الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

معركة إدلب نموذج لصراع القوى العالمية.. موسكو تخطر واشنطن بقصف مناطق في سوريا توجد بها قوات أمريكية.. وتركيا تعارض.. وتحذيرات من نشوب حرب كونية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اهتمت الصحف الروسية بمعركة إدلب المقبلة، خاصة بعد القمة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية، والتصريحات المتتالية من الولايات المتحدة الأمريكية، محذرة من احتمال نشوب حرب بين القوات الروسية والأمريكية. 
يعد الجيش السورى مع الروس والإيرانيين لهجوم كبير على أدلب، لكن تركيا تقف ضد هذا، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية باللغة الروسية، مشيرا إلى القمة التى عقدت 7 سبتمبر الجارى، حيث اجتمع الرؤساء الثلاثة الإيرانى والروسى والتركى فى طهران لتحديد مصير منطقة إدلب السورية المتمردة.


وأشار الموقع إلى أن القوات السورية من الممكن ما بين عشية وضحاها تبدأ الهجوم على إدلب، آخر منطقة خارج سيطرة الحكومة السورية فى غرب الفرات، لكن توقع البعض أن أمام الهجوم على الأقل أسبوعين.
وأرجع بعض المراقبين سبب تأخر الهجوم إلى الموقف التركى المعارض للعملية العسكرية، فإدلب تقع إلى الشمال الغربى من سوريا على الحدود التركية، وتعتبر تركيا الضامن للأمن فى هذه المنطقة، من خلال اتفاقية بين إيران وروسيا وتركيا فى سبتمبر عام ٢٠١٧، وكانت ضمن أربع مناطق لخفض التصعيد، حيث كان من الممكن ترحيل المسلحين المناوئين للنظام السورى إليها، الثلاث مناطق الأخرى حررها النظام السورى وبقيت إدلب فقط التى يسيطر عليها أعداء الأسد منذ بداية الحرب الأهلية فى سوريا.
وتعترض دول الغرب أيضًا على الحل العسكرى فى إدلب، ويحذرون من كارثة إنسانية. ويتساءل الموقع ماذا تخشى تركيا؟ وأشار إلى تصريحات شاويش أوغلو، وزير الخارجية التركى، الذى قال إن الحل العسكرى سيؤدى إلى المغامرة من ناحية الأمن والحالة الإنسانية.
ومن هذا المنطلق تذهب تركيا إلى قمة طهران من أجل ألا تخرق الهدنة فى إدلب. وتخشى تركيا دخول موجات من اللاجئين إلى أراضيها، وهى لم تتعاف من الموجات السابقة، ويعيش على أراضيها حتى الآن ٣ ملايين لاجئ، كما أن تركيا قلقة على حلفائها من الجيش السورى الحر، الذى يحقق التوازن مع المقاتلين الأكراد فى شمال شرق سوريا، وسيكون على تركيا استعراض كافة إمكانياتها الدبلوماسية لإقناع الطرفين الآخرين بصحة موقفها.

