رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"ورد النيل" خطر دائم يهدد مياه نهرنا.. "ملف"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثناء افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى للطريق الإقليمى ضمن مشاريع الشبكة القومية للطرق والكباري، أشار إلى نبات «ورد النيل» باعتباره الخطر الأكبر الذى يهدد المياه ويسبب مشاكل للفلاحين، لتأتى إشارة الرئيس تعبيرًا عن حال الفلاحين فى مختلف المحافظات، الذين يعتمدون على الزراعة كوسيلة أساسية للحصول على قوت يومهم، ولكن فى ظل الأوضاع الراهنة أصبح مصدر رزقهم مهددا فى ظل غياب اهتمام المسئولين بواقع المشكلة التى تواجههم. يشكل نبات ورد النيل ضررًا بالغًا للفلاحين والصيادين، ويتسبب فى معاناة لاحصر لها كما أنه يعد السارق الأول للمياه، فهذا النبات الذى ينتشر ويظهر فى صورة حزام بمحافظات القليوبية والإسماعيلية والغربية والفيوم والبحيرة والدقهلية وبعض محافظات من جنوب الصعيد يبدو للعامة أنه نبات برئ ينمو على النهر وفى المصارف والترع، ولكنه فى واقع الأمر يعد نباتًا خبيثًا ضرره أكبر من نفعه فى ظل غياب الآليات التى تتعلق باستغلال مزاياه وتجنب أضراره، وهو ما حاولت «البوابة» فى التحقيق التالى أن تكشفه لتحديد إلى أى مدى يؤدى النبات للإضرار بالمزارعين بل وبنهر النيل أيضًا.



معاناة الفلاحين والصيادين
يقول سمير أبورفاعي «مزارع»، «نواجه مشكلة كبيرة مع ورد النيل الذى يتكاثر فى ترعة بورسعيد أسفل كوبرى السلام، مضيفًا أنه إذا كان إهدار المال العام جريمة فإهدار الماء بهذا الشكل جريمة أيضًا يجب أن يعاقب عليها المسئولون عن الرى وعن الترعة، لافتًا إلى أن الدولة حرمت المزارعين من زراعة الأرز لتوفر المياه ولكن حينما أتأمل كميات ورد النيل الكبيرة أقول إن الحكومة حرمتنا من زراعة الأرز لعيون ورد النيل»
وطالب بضرورة تحويل المسئولين إلى التحقيق العاجل لمساءلتهم عن انتشار نبات ورد النيل الذى يستهلك كميات كبيرة من المياه ويعوق حركة الزراعة فى الوقت الذى أصبحت فيه المياه أمرًا لا يحتمل وجود أى إهمال به.
وأكد سعد الشيخ، مزارع وأحد أهالى قرية صفط تراب بمركز المحلة فى الغربية، أنهم سبق أن تقدموا بالعديد من الشكاوى الخاصة بانتشار نبات ورد النيل الأمر الذى يعوق حركة المياه بالترع والمساقي.
وتابع: سبق أن تقدمنا إلى محافظة الغربية وتحديدًا لمسئولى وزارة الرى والصرف بسبب المعاناة من نقص المياه وانسداد المراوى والترع هناك وبرغم ذلك لم يتم حل المشكلة بعد الأمر الذى يهدد ببوار المحاصيل الزراعية ويدمر فى الوقت نفسه إنتاج الأراضى الزراعية مما جعل الفلاحين يلجأون لمياه الصرف بما بها من كيماويات من المصانع والشركات لعدم توافر المياه، دون جدوى.

أخطبوط البرلس
ولم تقتصر الشكاوى على الفلاحين فحسب فالنبات يؤدى إلى تضرر الصيادين أيضًا الذين يعيشون على مهنة الصيد فى العديد من المناطق التى استطاع ورد النيل أن يصل إليها كبحيرة البرلس التى تعد ثانى أكبر البحيرات الطبيعية التى وصل لها النبات من خلال مصارف الرى الكثيرة شرقى وجنوب البحيرة.
ويقول شعبان سعد صياد يعمل ببحيرة البرلس، ورد النيل هو مرض العصر بالنسبة لبحيرة البرلس لاسيما أنه يتكاثر ويزداد بطريقة غير عادية، مشيرا إلى أنه كلما جاءت الكراكات من أجل إزالة النبات يعود مرة أخرى للنمو بمعدلات هائلة وهو ما يجعل الدولة تخسر الكثير من الأموال الطائلة التى تنفقها على إزالته.
ولفت إلى أن تواجد النبات يؤدى لعرقلة حركة الصيد وهو ما يعمل على تضرره وتضرر الكثير من الصيادين ممن تعد مهنة الصيد دخلًا أساسيًا يحصلون منه على قوت يومهم.
وطالب عمرو شكشوك «صياد» بتطهير كفر الشيخ من ورد النيل فى أسرع وقت موجها رسالة إلى مدير بحيرة البرلس محمد السيد البلتاجى قائلًا «ياريت تجبلنا كراكة لتطهير مياه النهر من ورد النيل عشان نعرف ناكل عيش».

