يجلس فى منطقة بها عدد كبير من الصحف، يمر عليه يوميا أكثر من ٣٠٠ صحفى، لكن لا أحد ينتبه إلى أن بائع الخبز هذا وراءه قصة إنسانية عظيمة، بالصدفة وقعت كاميرا «البوابة» عليه، يمسك فى يده كتابا عنوانه «مكائد الشيطان»، سماعة الهاتف فى أذنه، وأكياس الخبز أمامه، لا يتصارع على استقطاب زبون ليركن سيارته بجواره، ولا يشغل باله بمن حوله، وكما يقولون هذا رزق الكاميرا، فى البداية رفض الحديث والصور، لكن حينما أخبرناه أن ما يفعله محل فخر وليس عيبا، فالكفاح من أجل لقمة العيش الحلال نموذجا يحتذى به، حدثناه بأنه فى يوم من الأيام سيحكى مشواره هذا لأبنائه ولطلبته، وأن هذا ليس عيبه بل عيب مجتمع انقلبت فيه الموازين، فتح لنا المدرس الصعيدى قلبه، وقال إنه يبيع الخبز فى الإجازة ويدخر القليل الذى يأتى، فلم يجد غير ذلك العمل، يجلس مع شقيقه وأبناء عمومته مدة إجازته ثم يعود لقريته، هو يحاول أن يُدبر حياته ليتزوج، يرضى بما قسمه الله له ويتحصن بالعلم والمعرفة والإيمان لذا كان يقرأ فى كتاب «مكائد الشيطان».
