أكد اللواء عصام سعد إبراهيم أحمد، محافظ الفيوم الجديد، أنه وضع رؤية لتطوير المحافظة من خلال العمل الميدانى والجولات الميدانية ولقاء المواطنين، مؤكدا محاربة الفساد والإهمال فى المحافظة، متوعدا المقصرين بـ«حساب الملكين»، وأضاف فى حواره إلى «البوابة» أن قطاع الصحة والتعليم يأتيان على رأس اهتماماته خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى العمل على تطوير المحافظة كأحد المقاصد السياحية، والعمل على حل مشكلات الزراعة والري.
ونقلت «البوابة نيوز» تهنئة النائب عبدالرحيم علي، عضو مجلس النواب، ورئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير «البوابة نيوز»، بالمنصب، وتمنياته له التوفيق والنجاح لخدمة أهالى الفيوم، وثمّن اللواء عصام، الدور الذي يقوم به النائب خاصة دوره التنموي والتنويري في خدمة الوطن... وإلى الحوار؟
■ هل كونت رؤية عن مشاكل المحافظة بعد توليك منصب المحافظ؟
- نجحت فى وضع رؤية حقيقية خلال ١٥ يومًا عن المحافظة وقطاعاتها المختلفة، وأهم المشاكل التى تشغل بال المواطنين، من خلال جولاتى الميدانية بالشوارع ولقائى المباشر بالمواطنين والاستماع إليهم مباشرة، وذلك ساعدنى كثيرا فى ظهور صورة شبه كاملة وحقيقية عن مشاكل المواطنين مع القطاعات المختلفة، ومطالبهم البسيطة وحقوقهم.
■ تفاءل الأهالى بعد الجولات الميدانية العديدة التى قمت بها.. فهل ستستمر تلك الجولات؟
- دائما أرى أن المسئول يعنى الشارع، فأنا تربيت على العمل الميدانى خلال عملى بوزارة الداخلية، على مدار ٣٧ عامًا، وذلك أول درس تعلمناه فى كلية الشرطة، فأنا لا أفضل العمل من داخل المكاتب، وتواجدى الدائم يكون فى الشارع وسط المواطنين أستمع إلى شكواهم وأناقشهم، ومن يبحث عنى سوف يعثر على فى الشارع.
■ كيف تصل إلى المواطن وخاصة فى المناطق البعيدة؟
- نعم لدى خطة وتجربة سوف أقوم بتنفيذها وتستهدف الوصول إلى المواطن داخل منزله، وزيارة القرى والنجوع المتطرفة والبعيدة ولقاء المواطنين مباشرة والاستماع إليهم، لأن ذلك هو السبيل الوحيد للنجاح ومعرفة الحقائق على الطبيعة، وأعلنها صراحة لن يكون هناك وسيط بينى وبين المواطنين وسوف أذهب إليهم فى عقر دارهم.
■ ما تفاصيل اجتماعك بمدير الأمن لمدة ٤ ساعات؟
- معرفتى السابقة باللواء خالد شلبى مدير أمن الفيوم ساهمت فى سرعة تكوينى فكرة كاملة عن الملف الأمنى بالمحافظة، وعقدت اجتماعًا بـ«شلبي»، استمر لأكثر من ٤ ساعات كاملة، ناقشنا خلالها الملف الأمنى باستفاضة وعلمت بالنجاحات الكبيرة التى تحققت فى هذا الملف، واتفقنا على استمرارها والعمل على تصحيح السلبيات.
■ ماذا عن ملف الفساد فى القطاعات وكيف تحاربه بكل أشكاله؟
- الفساد يستلزم ضرورة متابعة المسئول بشكل مباشر مع المواطنين، وذلك لمكافحته، وأنا ضليع فى محاربة الفساد بمختلف أشكاله، من خلال تراكم الخبرات التى اكتسبتها من خلال عملى بالجهاز الأمني، ولن أتهاون مع أى مسئول مرتش أو فاسد، ولن أرحم المتورط فى هذا الملف على الإطلاق، وهذا الملف أعتنى به جيدا وأعمل على دراسته منذ قدومى للمحافظة، وأى فاسد مهما علا شأنه «سأحاسبه كحساب الملكين».
