الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رفع كثافة المدارس الرسمية للغات إلى 50 طفلا يثير غضب أولياء الأمور.. ورئيس قطاع التعليم الأسبق: القرار يقضي على فلسفة إنشاء المدارس التجريبية للغات من الأساس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى رفع كثافة الطلاب في المدارس الرسمية للغات إلى 50 طفلًا فى الفصل و40 طالبًا فى القاعة الواحدة بالمدارس الرسمية المتميزة للغات، بزيادة 14 طالبا في الفصل الواحد، وهو الأمر الذي أغضب عددا من أولياء الأمور والطلاب والمعلمين الذين يرون أن زيادة كثافة الطلاب في الفصل التعليمي تقلل من تركيز الطلاب وعائد العملية التعليمية.


وكان القرار الوزارى رقم 285 لسنة 2014، الذى ينظم العمل بالمدارس التجريبية، ويغير اسمها إلى "رسمية" أكد أن مدة الدراسة بهذه المدارس تبدأ بمرحلة رياض الأطفال لمدة عامين دراسيين، تليها مرحلة التعليم الأساسى ثم الثانوى، مع تحديد عدد الطلاب بالفصل بحيث لا يتعدى الـ"36" طالبا، فى الرسمية لغات، و29 تلميذا فى الرسمية المتميزة لغات.
ولكن قرار وزارة التربية والتعليم اليوم، الصادر مؤخرًا، نص على رفع كثافة الطلاب داخل الفصول التعليمية إلى نحو 50 طالبا في المدارس الرسمية للغات، و40 طالبا في المدارس الرسمية المتميزة للغات، بدءًا من العام الدراسي الجديد، والذي يبدأ في 22 سبتمبر المقبل، بحسب ما أكدته وزارة التربية والتعليم.



قال الدكتور رضا مسعد الخبير التربوي، رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، إن الكثافة الرسمية في مدارس وزارة التربية والتعليم لسنوات طويلة كانت 36 طالبا بالإضافة لـ4 تلاميذ، نسبة 10%، لمحافظ الإقليم، فكان الفصل، حتى في مدارس العربي الحكومي، لا يزيد عن 40 تلميذا، موضحًا أن المدارس التجريبية حينما أُنشئت كانت الكثافة في الفصل لا تزيد على 25 تلميذًا، وهو الأمر الذي استمر لفترات طويلة إلى أن حدث زيادة في الإقبال على هذه المدارس المحدودة، التي لا تزيد أعدادها على 1000 مدرسة، فاضطرت الوزارة وقتها إلى رفع الكثافة الطلابية في مدارس اللغات إلى 36 طالبا أثناء تولي الدكتور محمود أبو النصر وزارة التربية والتعليم.
وأضاف مسعد لـ"البوابة نيوز"، أن رفع الكثافة الطلابية من 25 لـ36 تلميذا في الفصل، مُنذ حوالي 4 سنوات، كان مخالفًا لقانون إنشاء مدارس التجريبيات وقتها، لكنه كان بدافع إرضاء أولياء الأمور وإرضاءًا لمطالباتهم المتكررة، في حين ظلت وزارة التربية والتعليم متمسكة بالكثافة الطلابية في المدارس المتميزة للغات ألا تزيد على 25 تلميذا.
وتابع الخبير التربوي، أن قرار التربية والتعليم الأخير برفع كثافات المدارس الرسمية للغات إلى 50 طفلًا فى الفصل يعني أن تلك المدارس ستتحول لنسخة من المدارس العربي بداية من العام القادم في ظل النظام التعليمي الجديد الذي تقترحه الوزارة، ولم تعد هناك ميزة لهذه المدارس بداية من العام القادم، كما لو كانت مدارس حكومية عادية، خاصة بعد حذف المستوى الرفيع وعلوم الرياضة والإنجليزي منها مع بداية العام بعد القادم، وهو ما يقضى على فلسفة إنشاء المدارس التجريبية للغات من الأساس، فما ينطبق على الـ50 ألف مدرسة الحكوميين ينطبق على الـ1000 مدرسة للغات من حيث الكثافة.
وأشار مسعد، إلى أن الـ50 تلميذا في المدارس الرسمية "التجريبية" للغات، من منظور تربوي، يصعب إدارتهم بواسطة مُعلم واحد في حصة 40 دقيقة، لأن المعلم سيعطي لكل تلميذ ثلاث أرباع دقيقة، وهو ضد فلسفة التعليم النشط والتعليم الحديث، الذي لا يزيد فيه عدد التلاميذ في الفصل الواحد عن 20 تلميذا في دول العالم المُتقدم، وذلك حتى يعطي المعلم للتلميذ وقت كافِ، منوهًا بأن قرار التعليم الأخير ما هو إلا تفعيل لمنظومة التعليم الجديد التي ستُطبقها الوزارة القائم على عدم التمييز بين المدارس المُختلفة، كأن مدارس مصر مدرسة واحدة.
ويقول الدكتور حسن شحاتة، إن القاعدة التعليمية تؤكد أنه كلما يقل عدد المتعلمين وتقل الكثافة الطلابية في الفصل، كلما أدى ذلك إلى التفاعل بين المتعلم والمعلم وأصبح العائد التعليمي أكثر.
وأشار إلى أن هناك طرق تعليم حديثة تتعامل مع الأعداد الكبيرة من المتعلمين وعلى رأسها طريقة المجموعات، وهو استخدام أسلوب التعلم التعاوني بحيث يتم تقسيم الـ50 تلميذا إلى 5 مجموعات، كل مجموعة على منضدة واحدة، بما يسهم في أن يتعامل المعلم مع 5 مجموعات، كما أن الأمر يتطلب تكنولوجيا التعليم الحديثة، التي تساعد على زيادة العائد من العملية التعليمية.