السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أدباء العالم.. صفحات انتحار مأساوية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تفشت ظاهرة الانتحار في المجتمع المصري في الآونة الأخيرة والتي أثارت الكثير من الحسرة والألم بين أبناء المجتمع المصري، وإن لم تكن هذه الظاهرة وليدة اليوم، فقد شهد العالم الكثير من حالات الانتحار، كانت لمثقفين وكُتاب عظام، خطوا بأيديهم أعمالا أقل ما يُقال عنها أنها خلدها التاريخ، كما خلد أسمائهم، سواء في صفحات الإبداع الأدبي، أو في صفحات الانتحار المأساوية.
هؤلاء الكُتاب تملكهم اليأس وشعروا بالإحباط الشديد فقرروا أنهاء حياتهم فاختاروا الانتحار ليكن سبيلهم، هذا حالهم، لم يستطيعوا أن يواجهوا هذه الحياة بصعابها ومشقتها من وجهة نظرهم، لم يقدروا على انتظار المستقبل؛ ربما يكون أفضل من واقعهم، لذا قرروا التمرد على ذلك الواقع، ورفض هذا المستقبل بالانتحار.
"البوابة نيوز" تعرض بعض الملامح من حياة أبرز الُكتاب الذين أقدموا على الانتحار بمحض إرادتهم، لعل أبرزهم الكاتب الأمريكي الشهير أرنست هيمنجواي والروائية الإنجليزية فيرجينيا وولف، والشاعر اللبناني خليل حاوي وغيرهم ممن قرروا ألا يقل موتهم شهرة عن حياتهم.


أرنست هيمنجواي
يعتبر من أهم الكتاب والروائيين في العالم، ففي عام 1961، اختار الانتحار سبيلًا للهروب فقام بوضع رصاصة داخل رأسه بواسطة بندقيته التي عاشت معه أغلب فترات حياته، لأن ذاكرته بقيت قوية لعقود طويلة، تتذكر قصة حبه الأولى التي لم تكلّل بالنجاح، والتي رفضت فيها حبيبته الاقتران به لأنها كانت تكبره بتسع سنوات، لذلك لم يجد من حل لنسيان حبيبته "أجنيس فون كورفيسكي" سوى الانتحار.
وقد كتب همنجواي رسالة قبل انتحاره قائلًا "لم أعد أحتمل!! إنها تلاحقني ليل نهار، في عينيها الجميلتين نظرة عتابٍ مروعة، لم تكن خائفةً مني !! كم كنت نذلًا.. لكنني لم أكن أقصد أنتِ تعرفين أنني لم أكن أقصد.." تلك كانت آخر كلمات الراحل لامرأة لم يفلح في إخراجها من ذاكرته رغم تزوجه بعدها بأربع نساء، وتعددت الأقاويل حول إنه قتلها بعدما علم بخبر زواجها من غني إيطالي، وهناك من أشار إلى أنه التقى بها بعد زواجه، وبقي يراسلها كصديق.


فرجينيا وولف
تعد من أيقونات الأدب الحديث للقرن العشرين، ومن أشهر كتّاب الأدب الإنجليزي؛ اختارت أن تنتحر غرقًا بعد أن أثقلت جيوبها بالحجارة في نهر أوس، وكان آخر ما كتبت رسالة إلى زوجها تقول فيها" عزيزي، أنا على يقين بأنني سأجن، ولا أظن بأننا قادرون على الخوض في تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، كما لا أظن بأنني سأتعافى هذه المرة.. لقد بدأت أسمع أصواتا وفقدت قدرتي على التركيز، لذا، سأفعل ما أراه مناسبا، لقد أشعرتني بسعادة عظيمة ولا أظن أن أحدا قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الاثنين سويا، إلى أن حل بي هذا المرض الفظيع، لست قادرة على المقاومة بعد الآن وأعلم أنى أفسد حياتك ومن دوني ستحظى بحياة أفضل، أنا متأكدة من ذلك، أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد، لا أستطيع أن أقرأ، جل ما أريد قوله هو أنى أدين لك بسعادتي، لقد كنت جيدًا لي وصبورا علىّ، والجميع يعلم ذلك، لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذني فسيكون ذلك أنت، فقدت كل شيء عدا يقيني بأنك شخص جيد، لا أستطيع المضي في تخريب حياتك ولا أظن أن أحدا شعر بالسعادة كما شعرنا بها".


