الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ما سبب التحول في العلاقات الإنسانية؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحن نحتاج بعضنا لبعض عاطفيًا، وبدون دفء المشاعر نشعر بالبرودة والوحدة وتصبح الحياة بلا معنى. ولكن نحن أيضًا نحتاج إلى فترات نكون بمفردنا تمامًا، بعيدًا قليلًا عن كل الناس، حتى أقرب وأحب الناس إلينا. تخيّل لو طالت المعانقة عن الوقت المناسب، ماذا يحدث؟ تخيل لو قرر أحد أعمدة المبنى أن يقترب من زميله ليأنس به ماذا يحدث؟ تخيل لو لم يكن القوس منفصلًا عن السهم المتحرك هل ينطلق السهم؟!
يتضح عدم وجود حدود صحية فى العلاقات عند تكوين علاقة:
– فيها تداخل وعدم قدرة على الانفصال أبدًا.
– وإما فيها الابتعاد عن الناس وإقامة حدود عالية وكثيفة بحيث لا يكون هناك قبول أو إحساس أو تواصل.
عندما يتدخل شخص فى شئون غيره دون إذن ويتطفل عليه، غير مراعٍ للحدود، تكون النتيجة المباشرة أنّ من يتم التدخل فى شئونه الخاصّة يمارس نوعًا من العنف مع المتداخل. وهذا العنف يؤلم من يتدخل.
ولكن فى أحيان أخرى يتم هذا التدخل بصورة خبيثة دون أن يدرى الطرفان أنهما يتداخلان بصورة مرضية فى حياة بعضهما بعض. وهذا يحدث فى العلاقات الاعتمادية التى يعانى الطرفان فيها من جوع للحب. فنتيجة لهذا الجوع، يقتربان من بعضهما بعضا للحصول على الدفء، فيتم هذا التداخل دون أن يقصدا. وبعد فترة يشعر أحدهما -غالبًا الشخص الأقل جوعًا للحب - بهذا التداخل، فيقوم بتخفيض درجة العلاقة، أو ربما بسبب الضيق الشديد، يقرر إنهاءها فيشعر الطرف الآخر بالغدر.
كأن اثنين ينامان معًا فى ليلة شتوية قارصة البرودة ومعهما بطانية واحدة. فيقتربان من بعضهما بعضا ليستدفئا. ولكن بعد مرور بعض الوقت، يشعر أحدهما بأنه استدفأ بما فيه الكفاية ولا يحتاج لمثل هذا الاقتراب، فيبتعد. أو ربما يشعر بالاختناق، فيتخذ رد فعل عنيفا، خصوصًا إن كان الآخر يتشبث به رافضًا الابتعاد. لهذا السبب نرى علاقات كانت شديدة القرب تتحول إلى ما يشبه العداء فجأة.
فى مثل هذه الحالات غالبًا ما نلقى باللوم على الشخص الذى قطع العلاقة، متهمين إياه بالجفاء والقسوة، لكن الحقيقة أن الاثنين وقعا من البداية، دون أن يدريا، فى خطأ إقامة علاقة بلا حدود صحية. لذلك أصبح عليهما معًا، بدرجات متفاوتة، أن يحتملا النتائج ويتألما، ويتعلما أيضًا.