الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد اعتراف فرنسا بحدوث عمليات تعذيب خلال احتلال الجزائر.. قضية "المجوهرات الفضائية" تفجر الخلافات مع تونس.. وجمعية أحباء الأرض تطالب باريس بإعادة بقايا "نيزك تطاوين"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الوقت الذى أبدى فيه الجزائريون ترحيبا بإعتراف فرنسا بإحدى الجرائم التى اقترفتها فى الجزائر أثناء إحتلالها لهذا البلد على مدى ١٣٢ عاما، إندلعت على الجهة الشرقية من الجزائر قضية اخرى بين جارتها تونس وفرنسا بسبب ما يعرف بـ"مجوهرات فضائية".


والمجوهرات الفضائية عبارة عن أقراط وأساور أصلها مصنوع من قطع من نيزك سقط على مدينة تطاوين جنوب تونس منذ ٨٧ عاما، وتم تداول صورها على مواقع التواصل الإجتماعى ما أثار غضب وإستياء التونسيين الذين طالبوا بفتح تحقيق رسمى لمعرفة إين وكيف تم التصرف فى باقى أجزاء النيزك.
فيما كشف مصدر بوزارة الثقافة التونسية أن الوزارة ستحقق في الصور المتداولة قبل القيام بالإجراءات اللازمة، وأكد عدد من المحامين تلقيهم طلبات لتقديم قضايا بكل من ساهم في تمكين هذه المحلات من توظيف تراث إنساني لأغراض تجارية، ومن جهتها طالبت " جمعية أحباء الأرض التونسية " التى فجرت القضية فرنسا بإعادة ما استولت عليه من هذا النيزك.


والقضية لم تعد كامنة فى أن تلك المجوهرات الفضائية باتت ترصع مجوهرات الباريسيات والأوروبيات، جالبة أرباحا طائلة على شبكات منظمة تقوم بتسويق قطع نيزك تطاوين وتحرم البلد صاحبة الحق من تلك الأموال فحسب، وأنما تمتد أبعادها إلى مجال إخراج هذه القطع الثمينة من إطارها العلمي، واستعمالها بطريقة وصفها علماء التراث والآثار والثقافة فى تونس بالإستفزاز الصريح للدولة التونسية.
ولنيزك تطاوين شهرة عالمية ليس فقط فى علم الفلك بل ايضا لدى الدول المختلفة، ولشهرته أصدرت دولة غينيا عام 2002 طابعا بريديا يحمل اسم نيزك تطاوين،وتقول التقارير ان النيزك سقط يوم السبت 27 يونيو عام ١٩٣١، وسمع دويه من مسافة 50 كيلومترا من تطاوين، وقد اطلق علماءالمعادن على هذا النيزك الذى يعد أشهر نيزك عرفته تونس حتى الآن،اسم "نيزك تطاوين 1931".



وقام الجيش الفرنسى الذى كان يحتل تونس بجمع أجزاء من شظايا النيزك وصل وزنها أكثر من ١٨ كيلوجراما، وتم إيداعها بالمتحف الوطني لتاريخ العلوم الطبيعية بباريس، وحصلت جمعية "أحباء ذاكرة الوطن " على عينات من النيزك وقامت بحفظها، إلا أن تاجر مجوهرات فرنسي استطاع الحصول على أجزاء منها بطريقة غير معروفة واستخدمها في تزيين بعض المجوهرات. 



والنيازك بصفة عامة هي أجسام صخرية تسبح جسم في الفضاء، ويتراوح حجمها ما بين ذرة الرمل إلى صخرة ضخمة، والنيازك كلمة يونانية الأصل تعني "عال في الجو"، وقد تسقط على الأرض عندما تمر قربها فتجذبها الجاذبية الأرضية، وعندما تدخل الغلاف الجوي تصطدم بالغلاف الجوى، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها لحد كبير، ثم تنفجر وتتفكك، وقد تصل بعض أجزائها إلى الأرض على شكل كرة ملتهبة. 
وارتطامها باليابسة يحدث عادة دويا كبيرا وحفرة عميقة حسب حجمه فيما تنتهي بعض النيازك بالاحتراق الكامل دون أن تخلف أثرا على الارض وهو ما وقع عدة مرات عبر التاريخ في المثلث الصحراوي لتونس، وكان أخرها ماسقط على أرض ولاية تطاوين في منطقة بني مهيرة على بعد ٣٥ كيلومتر شرقي مدينة تطاوين فى عام 2001 وهو من النيازك العادية فيما كان النيزك الذى سقط فى عام 1931 بمدينة تطاوين من النوع النادر ومازال البعض منه معروضا بمتحف ذاكرة الارض بتطاوين.
ويقدر العلماء والمختصون عدد النيازك التي تصل إلى الأرض يوميا ما بين الف طن إِلى أكثر من عشرة آلاف طن، حيث تصل على شكل حجارة أو ذرات غبار، ونادرا ما تصل إلى الأرض بسبب بعد المسافة، إلا أن آثار هذا السقوط تكون غالبا وخيمة، وينتج عنها إحداث حفرة عميقة في باطن الأرض، أو انفجار عظيم في المكان وما حوله يترتب عليه تدمير النباتات والكائنات الحية في نطاق يصل إلى آلاف الكيلومترات حول مركز سقوطها وارتفاع درجة حرارة المكان، واشتعال الحرائق.