مشكلة مزمنة
واحتج حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين بالنقابة العامة للفلاحين، ضد الإجراءات السلبية المزمنة الخاصة بالتعامل مع ملف الترع والسدود والمصارف والتى أصبحت بيئة خصبة لانتشار نبات ورد النيل بجانب انتشار القمامة والصرف الزراعى والنباتات المائية الأخرى المضرة بالزراعة فى مصر.
ولفت إلى أن نبات ورد النيل كارثة حقيقية بالنسبة للفلاحين لتبخيره كميات كبيرة من المياه واستهلاكه كميات كبيرة جدًا ويسبب مشاكل أخرى تتعلق بتسببه فى انتشار الناموس والبعوض المحمل بالملوثات التى يحصل عليها جراء امتصاصه لمياه الصرف والمنتشرة بالترع والمصارف الأمر الذى يهدد الفلاحين بالإصابة بالأمراض، وهو ما حدث خلال فترة من الفترات التى كان ينتشر خلالها إصابة الفلاحين بالبلهارسيا، وقد يؤدى هذا إلى إصابة الثروة الحيوانية بمرض الجلد العقدى الذى ينتشر بسبب الناموس المحمل بالميكروبات على حد قوله.
وأضاف أن النبات يحتاج إلى مكافحة كبيرة من وزارة الرى بالتعاون مع وزارة الزراعة وتابع أن ورد النيل مشكلة قديمة يتكرر صداها خلال الفترة الحالية والمقبلة مع دخول مصر فى مرحلة فقر مائى أدى إلى مطالبة الفلاحين بتقنين زراعة الأرز لـ ٦٠٠ ألف فدان، مؤكدا أنه كان من الأجدى أن يتم القضاء على ورد النيل لكى يتم توفير المياه واستخدامها فى زراعة الأرز.
وأشار إلى أن النبات ينمو بشكل كبير داخل الترع وأمام السدود والقناطر وعند الكبارى ويكلف المليارات لإزالته سنويًا كما يؤدى فى الوقت نفسه إلى بوار المحاصيل بسبب انتشار النبات الذى يستهلك كميات هائلة من المياه التى من المفترض استغلالها فى الزراعة ولكنه ينمو من جديد، وهو ما يحتاج إلى تفعيل دور الجهات المعنية للتخلص منه أو استغلاله بالصورة الملائمة من خلال مراكز البحوث الزراعية إلا أن استغلاله قد يكلف الكثير من الأموال الطائلة ما يدعم فكرة التخلص منه.
وطالب نقيب الفلاحين بمتابعة وزارة الرى لأعمال الإزالة للنبات وتطهير الترع التى يرى أنها ملف كارثى مهمل لوجود الكثير منها لا يعمل بصورة جيدة حيث تكثر الملوثات والنباتات المائية بها لافتًا إلى وجود ١٩ ألف كيلو متر مربع من الترع على مستوى الجمهورية معرضة للتبخر والرشح بالعمق جراء تواجد النبات، مؤكدا على ضرورة وجود إرادة سياسية للتخلص من المشاكل التى تهدد الفلاحين فى مصر والتى يمكن أن تؤدى إلى توفير مليارات الجنيهات تنفق سدا كل فترة.

