الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: أحداث البصرة تعكس صراع النفوذ بين إيران وأمريكا

هشام النجار
هشام النجار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن الأزمة الأخيرة في مدينة البصرة في جنوب العراق، تعكس الصراعات الداخلية المحتدمة بين الأحزاب والتكتلات السياسية من جهة، وصراع النفوذ بين كل من الولايات المتحدة وإيران في الساحة العراقية من جهة أخرى.
وأضاف النجار في تصريحات لـ "البوابة نيوز"، أنه على خلفية تراجع نفوذ الأحزاب الدينية الموالية لإيران خاصة بالبصرة، يسعى تيار مقتدى الصدر المناوئ لها لتمثيل كافة شيعة العراق، مستغلا تدهور الأوضاع الاقتصادية وسوء الإدارة السياسية وانعكاس سياسات ايران في المنطقة سلبًا على شيعة العراق.
وتابع: "مقتدى الصدر يحاول بشكل حثيث استغلال الغضب الشعبي والمظاهرات والاحتجاجات التي سقط خلالها قتلى لطرح نفسه كقوة جماهيرية قادرة على تحقيق المطالب الشعبية واستخلاص حقوق المتظاهرين وتحقيق مطالبهم المعيشية والحياتية المشروعة، ولا شك أن طبيعة الأحداث تخدم هذا التحرك، فهناك تحرك شعبي غاضب ضد سياسة إيران عبرت عنه رمزيًا عملية احراق القنصلية الايرانية بالبصرة، وكذلك هناك غضب شعبي وشيعي عراقي من حضور ميليشيات شيعية موالية وتابعة لإيران في العراق حتى وأن تم إصباغ الصفة القانونية على حضورها وتم التعبير رمزيًا عن ذلك بإحراق مقرات الميليشيات الشيعية الموالية لإيران وعلى رأسها الحشد الشعبي".
واستطرد "هذا كله يؤشر لمستقبل مختلف للمشهد السياسي العراقي، لأن تطور الأحداث والمستجدات بهذا الشكل هو تعديل موازين القوى السياسية في العراق في غير صالح النفوذ الإيراني هناك، وبما يحقق التوجه والاستراتيجية الأمريكية الهادفة لحصار نفوذ إيران في المنطقة".
واسترسل "في المقابل، تشعر الأحزاب الموالية لإيران بقلق كبير على مستقبلها في المشهد، فهناك تيار شيعي صاعد عن طريق التحكم في الشارع العراقي من المنتظر أن يعزز حضوره ويناهض إرادة إيران وسياساتها وأهدافها في العراق، وعلى ضوء نتائج الاحتجاجات وكيفية توظيفها واستثمارها سياسيًا، يتحدد بشكل كبير مصير التنافس والسباق بين حيدر العبادي وايران، بالنظر إلى أن كل طرف يسعى ويحرص على توظيف الاحتجاجات لصالحه، فمن جهة، تحاول الأحزاب الموالية لإيران تحميل العبادي المسؤولية للتخلص منه، ومن جهة العبادي، يرى أن الوقت في صالحه وأن مزيدا من الاحتجاجات والمظاهرات التي تستهدف في الأساس مصالح إيران في العراق ستصب في صالحه وستضعف محاولات إقصائه من المشهد لصالح شخصية محسوبة بشكل كامل على إيران".
وأوضح النجار أن التفاعلات السياسية والتطورات في المشهد العراقي في مجملها في صالح العراق عمومًا سنة وشيعة ومن مصلحة السنة التضامن مع التيار الشيعي العراقي المناهض لإيران وعدم الوقوع في فخ ينصبه تنظيم "داعش" الإرهابي عبر استقطاب بعض السنة والسير بهم في تصعيد الصراع إلى اقتتال طائفي ضد مجمل الطيف الشيعي في العراق وهذا بلا شك يصب في مصلحة إيران التي تسعى لخلط الأوراق أمام هذه التغيرات السياسية عبر خلق مناخ مذهبي حاد وساخن بين السنة والشيعة على الطريقة الداعشية وهذا بطبيعة الحال ستجنى من ورائه إيران وقف التحرك الشيعي العراقي ضدها وحرمان التيار الصدري من مختلف أوراقه، التي يلعب بها.
وتشهد البصرة منذ 7 يوليو الماضي مظاهرات شبه يومية، بسبب تردي الخدمات الأساسية، من بينها الانقطاع المتكرر للكهرباء خلال أشهر الصيف، ونقص مياه الشرب، وعدم توافر فرص عمل للشباب، لتتصاعد وتيرتها، بعد مقتل أحد المتظاهرين في الثامن من الشهر ذاته، وفي 12 يوليو، اقتحم متظاهرون مقرات شركات نفطية في حقل القرنة بالبصرة، وقاموا بسلب ونهب بعض أجهزة التبريد الخاصة بالحقل، مطالبين بفرص عمل وتوفير الخدمات.
وحاصر آلاف المتظاهرين في 7 سبتمبر مقر القنصلية الإيرانية في البصرة، قبل أن يقتحموه ويحرقوه، وأظهرت لقطات فيديو من داخل المقر، ألسنة اللهب وهي تحرق مباني داخل القنصلية على وقع هتافات "إيران بره بره.. البصرة تبقى حرة".