشراءً بالبورصة المصرية، ولبيان قيمة الأرباح التى عادت على أصحاب الأسهم التى بيعت بالصفقة، ومدى قانونيتها، وكيف حقق المتهمون الأرباح، وذلك من خلال الأدلة والمستندات، التى حصلت عليها من مجموعة الشركات.
ذكر التقرير أن قيمة المبالغ تجاوزت ٢ مليار و٥١ مليون جنيه، وأن جمال مبارك، تحصل وتربح وحده على مبالغ مالية، بإجراءات غير قانونية، مقدارها يزيد على ٤٩٣ مليونًا، و٦٢٨ ألف جنيه، وذلك من خلال الاستحواذ على حصة من أسهم البنك، عن طريق إحدى الشركات.
جمال مبارك والتلاعب بالبورصة
أفاد التقرير أن علاقة جمال مبارك بالبورصة، كانت تتم بشكل غير مباشر، من خلال تأسيس شركة بوليون عام ١٩٩٧، بجزر العذراء البريطانية، مناصفةً بينه وبين الأخوين سعيد ووليد كابا «سوريى الجنسية»؛ حيث يمتلك جمال مبارك ٥٠٪ من رأسمال الشركة، وكان المدير المسئول عنها أخوه علاء مبارك، وكان نشاط الشركة إدارة صندوق استثمار إنترناشونال، المساهم بصندوق حورس٢ بمبلغ ٢ مليون دولار، حيث تبين وصول نصيب الأرباح الموزعة لشركة بوليون من شركة إى اف جى هيرميس للاستثمار ما يزيد على ٢٤ مليون دولار، ولم تخضع للضرائب.
وقال جمال مبارك فى التحقيقات، إن الشركة مقرها قبرص، وهى خاضعة للبنك المركزى القبرصى، وعلاقته بشركة هيرميس للاستثمار بجزر العذراء، إنه شريك بشركة بوليون بنسبة ٣٥٪ من شركة هيرميس للاستثمار المباشر، أى أنه يمتلك ١٧٪ بشركة هيرميس للاستثمار المباشر من خلال شركة بوليون.
وثبت من تحريات هيئة الأمن القومى، أن جمال مبارك المتهم السادس استغل نفوذه للسيطرة على الجهاز المصرفى المصري، وتفرد فى تعيين رؤساء البنوك المصرية، وقام بتعيين البعض منهم فى لجنة السياسات، والبورصة المصرية، وسوق الأوراق المالية، كما ارتبط بمجموعة من رجال البنوك والمال والأعمال، الذين حققوا ثروات مالية طائلة، تم تهريب جزء كبير منها للخارج، ولم يتبق برصيد حسابه بالبنوك سوى أموال ضئيلة.
وكان علاء مبارك شريكا هو الآخر فى شركة بوليون، وتنازل عنها لصالح شقيقه، تلك التى تم تأسيسها فى مجال الاستثمار فى الأسهم والسندات الخاصة بالأسواق الأمريكية والأوروبية، وكانا يديران الشركة بالاتصالات المختلفة، من خلال تحديد وتخطيط الأسهم والسندات، حيث إنه من واقع الفحص وبمراجعة التحويلات الواردة لشركة بوليون، من توزيعات الأرباح التى حققتها شركة إى اف جى، وفقا لنسبة مساهمتها، تبين تحويل ما يزيد على ٨ ملايين دولار.
وتبين قيام الشركة بتحويل ما يزيد على ٤ ملايين دولار، إلى حساب جمال مبارك بالبنك الأهلى المصري، ثم قام بتحويلها لحساب شقيقه علاء مبارك، وبعدما تمت عملية بيع البنك الوطنى المصرى لبنك الكويت الوطنى، كانت مجموعة «هيرميس ونعيم» ممثلتان عن البائعين، وكان البنك العربى الأفريقى مستشارًا للمشترى ومفوضًا عنه، وصندوق حورس٢ كان أكبر المستفيدين بالصفقة أرباحًا، والذى تديره شركة إى إف جى للاستثمار المباشر، والمملوكة لكل من المجموعة المالية «هيرميس القابضة، وشركة بوليون»، اللتين يملكهما جمال مبارك.