أضرار النبات
ويرى الدكتور خالد غانم، أستاذ ورئيس قسم البيئة والزراعة الحيوية - جامعة الأزهر، أن ورد النيل من النباتات التى تستهلك كميات كبيرة من المياه ويكثر هذا النوع من النبات بالقرب من المصارف والأماكن القذرة بجانب وجوده فى نهر النيل، لافتًا إلى أنه يجب وجود إرادة حقيقية للتخلص من هذا النبات على حد قوله.
وأضاف أن ورد النيل هو أحد الحشائش المائية سريع النمو والانتشار بالمجارى المائية من قنوات وترع ومصارف وغيرها ويشاهد كثيرا فى المجارى فى مصر كنبات مزعج يؤدى إلى إعاقة الملاحة وسد الترع وتعطيل الرى وزيادة الأمراض مثل البلهارسيا والانكلستوما من خلال تجمع القواقع والمحار حوله، وأيضا تسببه فى فقدان كمية كبيرة من مياه المناطق النامى فيها بالبخر بسبب زيادة وكبر المساحة السطحية لأوراقه ويضاف إلى ذلك أنه يسبب خفض نسبة الأكسجين الذائب فى المياه باستخدامه له ما يهدد الأحياء المائية من أسماك وغيرها مسببا ما يعرف بالموت البيولوجى للمسطحات المائية.
وأوضح غانم أن ورد النيل يمتلك قدرة عالية على التكاثر حيث يعطى النبات الواحد حوالى ٤.٥ مليون نبات خلال سبعة أشهر تغطى مساحة سطحية تقدر بـ١٤٩٢٨ م٢، مؤكدا أن المكافحة للنبات تكون من خلال العديد من الوسائل وبطرق متعددة ويمكن أن نقول هى طرق متكاملة وتبدأ بالطرق الميكانيكية التى تستخدم فيها الكراكات والحفارات الهيدروليكية المزودة بمقصات لإزالته من المجارى المائية وتليها الطرق الكيمائية باستخدام المبيدات وهذه غير مرغوبة إذ تؤثر هذه المبيدات على كل الأحياء المائية وتقتلها فضلا عن تلويث المجارى المائية ووصول الملوثات إلى الإنسان والحيوان وعواقب هذا غاية فى الخطورة على صحتهما وربما حياتهما.
ولفت إلى أن النوع الأخير من المكافحة هو المكافحة الحيوية باستخدام كائنات حية مثل أسماك المبروك الصينى وأدى استخدامه إلى كفاءة محدودة واستخدام أنواع أخرى كبعض أنواع الحشرات المعروفة بسوسة ورد النيل مثل حشرتى نيوكتينا ايكورنى Neochetina eichhornia وونيوكتينا بروكي N.bruchi من عائلة Curculionidae وهاتين الحشرتين وحيدة العائل لا تتغذى ولا تضع بيضا إلا فى نباتات ورد النيل حيث أدى استخدامهما إلى نتائج طيبة.
وتابع غانم على الرغم من كل المشكلات البيئية التى يسببها نبات ورد النيل إلا أن هناك طرقًا متعددة للاستفادة منه منها إدخاله ضمن برامج علف الحيوانات سواء فى صورة دريس أو سيلاج أو غيرها ولكن بعد إتباع عدد من الشروط الحذرة بسبب احتوائه على تركيزات من العناصر الثقيلة والمبيدات، وأيضا احتوائه على مواد قلوية مهيجة للأغشية وغيرها.
ولفت غانم إلى وجود العديد من أوجه الاستفادة من النبات التى من بينها إمكانية الاستفادة منه كعلف أو سماد ولكن يجب إزالة الجذور لأن تلك الجذور تكون مليئة بالمعادن الثقيلة الخطيرة جدًا حال اعتبارها كعلف للمواشى أو أسمدة للأراضى الزراعية حيث نحصل فى تلك الحالة على أرض ملوثة، حيث إنه من الأفضل التخلص من النبات بصورة كاملة على حد قوله لاسيما مع صعوبة استغلاله.
يؤكد ‎‎الدكتور أحمد زكى أبو كنيز‎، ‎وكيل معهد بحوث المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية، أن ورد النيل هو النبات الأكثر والأسرع انتشارًا فى نهر النيل والمجارى المائية لافتًا إلى أنه انتشر فى مصر كالنار فى الهشيم مستنكرا عدم القضاء على النبات الذى ينتشر بصورة كبيرة فى العديد من المناطق المائية المختلفة.
وتساءل أبوكنيز «ما هى مساحة ورد النيل فى مصر أو كم مليون أو مليار نبات ورد نيل فى مصر نراه ونمر إلى جواره وربما لا ندرك أنه يسرق مياهنا العزبة ألا يستحق الطرد والأبعاد من المياه؟
وجه آخر لـ«ورد النيل»
يرى الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والرى بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن نبات ورد النيل من النباتات التى يوجد لها آثار نافعة وأخرى ضارة لاسيما أن النبات يستهلك بالفعل الكثير من المياه ولكنه فى ذات الوقت لديه العديد من الفوائد والآثار النافعة مثل أنه يعمل على تنقية مياه نهر النيل من الملوثات حيث يمتص النبات الفلزات الثقيلة مثل الزنك والمنجنيز وغيرها من المعادن التى تنتج عن إلقاء الصرف الصناعى والزراعى وغيرها من الملوثات داخل نهر النيل والتى تلقيها المصانع المختلفة كمصانع السكر والأسمدة وهى العناصر الثقيلة التى تعمل على تدمير أجهزة الجسم مثل الكلى والكبد.
وأضاف أنه يمكن الاستفادة من النبات من خلال إيجاد استراتيجية للعمل على وضعه بنسب معينة فى أماكن متفرقة معروفة بكثرة التلوث بها وهو الأمر الذى سيعد إيجابيًا بشرط عدم تحول النبات لوسيلة تحد وتعوق لحركة الصيد.
ولفت إلى وجود استراتيجية من أساسيات عمل وزارة الرى لإزالة الحشائش المائية ويتم تنفيذ تلك الاستراتيجية على مدار العام بمعدل ثلاث أو أربعة مرات فى العام الواحد ولكن فى بعض الأوقات تنمو الجذور مرة أخرى لعدم إزالتها بصورة علمية صحيحة وهو ما يتطلب أن تكون هناك إزالة حقيقية بصورة إيجابية.

