السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تقديس الأشخاص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقديس الأشخاص هو بالحق شعور لا ينبع إلا من معدومى الثقة بالنفس، ممن يرون الأشخاص الناجحون على أنهم أساطير فيريدون البقاء بجانبهم ويظنون بأنهم كلما تقربوا من هؤلاء الناجحين، علا شأنهم هم! كلما جلست مع شخص ناجح، أخذت جزءًا من نجاحه فسأقول للناس إننى جلست معه وهذا هو الشئ الوحيد الذى استطعت تحقيقه فى مسودة أهدافى، فأنا إنسان تافه لا أحارب لكى أصل إلى مكانة شخص أحترمه فيما أبرع فيه أنا عنه، بل أكتفى فقط بأن أكون فى الدائرة المحيطة به فلا أكون إلا عددًا مكملًا لعشرات يلتفون حوله ويريدون التقرب له، وهو حتى لا يعرف اسم أحد منهم ولا يأبه بهم سوى لإثبات مدى نجاحه لذاته فيصبح كل من حوله فى حقيقة الأمر متجاهلين، ولكنى لا أهتم فأنا فى قمة سعادتى لاستطاعتى أن آخذ صورة معه، سأريها لأصدقائى وأحدثهم عن نجاحى الباهر فى الوصول إلى رجل ناجح حتى ولو كنت بالنسبة له مجرد خيال!
إذا كان لكل إنسان فى هذه الحياة هدف يريد حقًا تحقيقه، حتى وإن لم يصل إليه بعد، فهو بالتأكيد سيجد نفسه فوق الجميع، ليس غرورًا ولكن ثقة بأن من فعلها ليس بأفضل منه فى شئ، هو بالتأكيد يكبره عمرًا، أو على الأقل يزيد عنه خبرة وتجارب وأحيانًا ما يفرق بينهم ليس إلا فرص لم تتح له حتى الآن ولكنها ستأتى إذا حقًا استحقها، فى النهاية هى أشياء لم تنزل عليه من السماء، فأى إنسان آخر قادر على الوصول لنفس الدرجة إذا آمن بنفسه وكانت لديه الإرادة الكافية ليصل لما يريد أن يكون. فلا تقف مكانك تنظر لمن حولك، تعلم منهم كيف كانوا وأضف عليها أسلوبك الخاص وكن. فإذا حقًا أعجبتك الدائرة كن فى وسطها.
النجاح شئ ينبع من داخل كل شخص منا، فهو شيء لا يأتى بالصدفة ولكن نصنعه نحن لأنفسنا، ننحته من صخور العواقب التى تحوم حولنا أيًا كان نوعها فكل منا لديه ما يشعره أحيانًا بأنه لا يستطيع النهوض ولكنه لا يعلم أن محاولة الوقوف فى حد ذاتها نجاح ونقطة التحول تكون عندما يقول الإنسان لنفسه بصوت عالٍ وإيمان «أنا أستطيع».
كثيرًا ما يشعرنا من حولنا بالفشل، كثيرًا ما يقلل منا أقرب الناس إلينا، وكثيرًا ما نقف بين أناس يتفاخرون بأعمالهم ولا نجد ما نقوله عن أنفسنا... بإمكاننا أن نبكى وبإمكاننا أن نقول: إننا فاشلون، ولكن ليس بإمكاننا الاستسلام لمثل هذه المشاعر، فهى ليست فقط مؤلمة ولكنها قد تضيع مستقبل شخص كان من الممكن أن يضيف شيئًا للبشرية... نعم، هذا الشخص من الممكن أن يكون أنت!
نحن لم نخلق عبثًا بل كل واحد منا خلق لهدف، للبعض أن يتفق معه وللبعض أن يعارضه، ولكن الشئ الأساسى أننا خلقنا لإضافة شئ ما، فكن شخصًا نافعًا ليس فقط لتحقيق ذاتك بل لاحترامك كونك إنسانًا لا يفوقه أحد، من استطاع النجاح قبلك لا يستحق انبهارك لهذا القدر هو فقط وصل لما كان يحلم أن يكون، فلا تكن مجرد خيال يدعمه ويثبت نجاحه هو ويكون هذا كل دورك فى الحياة، بل اعمل على أن يومًا ما ستكون أنت من يريد أن يلتف حوله الجميع، ولكن يومئذٍ لا تتوقع أن يقدسك الآخرون.