السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

قضايا الحروب والإنسان على مائدة الأوسكار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

روسيا وألمانيا ورومانيا يستعيدوا الذكريات الأليمة للحرب العالمية الثانية.. ومصر والسويد يطرحان قضية القبح والجمال

فلسطين ترصد انتهاكات سجون دولة الإحتلال الصهيوني بـ "اصطياد اشباح".. والعراق تشارك بـ "الرحال".


منذ اعتماد فئة الأفلام الأجنبية "الأفلام غير الناطقة باللغة الإنجليزية" بجوائز أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة «الأوسكار» عام ١٩٥٦، تمكنت هذه الجائزة من احتلال مكانة هامة لدى صناع السينما حول العالم، لما تمتلكه من قدرة عالية على التنافسية فى فئتها، بجانب تعزيزها أواصر العلاقات بين محترفى السينما الأمريكية وبلدان أخرى، استطاعت أن تمتد على مدى عقود طويلة، حتى بات تمثال «الفارس الذهبي» حلما يسعى وراءه مخرجون مغمورون تشبثوا بقارب الموهبة. 
ولطالما اهتمت الأكاديمية بإبراز التنوع الثقافى والاجتماعى فى المجتمعات حول العالم خلال اختيارها للأعمال التى يتم تمثيلها بهذه الفئة، والتركيز كذلك على القضايا الإنسانية للأقليات والمستضعفين الذين لا صوت لهم سوى السينما؛ فبدأت التركيز فى الآونة الأخيرة على سبيل المثال على قضايا الحروب والهجرة فى ظل حالة عدم الاستقرار التى يعيشها العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، منذ الغزو الأمريكى لأفغانستان والعراق، وزيادة حدة الانتهاكات التى تتم مارسها الاحتلال الصهيونى ضد الشعب الفلسطيني؛ هذه القضايا ألقت بظلالها على السينما وما زال صداها يعلو إلى الآن.
وتشارك دولة فلسطين المحتلة فى ترشيحات فئة الأفلام الأجنبية هذا العام بفيلم « Ghost Hunting» أو «اصطياد أشباح» للمخرج رائد عندوني؛ ويناقش الفيلم الإهانة التى تعرض لها المعتقلون الفلسطينيون أثناء احتجازهم فى مركز الاستجواب فى موسكوبيا بالقدس المحتلة على أيدى قوات الاحتلال الصهيوني؛ والفيلم إنتاج فلسطينى فرنسى سويسرى قطرى مشترك، وشارك فى الدورة الـ ٦٧ لمهرجان برلين السينمائى الدولى العام الماضى وحصد جائزة «Glasshütte» للفيلم الوثائقي.
الأمر لم يختلف كثيرًا فى اختيار دولة العراق، الذى وقع على فيلم الدراما «The Journey» أو «الرحال» للمخرج محمد جبرا الدراجي، وتدور أحداث الفيلم حول امرأة انتحارية شابة، يتم مطاردتها داخل محطة قطارات فى بغداد.
أما على الصعيد الأوروبي، فمخاوف وأشباح الحرب العالمية الثانية ما زالت تلقى بظلالها على اختيارات السينما الأوروبية، والتى تمحورت قصصها جميعًا حول العدو النازي؛ البداية مع روسيا التى اختارت فيلم التاريخ والدراما «Sobibor» للمخرج قسطنطين خابنسكي، لتمثيلها بجوائز الأوسكار، وتستند قصته على تاريخ انتفاضة معسكرات «سوبيبور» إبان الحرب العالمية الثانية والضابط السوفييتى ألكسندر بيشيرسكي، عندما كان أسير حرب فى ذلك المعسكر.
وتمكن من القيام بتنظيم تمرد وفرار جماعى للسجناء، وفى وقت لاحق تم القبض على العديد من الهاربين وماتوا، فيما تمكن الباقون بقيادة بيشيرسكى من الانضمام إلى المناصرين؛ أما ألمانيا، فقد وقع اختيارها على فيلم «Never Look Away» للمخرج الشهير فلوريان هنكل فون دونسماك، والذى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى هذا العام، ويُعد أقرب الأفلام المرشحة لدخول القائمة النهائية فى منافسات الأوسكار العام المقبل؛ تدور أحداث الفيلم حول الفنان كيرت بارنت، الذى نجا من ألمانيا الشرقية ليتوجه للعيش فى ألمانيا الغربية، لكنه يتعذب خلال طفولته تحت حكم النازيين، ثم يستكمل هذا الاضطراب تحت نظام حكم جمهورية ألمانيا الديمقراطية عقب رحيل هتلر.
رومانيا أيضا اعتمدت على تلك الحقبة فى اختيار فيلمها «I Do Not Care If We Go Down in History as Barbarians» للمنافسة على جوائز الأوسكار، الذى يقدمه المخرج رادو جود فى قالب كوميدى بحت، وتقع أحداث الفيلم فى رومانيا الحالية، وترتكز القصة حول مخرج مسرحى يستعد لتقديم مسرحية تاريخية لإحياء حلقة من المحرقة، وهى المجزرة التى تمّت بحق عشرات الآلاف من اليهود من قِبل القوات الرومانية فى أوديسا؛ ليتوجب على المخرج خوض معارضة مع بعض القوى الرسمية بالدولة بسبب أحداث المسرحية التاريخية المروعة؛ وذلك بهدف إحياء الحماسة القومية فى البلاد. وقضايا الإنسان تطغى وبقوة على الأعمال السينمائية المرشحة لجوائز الأوسكار هذا العام، وبالأخص قضية القبح الخارجى والجمال الداخلي، اللذين تجليا فى الأعمال المقدمة من مصر والسويد، حيث اختارت الأولى فيلم «يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقي، وتدور أحداثه حول رجل فى منتصف عمره، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، يغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة صديقه وحمار خلال رحلة عبر أنحاء (مصر)، فى محاولة لمعاودة الاتصال بعائلته من جديد؛ الفيلم شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى هذا العام ونافس على السعفة الذهبية، وحظى بإشادة واسعة من جانب مدير المهرجان تيرى فريمو، كما حصد جائزة فرانسوا شاليه للأعمال الإنسانية الرفيعة.
كما وقع اختيار السويد على فيلم «Border» للمخرج الإيرانى على عباسي، لتمثيلها بجوائز الأوسكار، وأحداثه مستندة حول قصة قصيرة للكاتب الدنماركى جون اجفيد، بعنوان «أفعل الصواب للخالق»، تدور حول سيدة شكلها غريب أقرب إلى الذئب أو الكلب فى الشكل، يتم الاستعانة بها فى المطار لاستكشاف المهربين لما تتمتع به من حاسة شم قوية، ولكنها تعيش حياة غير سعيدة بسبب شكلها القبيح وجسمها المليء بالعيوب، ولا تعرف لماذا هى الوحيدة التى خلقت كذلك، حتى تقابل رجل يشبهها فى الشكل والطباع إلى حد ما، وتحبه وتكتشف معه حياة جديدة، وأنه يوجد مجتمع كامل فى هولندا من نفس جنسهم ولديهم عائلات، ويطلب منها أن تذهب معه، ولكنها تكتشف فى النهاية أنه يبيع الأطفال ويشوههم أحيانا ومبرره حتى يعيشوا نفس حياته المؤلمة، وتضطر لإبلاغ الشرطة عنه ولكنه يهرب منهم.