الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«لماذا غابت برامج التوعية الأسرية من شاشات التلفاز؟» خبراء نفس واجتماع يطالبون بزيادتها لمواجهة انتشار حوادث العنف.. ويؤكدون: القوى الناعمة تأثيرها قوي داخل المجتمع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنتشر برامج التوك شو عبر شاشات التلفاز، في حين تتقلص البرامج الخاصة بالأسرة وبالثقافة الموجهة لها، وهي الظاهرة الملحوظة التي تستدعي طرحها، في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة أحداث العنف الأسرية في مصر منذ ثورة 25 يناير، لتصل إلى جرائم وحشية خلال الفترة الأخيرة.


وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد هاني، استشاري الطب النفسي، إن هناك حاجة لوجود التوعية من الأهل للشباب والشابات المقبلين على الزواج بأن العلاقة يجب أن تكون قائمة على التواد والتراحم، مع ضرورة اجتياز المشاكل والتعامل معها بصورة مناسبة، مؤكدا أن قرار الطلاق أصبح يؤخذ بشكل سريع.
وتابع، أن الوصول إلى الملل والنفور بين الزوجين داخل الأسرة عموما أمر يؤثر عليها، ويجعل الأبناء هم الضحية في النهاية حيث يعيش الأطفال في جو خال من الترابط الأسري، وهذا كله بسبب غياب الوعي خلال فترة ما بعد الزواج، مشيرا إلى أن المشاكل الأسرية يمكن التغلب عليها بالتشاور.

قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، إن الإعلام التربوي ضرورة مجتمعية في ظل الكثير من المشاكل التي تلازم مجتمعاتنا والتي تنتج عن غياب التعليم وغياب دور القوى الناعمة في مصر والتي أصبحت فاسدة إلى حد كبير خلال الفترة الماضية، الأمر الذي ساهم في نقل أنماط سلوكية سيئة تحمل معها الكثير من الأخلاقيات المغايرة عن العادات والتقاليد المصرية الأصيلة.
ولفتت إلى ضرورة أن يكون هناك توجه لاستعادة الفن المصري الذي يثري الثقافة العامة عن المواطنين ويشجع فيهم القيم الإيجابية مع إنكار القيم والعادات السلبية، مؤكدة أن من أكثر ما يعمل على التأثير على سلوكيات المواطن المصري "الشاشة التليفزيونية"، وهو الأمر الذي يمكن استغلاله بعيدا عن العنف، مؤكدة ضرورة الاهتمام بالأسرة عبر شاشة التليفزيون من خلال تقديم المحتوى الذي يعزز أواصر الأسرة.
وبدوره، قال الدكتور محمد عبدالفتاح، أستاذ الطب النفسي، إن هناك الكثير من المحتوى التليفزيوني الذي لا أهمية منه بل ويعمل على الإضرار والتأثير على المواطنين كبرامج التوك شو التي تتناول السياسة فحسب، مما يؤدي إلى إصابة المواطنين بالمشاكل والاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب لا سيما مع حديث تلك البرامج عن المشاكل فحسب، مؤكدا أن الشاب حينما يرى أنه محاط بالمشاكل ولا يوجد لديه مستقبل ينتظره فمن الطبيعي أن يؤثر ذلك عليه نفسيا، حيث إن العائلة المصرية تحتاج إلى تأهيل فكري وثقافي وليس صراعات وعنف.

قال الدكتور رشاد عبداللطيف، أستاذ علم الاجتماع ونائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب سابقًا، إن تزايد حدة تلك الأحداث يعود إلى غياب التنشئة الاجتماعية السليمة، التي كانت الأساس في التربية خلال الفترة السابقة، إضافة إلى أن الرعاية والحب والتسامح من القيم التي اندثرت ولأجل ذلك تقع مثل تلك الحوادث، حيث إن "فاقد الشيء لا يعطيه"، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي يساهم في تشكيل الواقع والقيم الاجتماعية التي في المجتمع.