الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عواجيز لكن تلاميذ.. "مسنة بالفيوم" تتحدى الفقر بـ"محو أميتها"

مسنة بالفيوم
مسنة بالفيوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين جدران البيوت الطينية البسيطة، وحقول الزراعة، والأيادى المكافحة سعيا وراء الرزق، فى قرية الحجر، بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، الآلاف من الحكايات، عن قصص الصبر والكفاح والتحدى، من بينها قصة، حمدية رستم، ٦٣ عاما، التى قررت تحدى الفقر والجهل، بمحو أميتها، رغم تحملها عبء أسرتها وظروف المعيشة القاسية. خرجت من منزل والدها فى عمر صغير، لتبدأ رحلة كفاح أسرى مع زوجها التى تزوجته فى سن الثانية عشرة من عمرها، لتشاركه العمل بالزراعة وعناء المعيشة، كانت تقوم بدور الأم مع أخواتها، وظلت تعمل رغم زواجها لتحصل على مصاريف أخوتها.
تقول حمدية: «أنا كنت بشتغل وأنا متجوزة علشان أصرف على أخواتى، وكنت رافضة أصرف عليهم من تعب وشقى جوزى، لأنه كان بيشتغل علشان ولادنا، واللى كان بيجيبه على قد اللى رايح، لعدم وجود دخل ثابت، إلا شغل الزراعة والعمل باليومية، وبعدما أديت رسالتى مع أخواتى بدأت أهتم بأولادى».
تضيف «المسنة»: «عملت من قبل بالمعهد الدينى بالقرية كعاملة نظافة، وكان هناك مشرفة بتعاملنا بطريقة مش كويسة، إلا أنها إدتنى حافز إنى أتعلم، وأخدت شهادة محو الأمية، وبحاول أشجع سيدات القرية وجيرانى أنهم يتعلموا من خلال مبادرات محو الأمية والتثقيف فى المحافظة». تحد آخر فرضته الحياة على «حمدية» بمحنة اثنين من أبنائها فى عمر الزهور، يعانيان من الإعاقة، وأصيبا بهذا المرض فى الكبر، فى سن ٢٤ عاما والآخر ٢٦ عاما، قعيدان بالمنزل ويحتاجان من يخدمهما ويعيلهما. «الزراعة» مهارة جديدة اكتسبتها حمدية، بسبب تحديات الحياة التى تقابلها، بقولها: «أفنيت عمرى فى تربية أولادى والزراعة مع زوجى، لأنه تعبان وكان فى رقبتى ٤ من الصبيان، و٣ من الفتيات، وقام العديد من أهل الخير بمساعدتنا حتى تزوج اثنان».
وتسبب برنامج تثقيف الأسرة الشامل عن طريق مبادرة محو الأمية، فى تعلمها القراءة والكتابة على كبر، بقولها: «تعلمت أنا وابنتى التى لم يكتمل عمرها الـ ١٦ عاما، وكنا زملاء داخل حجرة صغيرة، تجمع سيدات قريتنا الصغيرة التى أنهكها الفقر والحرمان من التعليم، وموروث العادات والتقاليد الجاهلية، وفسخت ابنتى خطبتها بعد أن سمعت من معلمة الفصل، بأنه ليس عليها أن تتزوج قبل الثامنة عشرة، وحق عليها معرفة ما هى أساسيات الزواج والإنجاب وغيرها، فبعثت لخطيبها بأنه لا بد أن ينتظرها حتى تصل للسن المصرح به قانونا للزواج، إلا أنه رفض الانتظار، فقامت بإعطائه كل ما أهداها فى الخطوبة من ذهب وملابس وغيرها».
تختتم «حمدية» حديثها قائلة: «من زمان نفسى ألاقى فرصة أتعلم أو أتنور وحد يرشدنى للصح، عشان أقدر أساعد أولادى يتوظفوا، وعلى الأقل أعملهم باب رزق يقدروا يعيشوا عليه».