قالت الباحثة الأمريكية راتشيل موريس واطسون خلال مداخلتها بالمحور الفكري الأول " الجسد في المسرح المعاصر" والتي أقيمت اليوم الثلاثاء بالمجلس الأعلى للثقافة ضمن المحاور الفكرية المصاحبة لفعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر في دورته الـ 25، إن مسرحية "سولز" للكاتب والمخرج اللبناني الكندي وجدي معوض تحث على تحليل الذات والهوية، حيث تصور رحلة الكاتب الشخصية من لبنان التي مزقتها الحروب واضطراره للجوء إلى كندا، والتي تُظهر من خلالها مشاعر البُعد عن الأصل، وبالتالي الشعور الذي ينتاب كل مهاجري العالم.
واضافت أننا نجد في "سولز" مسرحية متعدده الأوجه من حيث البُعد عن الذات الفردية، التي سببتها صدمة النفى واللجوء، والتي بالتالي تؤدي إلى وجود هوية مكسورة أو هشة، كما يلعب "معوض " في محاولة استكشاف الآخر للذات بمبدأ التجارب داخل وخارج الجسد، حيث يضع بطل المسرحية في حالة غيبوبة تشبه الحلم، ويرى المشاهد بحث البطل عن الذات، وعن أصله وعلاقته باللغة العربية وكل هذه المشاهد تتم من خلال الرسم بجسده والفرشاة التي تغطي خشبة المسرح حتى نهايتها.
وبالتالي تصبح "سولز" دراما سيكولوجية حيث يعرض المخرج وجدي معوض شخصيته الخاصة وذاكرته الجسدية الخاصة بإخراج صدمه بطريقة جسدية معبرًا عن جروحه النفسية المخفية، والتي استطاع تحقيقها من خلال الحركة والإشارة والنغمة بحركة الجسد في الفضاء المسرحي.
يذكر أن ندوة "الجسد في المسرح المعاصر "حاضر فيها مجموعة من المسرحيين العرب والأجانب وهم الدكتورة ميسون على من سوريا الكاتب المغربي بوسلهام الضعيف والباحثة الأمريكية راتشيل موريس واطسون ورأس الجلسة الدكتور أسامة أبو طالب أستاذ الدراما والنقد والباحث الأكاديمي.
ويشارك بالمحاور الفكرية العديد من المداخلات والأوراق البحثية لمجموعة من الأكاديميين والباحثين العرب والأجانب والتي تقام خلال الفترة من 11 وحتى 19 سبتمبر الجارى بقاعة المؤتمرات بالمجلس الاعلى للثقافة المحاور الفكرية برئاسة الدكتورة اسماء يحيى الطاهر عبد الله ومنسق الندوات الناقد محمد مسعد.
