الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

5 مشاهد على حافة "كارثة مستشفى ديرب نجم".. خبراء: وحدات الغسيل الكلوي "قنابل موقوتة".. والمرضى تجاوزوا المليون حالة.. وبرلماني يناشد الرئيس بحملة قومية لمكافحة المرض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على أصداء صرخات الضحايا، تابع المصريون عن قرب تسارع الأحداث بعد وقوع كارثة بين جدران وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم التابعة لمحافظة الشرقية.
ومع دقات الساعات الأولى من صباح السبت، لقي 3 أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب 36 آخرون داخل وحدة الغسيل الكلوي الأمر الذي شكل صدمة كبيرة للملايين، ليتحرك مسئولون من كافة مؤسسات الدولة للوقوف على أسباب الكارثة. 
كارثة الموت بين جنبات غرفة الغسيل الكلوي بديرب نجم كانت لها العديد من المشاهد البارزة على مدار اليوم وحتى كتابة هذه السطور نرصد منها 5 نقاط، وهي:



أسابيع الموت
12 يوما فقط كانت فاصلة بين آخر زيارة لمحافظ الشرقية الجديد الدكتور ممدوح غراب للمستشفى، والكارثة التي وقعت داخل وحدة الغسيل الكلوي التي لم تكد تكمل شهرها الخامس، بعد أن افتتحها المحافظ السابق في 5 مايو الماضي، والتي قامت بالجهود الذاتية والمشاركة المجتمعية، لخدمة الأهالي الذين وقعوا ضحية للقصور والإهمال داخل الوحدة.
عطل قاتل 
بعد دقائق من الكارثة كشفت التحريات الأولية للمباحث الجنائية، أن أجهزة الغسيل الكلوي كانت قيد الصيانة، إلا أن مصادر طبية أكدت حدوث عطل لأجهزة الغسيل الكلوي ما تسبب في حدوث الكارثة، إذ شفطت الماكينات دماء المرضى ومنع العطل عودة الدماء مرة أخرى لجسم المرضى. 
تحرك حكومي 
على الفور تحركت الحكومة لمتابعة الكارثة فكلف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد بالتوجه للشرقية للتحقيق فى الكارثة، كما غادر محافظ الشرقية الاجتماع الأول لمجلس المحافظين متوجها إلى ديرب نجم للوقوف على أسباب الحادث، والتحقيق فى تفاصيله.
قرارات عاجلة 
وعلى الفور أمرت وزيرة الصحة بإغلاق وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى، وأحالت مدير المستشفى ومدير وحدة الغسيل الكلوي للنيابة العامة، فيما شدد رئيس الوزراء على أن الحكومة ستكشف تفاصيل الحادث كاملة ولن يتم التستر على أي مسئول.
التحقيقات مستمرة
فيما أرسل النائب العام فريقا برئاسة المحامي العام لنيابة جنوب الزقازيق الكلية إلى مستشفى ديرب نجم العام، لإجراء المعاينة اللازمة لوحدة الغسيل الكلوي والتحفظ على الأجهزة والأدوات المستخدمة في عمليات الغسيل الكلوي وسؤال المصابين وإجراء مناظرة للمتوفين، وندب الطب الشرعي لتشريح الجثامين لبيان سبب الوفاة وسؤال المختصين بمستشفى ديرب نجم العام، قبل أن تشمع نيابة الشرقية غرفة الغسيل الكلوي بالمستشفى.
وبعد ساعات من الكارثة خرجت العديد من ردود الفعل من المهتمين بالشأن الصحي، والخبراء الذين أكدوا في تصريحاتهم لـ"البوابة نيوز"، أن فاجعة الموت داخل وحدة الغسيل الكلوي قد لا تكون الأخيرة في ظل وجود هذه الوحدات في كل المستشفيات الحكومية والخاصة والتي تمثل على حد وصف الخبراء "قنابل موقوتة" قد تخلف كوارث أخرى، مشددين على أن مرضى الفشل الكلوي تجاوزوا المليون مريض في مختلف محافظات الجمهورية. 
في البداية يقول محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن شكاوى مرضى الغسيل الكلوي متعددة، مؤكدا أن المركز تلقى العديد من الشكاوى طوال الفترة الماضية، وكارثة وفيات مستشفى ديرب نجم هي الأعنف في تاريخ مرضى الغسيل الكلوي. 
وأشار فؤاد إلى أن ارتفاع تكاليف الغسيل الكلوي تسبب في العديد من الأزمات للمرضى في معظم مستشفيات مصر، حيث ارتفعت تكاليف الصيانة والفلاتر للماكينات بعد تحرير سعر الصرف الأمر الذي شكل عبئا إضافيا على المرضى والمستشفيات على حد سواء. 
