يعد حزب الوفد واحدا من أعرق وأقدم الكيانات والأحزاب السياسية بمنطقة الشرق الأوسط بأثرها، ولكنه لم يكد يمر عليه فترة قصيرة من الاستقرار إلا ويلحقها حالة من الاضطرابات الداخلية واستقالات وانشقاقات حتى أصبح هذا الأمر من أهم سمات بيت الأمة.
منذ تولى المستشار بهاء أبو شقة رئاسة الحزب خلفا للدكتور السيد البدوى، مر الحزب بفترة من الاستقرار وعودة الطيور المهاجرة وتوحيد الصفوف وضم العديد من الشخصيات ذات التأثير القوى على الرأى العام، ولكن لم تلبث هذه الفترة فى الاستمرار إلا وقد اقتطعها فتنة جديدة أدت لتجميد عضوية أحد قيادات ونواب الحزب انتهت في النهاية لإقالته وفصله من جميع التشكيلات وإخطار مجلس النواب بذلك.
فبداية الأزمة كانت حينما كتب النائب محمد فؤاد مقالا بعنوان "سيادة المستشار كلمنى شكرا" وتحدث خلاله عن العلاقة المضطربة التى تجمعه مع المستشار والتى لا تتلاقى أبدا، وعن المكالمة التليفونية التى جمعته بأبو شقة والتى انتقد فيها الأخير، محمد فؤاد دون أن يعلم أنه هو من يهاتفه، بالإضافة إلى أنه منذ ذلك الحين لا يعرف السبيل للحديث مع أبو شقة _ على حد قوله.
وعلى خلفية قرار تجميد العضوية وإحالة فؤاد للتحقيق بتهمة مخالفته لوائح الحزب، تدخل العديد من قيادات الوفد وشيوخه لحل الأزمة وإحداث حالة من الوفاق بين الطرفين وتواصلوا فعليا مع محمد فؤاد وطالبوه بضبط النفس وعدم الرد على أى بيانات تصدر من الحزب لتصفية الأجواء وإعطائهم الفرصة لدرء الفتنة، حيث تزعم هذه الشخصيات؛ عمرو موسى رئيس المجلس الاستشارى للحزب والنائب محمد خليفة، رئيس الهيئة البرلمانية وأحمد السجيني، الذي لم يلبث أن تقدم باستقالته من الحزب اعتراضا على ما يحدث والخلافات الكبيرة التي يشهدها الحزب.
إقالة محمد فؤاد واستقالة السجينى أدخلت الحزب في دوامة كبيرة من الفوضى أسفرت عن استقالة أمانة العمرانية بالجيزة رفضا على ما يحدث، معتبرين أن فصل فؤاد كان تعسفيا، وفتحت باب من المزايدات بين أعضاء الهيئة العليا المؤيدين والمعارضين كل يدلو بدلوه منتقدا الرأي الآخر لتصبح الأمور الداخلية أكثر سخونة.
ويستعد المستشار بهاء أبوشقة رئيس الحزب لعقد مؤتمرا صحفيا لاستعراض الأحداث وإصدار عدد من القرارات التي وصفها بانها ستكون لحماية الوفد من الاختطاف.
وفى السياق ذاته.. علمت "البوابة نيوز" من مصادر مقربة من النائب محمد فؤاد وأحمد السجيني، أن هناك اتصالات جرت خلال الساعات الماضية من جانب عدد من قيادات حزب مستقبل وطن مع لمتابعة الأزمة التى اندلعت وإقناعهم بالانضمام لهم وخصوصا أن فؤاد كان من أكبر أنصار المهندس حسام الخولى الأمين العام الحالى لمستقبل وطن ونائب رئيس حزب الوفد السابق.
وأكدت المصادر أن حزب مستقبل وطن سيكون الوجهة القادمة لمحمد فؤاد والسجيني وأن انضمامهما أصبح مسألة وقت فقط لاغير.