■ قطاع الصحة فى الفيوم يحتاج إلى تطوير.. فما خطتكم؟
- ملفا الصحة والتعليم على رأس أولوياتي، وعقدت اجتماعا مطولا مع الدكتورة آمال هاشم، وكيلة وزارة الصحة، واستمعت منها إلى شرح كامل عن المشاكل بالمستشفيات والوحدات الصحية والطلبات العاجلة للارتقاء بالمنظومة الصحية بالمحافظة، ووجدت أن أبرز المشاكل تتمثل فى عجز الأطباء، خاصة فى الوحدات الصحية بقرى المحافظة، وخاطبت وزارة الصحة بدعم المحافظة بطاقم أطباء متخصصين.
■ ماذا عن مستشفى يوسف الصديق؟
- مستشفى يوسف الصديق صرح عملاق تكلف ملايين الجنيهات منذ أكثر من ١٠ أعوام، وسيتم استغلاله بشكل جيد ليخدم أبناء المركز والوافدين.
■ ما رؤيتك لتطوير منظومة التعليم؟
- أجريت أكثر من جولة على المدارس، لمتابعة الاستعدادات النهائية، خاصة نحن على مشارف عام دراسى جديد، وتناقشت مع عدد من المعلمين، لبحث المعوقات ومنها صيانة المدارس، وعجز وندب المعلمين، والتى أصبحت مشكلة كبيرة لم تنته مع كل عام، فضلًا عن تطوير مناهج ونظام التعليم وتطبيقه بالمدارس، وأيضا المشكلات الطارئة، وأكدت على مسئولى التعليم ضرورة الانتهاء من جميع أعمال الصيانة اللازمة بكل المدارس والتجهيزات اللازمة لتوفير المناخ المناسب للطلاب، وسأحاسب المسئول الذى لم ينته من أعمال الصيانة فى حال بدء العام الجديد.
■ هل لديكم خطة للارتقاء بقطاع الزراعة وأزمة مياه الرى فى نهايات الأبحر؟
- الزراعة أهم مقومات محافظة الفيوم منذ نشأتها، وتمتلك المحافظة ٤٦٠ ألف فدان من أجود الأراضى الزراعية، فملف الزراعة والتعدى على الرقعة الزراعية بالمبانى كارثة تلتهم حقوق الأجيال القادمة، وسيكون هناك ردع بتنفيذ الإزالة فورًا مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين، وأعلم جيدا أن فلاحى المحافظة يعانون من مشاكل كثيرة منذ سنوات، وحقوقهم مهدرة، خاصة فى حصة المياه وتقلص أنواع المحاصيل بسببها، فأعدهم بدراسة هذا الملف وسرعة إيجاد حل لتسهيل وتنويع المحاصيل للفلاح وتقديم يد العون لهم.
وفى مجال الرى وندرة المياه فى نهايات الأبحر، قمت بعقد لقاء مطول مع وكيل وزارة الرى لبحث ما يعانى منه فلاحو المحافظة من مياه الرى وسرقتها وندرتها فى النهايات، فهناك أراض كثيرة أضيفت ولم يكن لها حساب من مياه الري، فلا يمكن استصلاح أراض فى صحراء الفيوم دون توفير مياه لها، ولا يمكن أيضا استخدام الرى الحديث، لأنه عندما تقوم بتطبيقها عمليا تجد هناك معوقات لم تحدث بعد لنجاح هذه التجربة بشكل كامل، وفى القريب العاجل سيكون هناك حل ولم أفصح عن كل شيء الآن، فهناك مسئولون متخصصون فى هذا الملف لأن هناك بعد استراتيجي.