وكما هو ثابت؛ فإن جمال مبارك كان وقتها عضوًا بمجلس الإدارة، عن شركة إى إف جى هيرميس للاستثمار المباشر، وله حق التوقيع والإدارة عن الشركة، حيث حصل على ١.٢٥ مليون دولار، نظير عضويته بمجلس إدارة شركة إى إف جي، كما كان جمال مبارك عضوًا بمجلس إدارة البنك العربى الأفريقي، والذى كان مستشارًا ماليًا لبنك الكويت الوطني.
حيث كان صندوق حورس ٢ أكبر بائع، وأعلى محقق للربح، فى صفقة بيع البنك الوطنى المصري، وتتم إدارة هذا الصندوق بواسطة شركة إى إف جى هيرميس للاستثمار المباشر المملوكة بنسبة ٦٥٪ للمجموعة المالية هيرميس، و٣٥٪ لبوليون والتى يمتلك بها جمال مبارك ٥٠٪، حيث إن التعامل كان بناءً على معلومة ضمن تكوين حصة حاكمة لبيع البنك لمستثمر استراتيجى، وحصلت شركة هيرميس للاستثمار من صندوق حورس٢ على أتعاب إدارة ما يزيد على ٣ ملايين دولار بنسبة ٣٪ من رأسمال الصندوق.
وبناء عليه تخلص اللجنة بأن الأرباح التى حصل عليها جمال مبارك من البورصة المصرية كانت غير مباشرة تتمثل فيما يأول إليه من حصته بأرباح شركة بوليون، والتى تحصل عليها من صافى أرباح شركتى هيرميس للاستثمار المباشر وإى أف جى، وأن شركة هيرميس للاستثمار حققت أرباحًا عالية، رغم صغر رأسمالها مقارنة بغيرها، وأن هذه الشركة تدير صندوق استثمار حورس٢.
وكل هذه الشركات مؤسسة خارج مصر، بجزر العذراء البريطانية، أى أن ما يحصل عليه جمال مبارك من أرباح يتم بشكل غير مباشر، من خلال هذه الشركات؛ حيث زادت الأرباح الصافية التى آلت إلى جمال مبارك من عمولة حسن الأداء، من صفقة بيع البنك الوطنى المصرى على ١٠ ملايين جنيه، بجانب غيرها من الأرباح غير المباشرة، التى تجاوزت الـ٥٠٠ مليون جنيه، وغيرها من الأرباح التى حققتها شركة بوليون، جراء تلاعبها بالبورصة بشكل غير مباشر من خلال شركات أخرى.
حسن هيكل
حسن هيكل هو المدير التنفيذى لشركة المجموعة المالية هيرميس القابضة، وهو رئيس مجلس إدارة المجموعة المالية لترويج وتغطية الاكتتاب، حيث قامت بالترويج لبيع أسهم البنك الوطنى المصري، كما كان عضوًا بمجلس إدارة شركة هيرميس للاستثمار المباشر، حيث إن الأرباح والمنافع التى حققها لنفسه تعود إليه بشكل غير مباشر، من خلال تحقيقه أرباحا لشركات المجموعة المشتركة فتتم زيادة راتبه، وتكون منافعه، وهذه الأرباح تتوقف على نشاطه وما يحققه من أرباح لعملائها، وتكون أتعاب كل شركة نسبة من التعاملات أو الأرباح كل شركة حسب نشاطها، وكان يحقق أرباحا من خلال تلاعب هذه الشركات بشكل غير مباشر، ومخالف للإجراءات بالبورصة.
