الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

رحيل إيران عن سوريا.. واشنطن تحاول وطهران تتصدى

رحيل إيران عن سوريا..
رحيل إيران عن سوريا.. واشنطن تحاول وطهران تتصدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العقوبات تركت تأثيرًا كبيرًا فى الاقتصاد الإيراني ولكن لم تتشبث طهران بعقد اتفاق جديد، ولذلك فمن الواضح أنها استبعدت فكرة إعادة التفاوض على الاتفاق النووي.
فشل المساعى الأمريكية لإخراج إيران من سوريا من خلال روسيا، ومدى قدرة طهران على تخطى الأزمة الحالية المتمثلة فى الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووي.
هى الفكرة الرئيسية لمقال كتبه «محمد أيوب» أستاذ العلاقات الدولية بجامعة «ميتشجان»، وزميل مركز السياسة الدولية بجامعة برلين، والذى تمحور أيضا حول إعادة فرض العقوبات الاقتصادية مرة أخرى. 
وفى السياق ذاته، تبدو الجهود الأمريكية الساعية إلى إخراج إيران من سوريا غير مجدية، على خلفية العلاقات الوطيدة بين طهران ودمشق منذ حرب الخليج الثانية، فضلًا عن عدم وجود تعارض بين مصالح كل من روسيا وإيران. 
وأشار المقال إلى أن مستشار الأمن القومى الأمريكى «جون بولتون» التقى بنظيره الروسى «نيكولاى باتروشيف» بجنيف فى أغسطس من العام الجاري، للتباحث حول مجموعة من القضايا، تمحور أبرزها حول ضرورة إقناع روسيا حليفتها إيران التى تعاونت معها فى الدفاع عن نظام الأسد، بإزالة قواتها من سوريا. وفى حين أبدى «باتروشيف» الرغبة فى ذلك، ولكن من الواضح أن موسكو لا تمتلك القدرة لإجبار إيران على الخروج من سوريا. 
المقال تحدث أيضا، أن مطالبة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بإخراج إيران من سوريا ليست بالجديدة؛ حيث أقر فى خطابه الذى القاه فى الثامن من مايو لعام ٢٠١٨، أثناء الإعلان عن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووى الإيراني، بضرورة أن يتضمن الاتفاق الجديد قيود أبدية على تخصيب اليورانيوم، تطوير الصواريخ الباليستية، الحد من النفوذ الإيرانى فى المنطقة. 
وتحدث أيضا «أيوب»، مؤكدا أنه على الرغم من أن الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى وإعادة فرض العقوبات مرة أخرى، سيعيق قدرة طهران على المشاركة فى السوق الدولية، ويقلل من قدرتها على بيع النفط، فضلًا عن القضاء على الاستثمارات الأجنبية المتبقية، ولكن الحقيقة أن كل ذلك، لم يُحدث التأثير السلبى المرغوب من قبل واشنطن.
موضحا أن العقوبات تركت تأثيرًا كبيرًا فى الاقتصاد الإيراني، ولا سيما على قيمة العملة، ولكن لم تتشبث طهران بعقد اتفاق جديد، ولذلك، فمن الواضح أن الجمهورية الإسلامية استبعدت فكرة إعادة التفاوض على الاتفاق النووى حتى قبل الانسحاب الأمريكي. 
وأشار أيوب فى مقاله إلى أنه المثل، لم تلق دعوة «ترامب» بتخلى إيران عن طموحاتها النووية آذانًا صاغية فى بعض دول الشرق الأوسط؛ حيث ساعد الوجود الإيرانى فى سوريا بالتوازى مع الدعم العسكرى الروسى فى سيطرة النظام على جميع أنحاء البلاد. وفى الوقت الذى قامت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بالقضاء على «داعش»، كانت إيران وروسيا مسئولة بشكل أساسى عن مساعدة الأسد بالصمود فى مواجهة الجماعات المتنافسة على السلطة. 
ملمحًا إلى أنه على الرغم من أن المصالح الروسية الإيرانية فى سوريا ليست متطابقة، وهناك تشكيك فى نوايا بعضهم البعض، ولكن الأهم أنها تسير بالتوازى مع ضرورة الحفاظ على بقاء النظام، ومع ذلك؛ فإن التزام طهران ببقاء النظام يختلف عن التزام موسكو. فمنذ عامين، وقبل أن يتحول الدعم العسكرى لصالح نظام الأسد بشكل تام، كانت موسكو تستعد لعزله من أجل الوصول إلى تسوية بين النظام والمعارضة. 
وتحدث المقال أيضًا أنه من ناحية أخرى، يعود التحالف الإيرانى مع سوريا إلى عام ١٩٨٠، عندما وقفت دمشق إلى جانب طهران ضد الرئيس العراقى الأسبق «صدام حسين» خلال الحرب العراقية الإيرانية التى استمرت لثمانى سنوات، مولت المملكة العربية السعودية ومشايخ الخليج العراق خلال الحرب، على خلفية خوفها من بغداد بالتوازى مع عدم رغبتها فى وصول تأثيرات الثورة الإسلامية إلى مواطنيها. كما دعمت كل من واشنطن، موسكو وباريس بغداد فى مقابل رجال الدين فى طهران. واختتم المقال، متحدثا عن أنه رغم الجهود الأمريكية الرامية إلى سعى روسيا لإقناع إيران بضرورة مغادرة سوريا غير مجدية. لقد أكدت روسيا لإسرائيل أن إيران ستحتفظ بقواتها على مسافة ٨٥ كيلو مترًا من الحدود الإسرائيلية؛ لأنها لا تريد حربًا فى الشرق الأوسط، ومن هنا، لا مجال لإجبار إيران على مغادرة سوريا أو حتى الحد من نفوذها السياسى والعسكري، وهذه هى الحقيقة التى يجب على واشنطن أن تتعايش معها، كما ينبغى أن يتم معالجة هذا العنصر فى استراتيجية واشنطن المستقبلية تجاه طهران؛ حيث إن مطاردة السراب لا تؤدى لسياسة خارجية ناجحة.