الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بوتين يقترح على اليابان توقيع معاهدة سلام هذا العام

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء على رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي توقيع معاهدة سلام هذه السنة "بدون شروط مسبقة"، في عرض تلقته بفتور طوكيو التي تطالب باستعادة جزر الكوريل الأربع التي ضمها الاتحاد السوفيتي في 1945.
ورد الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا بفتور على اقتراح بوتين، مذكرا "بالمبدأ البسيط" الذي يقضي بألا توقع طوكيو أي معاهدة "قبل تسوية مشكلة ملكية" الجزر المتنازع عليها.
يتعلق الخلاف بأربع جزر في أرخبيل الكوريل احتلها الاتحاد السوفيتي في نهاية الحرب العالمية الثانية. ومنع هذا الخلاف البلدين من توقيع معاهدة سلام حتى الآن.
ولم تحقق المفاوضات التي تتعلق بالجزر البركانية الأربع التي تسميها اليابان "أراضي الشمال"، أي تقدم يذكر في السنوات الأخيرة على الرغم من نداءات آبي المتكررة.
وتقدم الرئيس الروسي بهذا العرض الذي جاء رد طوكيو عليه أقرب إلى الفتور، أمام منتدى اقتصادي تستضيفه بلاده في مدينة فلاديفوستوك (أقصى شرق روسيا) حيث كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي نداء جديدا من أجل توقيع معاهدة من هذا النوع كانت موضع مناقشات في السنوات الأخيرة بين موسكو وطوكيو.
وأوضح بوتين الذي بدا حذرا جدا حيال هذه القضية التي تسمم العلاقات بين البلدين رغم تسجيلها تطورا كبيرا في جوانب أخرى، أن "الفكرة خطرت في باله".
وقال بوتين "منذ سبعين عاما نسعى إلى حلّ خلافاتنا ومنذ سبعين عاما نجري مفاوضات. شينزو قال لنغير الطريقة. بالفعل، لنقم بذلك! لنوقع معاهدة سلام، ليس الآن، لكن بحلول نهاية العام. بدون أي شرط مسبق". وأثارت تصريحاته هذه تصفيقا من الحضور الذي يضم خصوصا رجال أعمال آسيويين وخصوصا يابانيين.
وأضاف الرئيس الروسي "وبعد ذلك، وعلى أساس اتفاق السلام هذا، وكأصدقاء، يمكننا مواصلة تسوية كل القضايا الخلافية. يبدو لي أن ذلك سيجعل من الأسهل تسوية كل المشاكل التي لا يمكننا حلها منذ سبعين عاما".
وتتناقض تصريحات بوتين هذه مع تلك التي أدلى بها حول القضية نفسها خلال لقاءاته الاخيرة مع شينزو آبي. وقد صرح الاثنين "من السذاجة الاعتقاد أن الخلاف (حول جزر الكوريل بين البلدين) يمكن حلّه في ساعة واحدة". لكنه أكد ببساطة أنه "مستعد للبحث عن حلول تناسب روسيا واليابان معا".
وصرح الناطق باسم الكرملين أن بوتين وآبي لم يتطرقا إلى اقتراح الرئيس الروسي.
 "واجب حيال الأجيال المقبلة" 
في خطابه أمام منتدى فلاديفوستوك قبل أن يعلن بوتين عن عرضه، تحدث رئيس الوزراء الياباني مطولا عن ضرورة حل هذا النزاع.
وقال إن "العلاقات بين روسيا واليابان تتقدم بوتيرة غير مسبوقة ولم تبق سوى عقبة واحدة تمنع ازدهارها بالكامل وهي ليست سوى إبرام معاهدة سلام بين بلدينا".
وأضاف "إذا لم نفعل ذلك الآن، فمتى يحدث ذلك؟ وإذا لم نفعل ذلك نحن، فمن سيقوم به؟"، موضحا "نحن (آبي وبوتين) ندرك أن هذا لن يكون سهلا. لكن لدينا واجب حيال الأجيال المقبلة".
ورأى آبي أن الجزر يمكن أن تشكل "مركزا لوجستيا" بتحولها إلى "رمز للتعاون"، ما يجعل بحر اليابان "طريقا سريعا للبضائع في الاتجاهين".
وفاجأت تصريحات بوتين المراقبين.
ورأى الكسندر غابويف مدير برنامج آسيا المحيط الهادئ في مركز كارنيغي أنها نتيجة شعور روسيا بالإحباط من ضعف الاستثمارات اليابانية. وقال "تبدو إعلانا صدر نتيجة انفعال وليس شيئا حقيقيا".
ولم يتقدم البلدان حتى الآن سوى بخطوات صغيرة، بتعهدهما السماح لسكان سابقين في الجزر بزيارة قبور أجدادهم وإطلاق بعض المشاريع الاقتصادية المشتركة.
وكان بوتين وآبي أعلنا الإثنين عن زيارة في أكتوبر المقبل إلى روسيا، لرئيس الأركان الياباني كاتسوتوشي كاوانو، ولوفد من رجال الأعمال اليابانيين في الجزر المتنازع عليها.