الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة تحتفل بتذكار نياحة القديسة ثيؤدورة التائبة "البارة"

 القديسة ثيؤدورة
القديسة ثيؤدورة التائبة البارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى عيد نياحة القديسة ثيؤدورة التائبة "البارة"، حيث تنيحت في مثل هذا اليوم من سنة 226 للشهداء سنة 510 م.
ونشأت القديسة في القرن الخامس الميلادي في عهد الإمبراطور زينون من أبوين شريفين بالإسكندرية أتسمت بالجمال البارع مع الحياة التقوية والغني، وتزوجت شابا غنيا تقيا وكانت حياتهما مملوءة سلاما وفرحا السجن.
وفي وسط مظاهر الغنى تعرف عليها شاب غني أعجب بحكمتها واتزانها وكان تقيا وطاهرا فصارت بينهما دالة، ولكن عدو الخير بدأ بعد فترة يلقي فيه بزار الفكر الشرير من جهة ثيؤدورة وتزايدت الحرب حتى وجد الشاب فرصة وصارح ثيؤدورة بأفكاره من جهتها فصدمت إذ كانت ترى فيه النقاوة وأنتهرته.
مرت الأيام وتزايدت الأفكار حتى سقطا في الخطية لم يعرف أحد ما حدث خاصة والكل يعلم أنهما طاهران لكن ثيؤدورة لم تحتمل نفسها وفي صراعها صارحت رجلها بما حدث والدموع تنهمر من عينيها ولم يعرف الزوج ماذا يعمل لأنه كان يثق في زوجته وصديقه.
وتحولت حياتهما إلى دموع لا تنقطع وأخيرا قررت أن تترك العالم لتقضي بقية أيامها في توبة فحلقت شعر رأسها وتزيت بزي الرجال وانطلقت ليلا إلى دير الاناطون بالدخيلة بالإسكندرية حاليا، وهناك سألت رئيس الدير أن يقبلها فأراد أن يختبرها فتركها على الباب طوال الليل وسط البرد الشديد وفي الصباح وجد أن عينيها قد تورمتا بسبب البكاء فسمح لها بالدخول وعرفت باسم الراهب تاؤدور أو تادرس.
عاشت القديسة في هذا الدير تمارس خدمة فلاحة البساتين محتملة كل تعب بفرح وسرور وصلواتها لا تنقطع وسط أتعاب العمل، واتسمت بالطاعة والوداعة مع النسك الشديد، وقد وهبها الله عطية صنع المعجزات فذاع صيتها ووفد على الدير كثيرون يطلبون بركتها وكان زوجها يئن بلا انقطاع لا يعلم مكانها وكان مشتاقا أن يطمئن على خلاصها فقدم بدموع صلوات وفي غمرة حزنه ظهر له ملاك يسأله أن يذهب إلى كنيسة القديس بطرس خاتم الشهداء ليجدها بجوار الكنيسة بمفردها، ولما أنطلق لم يجد هناك سوى راهبا يقود جمالا وكان هو نفسه ثيؤدورة التي لم يعرفها زوجها لتغير شكلها بسبب شدة نسكها.
أما هي فعرفته وحيته فرد عليها التحية ولما رأى عدو الخير أنها أفلتت من مخالبه حرك امرأة شريرة توجهت إلى رئيس الدير تشكو أن هذا الراهب أفسد عفتها، وقد احتملت القديسة السخرية بتسليم كامل دون أن تدافع عن نفسها حتى لا يعرف أحد سرها، وطردت من الدير مع الرضيع لمدة سبع سنوات في البرية، فذاقت فيها كل تعب وألم خاصة من أجل الطفل البريء وكانت تجاهد حاسبة أن ما جرى لها من قبيل التأديب وإذ أظهرت كل ثبات مع التوبة سمح لها رئيس الدير بالعودة مع الطفل بعد أن وضع عليها قانونا قاسيا، وطلب منها أن تبقى في قلايتها مع ابنها ولا تقابل أحدا خارج الكنيسة.