جذور النبات
وكشف الدكتور محمد فتحي، مستشار الفاو الأسبق والخبير المتخصص فى أمراض النبات والزراعة الحيوية، إن تكاليف التخلص من النبات وإزالته حتى وقت قريب كلفت الدولة أكثر من مليار جنيه فى العام الواحد بسبب عدم إمكانية القضاء عليه بالصورة الأمثل حيث يجمع بصورة غير علمية سليمة ـ موضحًا أنه حينما يتم جمع النبات لا يتم التقاط جذوره وإنما يتم التقاط الأوراق فحسب فينمو النبات مرة أخرى بمرور الوقت ولا تكون هنا حدثت إزالة حقيقية للنبات ويعود بالتالى المقاولون والعاملون لكى يحاولوا الإزالة مرة أخرى.
فيما لاتزال تشدد الحكومة عبر البيانات والتصريحات بالقضاء على نبات ورد النيل، حيث طالبت بمواصلة التنسيق فيما بين الجهات المعنية لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المائية وتحسين كفاءة الترع والمصارف والتخلص من ورد النيل.
فيما أكد الدكتور رجب عبدالعظيم، نائب وزير الموارد المائية والرى نائب وزير الري، على ضرورة بذل جهود حثيثة لوزارة الرى من أجل التخلص من النبات وهو ما تم بصورة كاملة من خلال إزالة نبات ورد النيل وتطهير الترع والمصارف باستخدام المعدات التى عملت على توصيل المياه للمنتفعين.

قصة الورد

ورد النيل، هو نوع من أنواع النباتات المائية التى كان بداية انتشارها الكارثى فى مصر فى منتصف القرن التاسع عشر كنبات زينة مع زيارة الإمبراطورة «أوجينى» إمبراطورة فرنسا أثناء مشاركتها احتفال افتتاح قناة السويس بدعوة من الخديوى إسماعيل وخلال عهد محمد على باشا الذى استورده من البرازيل كنبات زينة بأزهاره الجميلة متعددة الألوان داخل مساقى القصور الملكية ثم انتقل النبات للحدائق العامة ليظهر بعدها داخل نهر النيل ولكنه لم يلبث إلا وانتشر انتشارًا كبيرًا فى المجارى المائية وهذا بفعل قابليته على النمو والتكاثر.

وبحسب الأوصاف المعروفة علميًا للنبات فإن نبات ورد النيل عبارة عن زهرة إسفنجية منتفخة ذات سيقان طويلة وجذور أرجوانية سوداء حرة الحركة، أما الساق منتصبة بلا تفرعات تحمل من ٨ وحتى ١٥٥ زهرة تحمل لونين هما الأرجوانى والخزامى وأوراقها تخترق سطح الماء لنحو ١٠ إلى ٢٠ سنتيمتراً.

ويمثل ورد النيل، أزمة كبيرة لوزارتى الرى والزراعة خاصة والحكومة بوجه عام، وأن عدم مكافحته يتسبب فى فقدان ٢ مليار متر مكعب مياه سنويا، والنبتة الواحدة منه تستهلك نحو ٤ لترات يوميا وتُبخر مثلهم، ويحذر المركز القومى للبحوث منه باستمرار مع تأكيدات من الفاو أنه يكلف الدولة نحو مليار جنيه مصروفات مكافحته سنويًا.

ويعد نبات ورد النيل مشكلة كبيرة فى دول حوض النيل، وذلك لما يستهلكه من كميات هائلة من الماء الصالح للزراعة، ويعوق حركة الملاحة ويسد المجارى المائية «الترع والمصارف»، كما أنه يستهلك الأكسجين الذائب فى المياه مما يهدد حياة الأسماك والكائنات المائية، بالإضافة إلى أنه يأوى العديد من القواقع مثل قواقع البلهارسيا، والزواحف والثعابين.

ويبقى السؤال هل تنجح وزارة الرى والجهات المعنية بالقضاء على انتشار نبات ورد النيل بصورة كاملة على مستوى جميع المحافظات خلال الفترة المقبلة فى ظل أزمة نقص المياه التى تهدد مصر.