■ الفيوم قبلة السياحة.. فما خطتكم للتطوير وجذب السياحة؟
- أعلم منذ الصغر أن الفيوم هى مصر الصغرى لشدة جمالها ومقوماتها الطبيعية، فهى تمتلك العديد من مقومات الجذب السياحى، من حيث المناطق الأثرية لمختلف العصور، ومنها هرما هوارة واللاهون، فضلا عن المزارات السياحية مثل بحيرة قارون ووادى الريان والسواقي، بالإضافة إلى قربها من محافظة القاهرة، وهو ما يجعلها مقصدا لرحلات اليوم الواحد، وستكون هناك خطة كاملة للارتقاء بقطاع السياحة وتنميته حتى تتبوأ الفيوم المكانة اللائقة بها على الخريطة السياحية لمصر، وقريبا سوف أزور قرية تونس الريفية السياحية لدعم وتشجيع السيدات المحترفات فى صناعة الخزف والفخار، واللاتى أصبحن علامات فى رقى قرية ريفية وصناعة مهمة فى الفيوم.
■ استاد الفيوم خارج نطاق الخدمة.. فهل من بشرى للأهالى عن تطويره؟
- كنت على اتصال مع الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وسيأتى قريبا للمحافظة، وبحسب معلوماتى أن أرضية ستاد الفيوم بحالة جيدة جدا وتصلح للعب، والمشكلة تكمن فى المدرجات، وموضوع تطويره مهم وفى الحسبان، وأعد الشباب بالاهتمام بالاستاد وتطويره، وبشأن موقع الاستاد الجديد سأتفقده لمناظرة الـ١٧ فدانا، قبيل زيارة وزير الشباب والرياضة ونطرح عليه هذا الموضوع، وكذلك لقرب الفيوم من القاهرة يمهد لألعاب ودية وكأس عالم، وتعتبر حاجة مشرفة فى جميع الأنشطة.
■ قطاع الطرق ضربه زلزال الإهمال.. وإهدار للمال العام بسبب عدم التنسيق بين الجهات المختلفة.. فما تعليقك؟
- وجدت إهمالا شديدا فى الحفاظ على المال العام، ووجود أعمال فى بعض القطاعات تتم بعد انتهاء أعمال الرصف، مما يتسبب فى تكسير الطرق واحتياجها لإعادة الرصف مجددا، وهو ما يكلف الدولة ملايين الجنيهات، وأعلنها صراحة: لن أسمح بتلك الأفعال مرة أخري، وسيكون هناك عقاب رادع، أقسم بالله سيتم الإحالة للنيابة العامة مباشرة لأى مسئول يتسبب فى ضياع جنيه واحد من أموال الدولة نتيجة الإهمال أو الفساد، فلا يعقل أن تقوم الدولة بإنفاق ملايين الجنيهات على الطرق ورصفها وتأهيلها ثم يأتى مثلا مسئول مجلس المدينة أو التليفونات أو المياه أو غيرها بتدمير الطريق وتكسير الرصف بحجة تركيب ماسورة أو إنشاء خط معين، فأين كنتم قبل أعمال الرصف والتأهيل، لذا شددت وأكدت أكثر من مرة بعدم السماح بالمساس بالطرق وأعمال الرصف لأى سبب قبل بعد رصفها، وعلى مديرية الطرق التنسيق مع كافة الجهات قبل بدء الأعمال.
أما بخصوص ما يقوم به بعض المقاولون والمواطنون من أعمال هدم وتكسير فى الرصيف أو الطرق، فيجب تفعيل قرر إعادة الشيء لأصله، وتحمل المتسبب كامل تكلفة إعادة الردم أو الرصف كاملة وبإشراف مهندس متخصص متخصص.
■ ما المشروعات التنموية والاقتصادية الجديدة فى المحافظة؟
- هناك عدد كبير من المشروعات المزمع تنفيذها على أرض الفيوم، وتتضمن مشروعات عملاقة منها إنشاء مدينة صناعية عملاقة شمال المحافظة على مساحة ٧ آلاف فدان، ويجاورها مدينة سكنية على مساحة ٥ آلاف فدان، بالإضافة إلى التوسع فى المشروعات كثيفة العمالة لتوفير آلاف من فرص العمل للشباب سواء أبناء الفيوم أو المحافظات المجاورة.