هايدى مجدى راسخ
قامت هايدى راسخ بشراء ٢٩٠ ألف سهم، بناءً على أوامر الشراء الصادرة قبل الإعلان عن صفقة البيع بعشرين يومًا، وتم الشراء على مدار ٣ أيام، لعدم لفت نظر الجهات الرقابية التى تبحث عمن قام بالشراء قبل المعلومة، وكان يدير هذه الأسهم زوجها علاء مبارك، وكما ذكر بالتحقيقات أنه المتعامل على هذه الأسهم بيعًا وشراءً، وأنه المتحصل على الأرباح التى تم تحويلها من حسابها إلى حسابه، وثبت ذلك من واقع كشوف الحساب بشركة هيرميس وبالبنوك، فهو الذى مول صفقة الشراء، وتم تحويل الأموال من حسابها إلى حساب زوجها.
وكذالك الأرباح المحققة من خلال شركة هيرميس وليس لديها علم بالمخطط الخاص بصفقة بيع البنك، وتم استخدام أسمها وتوقيعها فى تنفيذ هذه الصفقة، التى نُفذت بناءً على المعلومة الداخلية، التى مصدرها ياسر الملواني، لوجود علاقة بينه وبين علاء مبارك، كما ذكر بالتحقيقات، من خلال مساهمة الأخير بشركة بوليون، المساهمة فى شركة هيرميس للاستثمار المباشر، المملوكة لشركة هيرميس القابضة، بالمشاركة مع شركة بوليون.
وبالتالى فإنه يحصل على أرباح بصفته مديرًا لشركة بوليون، وإمداده بهذه المعلومة، لكونه نجل رئيس الجمهورية، وأن العملية حققت أرباحًا عادية بمبلغ يزيد على مليون و٧٠٠ ألف جنيه، كما حققت أرباحًا غير عادية تصل إلى ١٢ مليونًا.
كما قام صندوق استثمار البنك الوطنى المصرى بشراء ١٤٣.٨٠ سهم، ثم ٢٠ ألف سهم، من شركة هيرميس، وأصدرت قرارًا ببيع حوالى ١٦٤ ألف سهم، محققة ربحًا عاديًا يزيد على مليون جنيه، وربحًا غير عادى يزيد على ٥ ملايين جنيه، كما أن شراء وبيع الأسهم تم بناءً على المعلومة الداخلية، التى كانت معلومة لشركة هيرميس، من خلال ياسر الملواني.
أنس أحمد نبيه الفقي
كما قام أنس الفقى بشراء ٢٠ ألفا و٥٠٠ سهم، وقام ببيعها من خلال المجموعة المصرية لإدارة المحافظ التابعة لشركة هيرميس، محققًا أرباحًا غير عادية بمبلغ يزيد على ٧٥٠ ألف جنيه، وأرباحًا عادية بمقدار ٦٨ ألف جنيه، وتم الشراء والبيع بناءً على المعلومات التى كان مصدرها ياسر الملواني، الذى وجه الشركات والصناديق التابعه له لتنفيذ هذه الصفقة لتحقيق أعلى ربح للعميل.
كما تحصل أحمد نعيم، العضو المنتدب لشركة النعيم القابضة، وعضو مجلس إدارة البنك الوطنى المصرى على المعلومة بحكم منصبه، فقد حصلت هذه الشركات فعليًا على عمولات حسن الأداء، ولم تقدم بيانًا بها، وبينما قدمت حورس ما حصلت عليه بمبلغ مقداره ٧٩ مليون جنيه، كعمولات عن حسن الأداء.
وقد أكدت التحريات النهائية أن العملاء يتحملون مسئولية استغلال المعلومة الخاصة بالبيع محققين أرباحًا على غير حق، ويختلف دورهم عن مرتكبى المخطط الجنائي، بالاستحواذ على حصة حاكمة بقصد بيع البنك، لا دور لهم فى جريمة التربح، وأنهم تعاملوا بناءً على معلومة جوهرية، تم استغلالها لتحقيق الربح بالمخالفة لأحكام القانون، ومن قام منهم بشراء الأسهم قبل الإعلان عن بيع البنك كان بقصد استغلال المعلومة الجوهرية، وليس الاشتراك فى جريمة التربح.
