الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حدث في مثل هذا اليوم.. 1882 الاحتلال الإنجليزي لمصر

الاحتلال الإنجليزى
الاحتلال الإنجليزى لمصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان الإنجليز يتحينون الفرصة لاحتلال مصر بعد فشل الحملات الصليبية على مصر والشام وتحويل طريق التجارة لرأس الرجاء الصالح ومجىء وفشل الحملة الفرنسية على مصر والشام (١٧٩٨-١٨٠١م) وبعد فشل حملة فريزر ١٨٠٧ م وبعد تدمير إمبراطورية محمد على بمعاهدة لندن ١٨٤٠ م.
وجاءت الفرصة فى عصر الخديوى توفيق الذى قامت ضده ثورة شعبية فى البلاد بقيادة الأميرالاى أحمد عرابى وهى ما تعرف بالثورة العرابية بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، والتدخل الأجنبى السافر فى شئون مصر، ومعاملة رئيس الوزارة رياض باشا آنذاك القاسية للمصريين، واضطهاد الضباط المصريين فى الجيش على حساب الأتراك والشركس، وأخذ الخديوى توفيق يبالغ فى تصوير الموقف للأوروبيين بأنه شديد الخطورة على مصالحهم، حيث إن عرابى حسب وصفه كان وطنيًا متطرفًا يكره كل ما هو أجنبى ويهدف إلى طرد كل الأجانب من مصر.
وقد زعمت بريطانيا حجة تدخلها بغرض حماية الأجانب ومصالحهم بمصر وتدخل الأسطول الإنجليزى واقتحم الإسكندرية وفشلت تحصينات العرابيين فى منع استيلاء الإنجليز عليها وتقدم الجيش الإنجليزى نحو كفر الدوار واستبسل الجيش المصرى بقيادة «طلبة عصمت» فتقهقر الإنجليز عن البلاد ليفشلوا فى دخولها من ناحية الشمال ويتحولوا للشرق مدعومين بمباركة دولية.
معركة التل الكبير
معركة التل الكبير كانت بين الجيش المصرى بقيادة عرابى زعيم الفلاحين ابن قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية والجيش الإنجليزى الذى فشل فى احتلال البلاد من ناحية الإسكندرية فقدم من القناة، وكان عرابى قد فكر فى ردم القناة حتى لا يدخل الإنجليز للبلاد عن طريقها فرد عليه دليسبس الفرنسى، رئيس شركة قناة السويس آنذاك بأن القناة على الحياد ولا تسمح بدخول أساطيل حربية من خلالها، ولكنه سمح للإنجليز بالمرور.
فى ١٣ سبتمبر عام ١٨٨٢ م (الموافق ٢٩ شوال ١٢٩٩هـ) الساعة ١:٣٠ صباحًا فوجئت القوات المصرية المتمركزة فى مواقعها فى التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية بقدوم الإنجليز وتزامن ذلك مع إعلان السلطان العثمانى فرمان بعصيان عرابى بتحريض من إنجلترا؛ جعل الكثير من الأشخاص ينقلبون ضده.
بلغ أحمد عرابى القاهرة يوم الأربعاء فى مثل هذا اليوم ١٣ سبتمبر ١٨٨٢.. وكان أعضاء المجلس العرفى مجتمعين منذ ساعات طويلة فى «ديوان الجهادية».. بمعسكرات «قصر النيل».. ينتظرون أنباء معركة «التل الكبير».. بين الجيش المصرى والإنجليز.. وبقى يعقوب باشا سامى ملازما مكتب التلغراف.. دون أن يكاشف أحدا بما يتلقاه من الأخبار.. إلى أن أبلغ الحاضرين بأن ناظر الجهادية «عرابى».. قادم على عجل.. فأيقنوا أنها الهزيمة لا محالة.
ووفقا لعبدالرحمن الرافعى فى كتابه «الزعيم الثائر أحمد عرابى».. الصادر عن مطابع دار الشعب القاهرة.. «جاء عرابى بصحبة على الروبى وكان وجهه مكفهرا وعلائم الاضطراب بادية عليه.. وجلس على مقعده وظل صامتا لايتكلم.. لمدة عشرين دقيقة، ثم عقد مجلسا حافلا فى قصر النيل من أعضاء المجلس العرفى وبعض الأمراء والكبراء..
شرح عرابى أسباب هزيمة «التل الكبير».. وكيف فوجئ بالإنجليز..وأرجع الهزيمة إلى عدم استماع الجنود لأوامره.
ويذكر الرافعى فى كتابه "الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى" أن عرابى طلب من المجلس التعجل فى إنشاء حصون واستحكامات وخطوط أمام العباسية.. وأن يجمع الشاردين من العسكر وسواهم وأن يقفوا ضد الإنجليز إلا أنه وجد الاستحكامات ضعيفة، واستقر الرأى على الاستسلام وكتابة عريضة للخديو يلتمسون فيها العفو عنهم.. ويعتذرون عن أفعالهم الماضية وأن يقدموا له الخضوع. 
ووفقا لما يرويه الرافعى أخذ النديم يكتب العريضة وملأها بالطعن والسباب فى الإنجليز وشرح ما وقع منهم.. ولما تلاها على الهيئة لم تعجبهم.. ووقف بطرس باشا غالى وكيل الحقانية وأملى عريضة استعطاف وأقرها المجلس وكلفوا رؤوف باشا وبطرس باشا بكتابتها وإيصالها للخديو توفيق وطلب على الروبى أن يكون معهما فقبلاه.. وركبوا قطارا لكفر الدوار وعندها تلقوا تلغرافا بانتظار عبدالله النديم فانتظروه فإذا به يحمل عريضة يخالف نصها العريضة التى معهما لأنه كان قد زين لعرابى ألا يظهر الضعف وأن يكتب للخديو ما يرفع عنه ذل الشماتة.. ولما وصلوا إلى الإسكندرية تردد الخديو فى مقابلتهم.. ثم أمر بالقبض على الروبى وسجنه.. أما النديم فقد اختفى عن الأنظار بعد أن سلم العريضة التى كتبها وألقى القبض على أحمد عرابى ليتم نفيه إلى سيلان.