خليل حاوي 
شاعر لبناني، ولد عام1919 بمدينة الشوير بلبنان، ويعتبر حاوي من مجددي دماء الشعر العربي، قد ابتعد حاوي عن ارتياد الموضوعات الوصفية، والمعاني والصور المستهلكة في شعره، الطبيعة والأساطير والتنازع بين المادة والروح من أبرز موضوعاته، وصدر له العديد من الدواوين منها؛ "الناي والريح"، و"الرعد الجرح"، "من جحيم الكوميديا.
قام بإطلاق النار على نفسه ببندقية صيد من شرفة بيته المجاور للجامعة الأمريكية في بيروت عام 1982 وذلك بسبب اجتياح القوات الإسرائيلية العاصمة اللبنانية بيروت، كما رجحت معظم الصادر.


تاميكي هارا
شاعر ياباني، قام برمي نفسه تحت عجلات القطار في طوكيو عام 1905، وقبل انتحاره بعث عدة رسائل إلى أصدقائه، لكن الرسالة الأشهر هي التي كتبها قبل وفاة زوجته بيوم واحد، فقد كان تنبئه مخيفًا لما سوف يحصل، وقد قال فيها: "إذا ما خسرت ساداي يوما سأعيش من بعدها سنة واحدة فقط، لأكتب لها قصائد حزينة، ثم سأرحل طوعًا عن هذه الدنيا، فأي معنى لحياتي من دونهما".


كوستاس كاريوتاكيس
يعد واحدًا من أشهر شعراء اليونان، ولد في مدينة تريبوليس وقد حصل على جائزة في الشعر عام 1920، وأصدر مع صديق له في 1919 صحيفة أسبوعية، وقد أصدر في حياته ثلاث مجموعات شعرية منها؛ "ألم الإنسان والأشياء" عام 1919، ثم "نيبنثي" عام 1921، ويمكن القول إن مجموعتيه الأخيرتين تمثلان تعبيرًا صادقًا عن معاناته وهزيمته في مواجهة الحياة 1896. 
وفي عام1928 قام بإطلاق النار على نفسه تحت ظل شجرة وكان قد حاول في اليوم السابق الانتحار غرقًا لكنها كانت تجربة فاشلة لأنه كان يتقن السباحة، وقد كتب رسالة قبل الانتحار يقول فيها " لطالما كنت مصابًا بدوار الخطر، وها أنا أدفع الثمن عن جميع الذين على غراري، آمنوا بأن الحياة لعبة بلا جوهر".


فلاديمير ماياكوفسكي 
كاتب وشاعر من روسيا، بدأ كتابة المسرحيات والقصائد بعمر 15 عاما، وكانت من قصائده المشهورة "غيمة في سروال"، "الناي عامودًا فقيرًا"، وقد عمل منذ صغره في العمل السياسي ما جعله ملاحقًا من قبل الدولة مما تسبب في حبسه ثلاث مرات.
قام بإطلاق النار على نفسه بمسدسه في عام 1930 وكان قد كتب وصيته قبل انتحاره قائلًا "إلى الجميع، لا تتهموا أحدًا في موتى، ماما، أخواتي ورفاقي، سامحوني – هذه ليست الطريقة الصحيحة، ولكن لم يبق باليد حيلة".


كارل شويمان
كاتب من جنوب إفريقيا توفي في عمر 77عامًا، قد ولد يوم 26 أكتوبر 1939، وكانت معظم كتاباته باللغة الإفريقانية، وهي نوع من اللغة الهولندية المستخدمة في جنوب إفريقيا، ترجمت العديد من أعماله إلى اللغة الإنجليزية، وقد حصل على جائزة إفريكانز الأدبية المرموقة 3 مرات، كما كان واحدًا من بين اثنين فقط مُنحوا جائزة رئيس الدولة.
قام بالانتحار عن طريق الامتناع عن الطعام والشراب، وقد ترك رسالة قبل موته يقول فيها "قررت منذ سنوات إنهاء حياتي.. وقرار الانتحار شخصي وهو أمر لا أنصح أي أحد بالقيام به، بالنسبة لي أنا ممتن لقدرتي على اتخاذ وتنفيذ قرار الانتحار".


سيرجي يسنين
شاعر روسي، ولد في 3 أكتوبر 1895، ويعتبر من أشهر الشعراء الروسيين في القرن العشرين، عرف بأنه شاعر حساس ومتدين وقد لاقي الكثير من التضيق بسبب تدينه في ظل الثورة البلشفية.
وقام بشنق نفسه في غرفته بسبب ظروف الحياة الصعبة التي عاشها، وكان في اليوم السابق حاول قطع شرايين يديه في تجربة انتحار جاءت بالفشل، فكتب يومها آخر ما كتب بدمه "وداعًا وداعًا.. دعونا لا نحزن لا جديد في أن أموت الآن".