وتناولت صحيفة «برافدا رو» المعركة القادمة فى إدلب والمخاوف التى يبديها الغرب من وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين، وقالت فوق إدلب تتكثف السحب فهى آخر معاقل الإرهابيين فى سوريا، والجميع ينتظر نهاية الحرب بعد هذه المعركة.
وأشارت الصحيفة إلى الطائرات المسيرة التى يطلقها الإرهابيون كثيرًا هذه الأيام فوق قاعدة حميميم الجوية الروسية، والتى يعتبرها الجانب الروسى نوعا من التدريب لوسائل الدفاع الجوى الروسية على اصطياد هذا النوع من الطائرات. وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الجوية الروسية قامت مؤخرًا بتدمير إحدى ورش تصنيع هذه الطائرات المسيرة فى إدلب.
وفيما يتعلق بمعركة إدلب القادمة، اعتبرت الصحيفة أن الأوضاع فى هذه المنطقة معلومة لكافة الأطراف المشاركة فى النزاع السورى، وأكدت أن الجميع يعلم أن الإرهابيين من كافة أنحاء سوريا ومن دول كثيرة قد تجمعوا فى إدلب من كافة المناطق السورية المحررة. ويدرك الجميع أن الخيارات محدودة وهى واحد من اثنين، إما الاستسلام وإلقاء السلاح أو سيدفنون جميعهم فى مقبرة جماعية.
وأكدت الصحيفة أيضًا أن مشاركة القوات البحرية الروسية ونظيرتها الأمريكية فى الصراع، يجعل احتمال الصدام بين روسيا والولايات المتحدة كبيرًا وقد يؤدى إلى حرب كونية، وتركيا من جانبها قلقة على الإرهابيين فى إدلب، وأوردت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية التركى، الذى نصح بأن العمليات العسكرية من الممكن أن يكون لها آثار كارثية، وأضاف الوزير أوغلو أن تركيا توافق على إخراج الإرهابيين من إدلب بحل دبلوماسى، وقال إن السوريين موافقون على ذلك إلى حد ما.
وأكدت أن القرار فى أيدى السلطات السورية، وهى التى تقرر كيف ومتى تحرر أراضيها. وإذا كانت تركيا ترغب فى أخذ قاطعى الرؤوس عندها فلتأخذهم إلى مناطقها السياحية على البحر المتوسط، ساخرة من الموقف التركى.

وأشارت الصحيفة كذلك على الموقف الأمريكى وأشارت إلى تصريح ترامب الذى قال فيه إن العالم كله سيغضب إذا بدأت إراقة الدماء فى إدلب، وعلقت على ذلك بقولها: كان الأولى به أن يغضب عندما طارت رؤوس الناس وعندما أخذوا النساء كعبيد لممارسة الجنس. 
وكنوع من التهديد بأن الحكومة السورية قد تستخدم أسلحة كيماوية أشارت الصحيفة إلى تصريح لوزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، قال فيه إن بلاده ليس لديها معلومات عن أن المقاتلين فى إدلب لديهم أسلحة كيميائية، وكأنه حسب الصحيفة يريد أن يلصق التهمة مبكرًا بالقوات السورية الحكومية ليجد مبررا لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا.

ومن جانبها، أبرزت صحيفة «أرجومنتى إفاكتى» تصريحات نيكى هيلة، مندوب الولايات المتحدة فى مجلس الأمن، والذى قالت فيه «كذب السوريين والروس يظهر فقط ذنب الأسد، وأن الولايات المتحدة لن تتوقف عن الضغط على هذا الكذب».
وأكدت المندوبة الأمريكية «أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الشعب السورى!»، وكان المندوب الروسى فى الأمم المتحدة، فاسيلى نيبينزا، قد طالب الولايات المتحدة فى وقت سابق بالإعلان عن الأهداف التى من الممكن أن تكون عرضة للقصف الأمريكى فى سوريا.
من ناحية أخرى، تشير أنباء نقلتها وسائل الإعلام عن محطة «رين تى فى» التليفزيونية، أن روسيا أخطرت الولايات المتحدة بأنها من الممكن أن تقصف مناطق فى سوريا توجد بها قوات أمريكية إذا اكتشفت روسيا فيها وجودا لإرهابيين، وقالت القناة إن روسيا أخطرت واشنطن مرتين خلال الأسابيع الأخيرة عن أن قواتها والقوات السورية على استعداد لقصف تلك المناطق التى يتمركز فيها العشرات من القوات الأمريكية، وأعلن الجانب الروسى أن المناطق التى توجد بها القوات الأمريكية يوجد بها إرهابيون تحت حماية هذه القوات. وفى الولايات المتحدة بدأوا يأخذون حذرهم من أن توجه روسيا ضربات مما يعرض القوات للخطر.