الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

محلل روسي: واشنطن تعتزم نقل قاعدة "أنجرليك" من تركيا لليونان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصاعد الخلاف خلال الفترة الماضية بين واشنطن وأنقرة بعد إثارة قضية القس الأمريكي أندرو برانسون، المحتجَز في تركيا بتهمة التعاون مع جماعة عبدالله جولن، المحظور في أنقرة، المتهم الرئيسي في الانقلاب المزعوم يوليو 2016.
ويسلط المحلل السياسي الروسي بوريس جيرليفسكي، الضوء على الخلاف بين أنقرة وواشطن والإجراءات التصعيدية التي تعتزم الولايات المتحدة اتخاذها ضد تركيا.
وبحسب مقالة لـ"جيرليفسكي" في صحيفة "فوينيه أوبزرينيه" بعنوان "اتحاد ضدّ تركيا بدلًا من وحدة شمال أطلسية"، فإن احتمالات نقل القواعد العسكرية الأمريكية "إنجرليك" من تركيا إلى اليونان، باتت مؤكدة.
وكانت اليونان، وفي ظلّ تصاعد التوتر مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، قد صدّقت، في أبريل الماضي، على اتفاق مع الولايات المتحدة لتحديث عشرات المقاتلات من طراز إف- 16، بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 1.2 مليار يورو.
ووفقًا للمقالة فإن زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد إلى أثينا، ومحادثاته مع نظيره اليوناني الأميرال إيفانغيلوس أبوستولاكيس، تدل على جدية واشنطن في تنويع بنيتها العسكرية المنشورة بشرق البحر الأبيض المتوسط، التي تسمح لها بالسيطرة، من بين أشياء أخرى، على الجزء الغربي من الشرق الأوسط.
وكما ذكرت "ريا نوفوستي"، أشار دانفورد، في معرض تعليقه على الاجتماع، إلى اهتمام الجانب اليوناني بتوسيع وصول القوات المسلحة الأميركية إلى قواعده.
أسباب اهتمام أثينا بالقواعد الأميركية واضحة، وهي بشكل رئيسي الصراع بين اليونان وتركيا المُستمر منذ عدّة سنوات. في هذه اللحظة لا ترى اليونان في تركيا حليفًا في الناتو، وإنما عدوّ الحرب معه مسألة وقت.
ويرى الخبير الروسي، في مقاله، أن أثينا، وفي بحثها عن حلفاء قادرين على مواجهة "التوسع التركي"، تسعى لتعزيز تعاونها العسكري مع قبرص وإسرائيل ومصر.
وفي ضوء ذلك تعتبر أثينا تعزيز الوجود العسكري الأميركي في اليونان بمثابة هدية من القدر، خاصة في ظل تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
وتبقى القضية الرئيسية مدى جدية النوايا الأميركية. فبعد كل شيء لا يمكن استبعاد أن يكون إعلان النية بتحويل القواعد على أراضي اليونان إلى مخفر في شرق البحر الأبيض المتوسط (الدور الذي تقوم تركيا حتى الآن بتنفيذه) مُجرّد محاولة للضغط على أنقرة لإجبارها على تقديم تنازلات.
لكن هل واشنطن مستعدة للمضي حتى النهاية، إذا لم ينجح هذا الابتزاز؟ ثمة تكاليف مالية ضخمة. فنقل القوات الجوية والبحرية الأميركية من تركيا إلى اليونان سيكون أمرًا لا رجعة عنه، بل سيعني أيضًا تجاوز نقطة اللاعودة في العلاقات مع تركيا.
إلى ذلك فهذه ليست المشكلة الوحيدة. فالولايات المتحدة، زعيمة الناتو، بوقوفها في الصراع بين الدولتين العضوين في الكتلة إلى جانب إحداهما، لا تفقد دور المحكّم فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى تفاقم هذا النزاع، الأمر الذي قد يثير ردود فعل متسلسلة. ونتيجة ذلك سيحل التحالف المناهض لتركيا محل حلف شمال الأطلسي.