وأكد فؤاد أن الشهود في مستشفى ديرب نجم أكدوا له أن الوحدة الخاصة بالغسيل الكلوي كانت تحت الصيانة حتى مساء الجمعة، لمعالجة المياه المخصصة التي تنفذها الشركة المصرية الدولية الهندسية التي تعاقدت معها مديرية الصحة بالشرقية، وتم تسليم الوحدة جاهزة للعمل.
وتابع: "في الصباح وأثناء جلسات الغسيل التي تتم للمريض 3 مرات أسبوعيا الجلسة تمتد إلى ساعتين حدث تعطل للأجهزة لم يعرف سببه حتى الآن أدى لوقوع عدد من الإغماءات وصلت الى ٩ حالات".
وأضاف أن وفد المركز تأكد من وجود عدد من الوفيات وصلت إلى ٤ حالات، مشددا على أن وحدات الغسيل بالمستشفيات تعاني من عدم وجود صيانة مستمرة او تغيير الفلاتر أو المرشحات والمحاليل.
وأشار مدير الحق في الدواء إلى أن الأطباء أجمعوا أنه اثناء الغسيل حصل زرقان لأجسام المرضى وصعوبة في التنفس، وأن عدد من سجلوا اليوم للجلسة ٣٩ مريضا.
أما النائب البرلماني حاتم عبدالحميد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، فشدد على أنه سيتقدم بأول طلب إحاطة عن لجنة الصحة بالبرلمان لمعرفة أوجه القصور التي تسببت في وقوع هذه الكارثة بمستشفى ديرب نجم.
وأضاف عبدالحميد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": " أنا مدير إداري بلجنة العلاج على نفقة الدولة بالمجالس الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة وأعي وأعلم جيدا أوجه القصور في منظومة الغسيل الكلوي، سواء من ناحية الكفاءة من عدمه، ومدى كفاءة الفلاتر ووحدة المعالجة ونظافة وحدة المعالجة أو تلوث الدم أو حدوث أنيميا فى الدم، ولكن إلى الآن ليس لدينا معلومة دقيقة حول الأسباب وأعداد الضحايا".
وتابع: "سأكون أول من يتقدم بطلب إحاطة في الفصل التشريعي الرابع عن قصور علاج مرضى الفشل الكلوي، وتهالك الماكينات، ونقص المستلزمات وقلة الفلاتر وعدم تطبيق الكبسولات "بي كارب"، وهي عمليات فنية بها العديد من أوجه القصور والإهمال".
وتقدم البرلماني بالشكر لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد لسرعة استجابتها والتعامل مع الحادث بشكل يعكس المسئولية، مشددا فى الوقت ذاته على ضرورة العمل على مكافحة الفشل الكلوي.
وشدد عبدالحميد على أن مرضى الفشل الكلوي في مصر تجاوزوا المليون مريض، ويتطلب جهودا مكثفة لعلاج مرضى الفشل الكلوي المتفشي في كل مستشفيات ومناطق الجمهورية.
وناشد "نائب القناطر الخيرية"، الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة عمل حملة لمكافحة مرض الفشل الكلوي، مؤكدا أن هذا المرض لا يقل خطورة عن مكافحة فيروس سي.
وأضاف النائب أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي وجه من خلاله بضرورة بناء الإنسان المصري يرتكز بشكل أساسي على بناء صحة وتعليم الإنسان المصري، ومن سمات بناء المصري أن تكون الصحة والتعليم ضمن أولويات الدولة متمثلة فى الرئيس. 
أرقام ومخاطر
يوجد في مصر نحو 460 مركزًا حكوميًا وخاصًا تتولى مهمة علاج الفشل الكلوي، لنحو 60 ألفًا يقومون بعمليات الغسيل، 90% منهم دون الخمسين عامًا، وتبلغ تكاليف الجلسة الواحدة حوالي 400 جنيه، وفي حالة التردد على المستشفيات 3 جلسات أسبوعية يبلغ إجمالى نفقات مريض الغسيل الكلوي نحو 4800 شهريًا.
أما عن مخاطر الغسيل الكلوي في مصر فتتمثل في عدة أزمات منها أن أغلب المراكز الخاصة والحكومية تستخدم محلول "الأسيتيت" في جلسات الغسيل لمعالجة الفشل الكلوي، فى حين أن عدد المراكز التى تستخدم "البى كربونايت" قليل للغاية، بالرغم من أن الدراسات أكدت أن "الأسيتيت" منع استخدامه فى العديد من بلدان العالم، لأضراره حيث يؤدى إلى هبوط عضلة القلب، وهبوط فى ضغط الدم، وتستخدمه مراكز غسيل الكلى سواء الحكومية أو الخاصة لانخفاض تكلفته، دون وضع اعتبار لمدى خطورة ذلك.
الأخطر أن باقى مستلزمات الغسيل خاصة "المرشح" لا تصلح؛ حيث تستخدم الفلاتر أكثر من مرة فى جلسات الغسيل دون تعقيم، ما يعرض حياة المريض للخطر.