السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ديفيد لورانس.. الباحث عن الإنسان

ديفيد لورانس
ديفيد لورانس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يُعّد الروائي ديفيد لورانس أحد أهم الأدباء البريطانيين في القرن العشرين، فهو ممن تعددت مجالات إبداعهم بين الروايات، القصص القصيرة، المسرحيات، القصائد الشعرية، وحتى الكتابات النقدية، انتقد بشدة سيطرة الحضارة الحديثة على الإنسان وانشغاله بالمادة في مقابل تجاهل قيمته كإنسان.
لورانس، والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء، حيث ولد في الحادي عشر من سبتمبر عام 1885، في قرية إيستوود بمقاطعة نوتنجهام بإنجلترا، وكان ابنًا لأسرة عاملة متوسطة الحال، كان أبوه من عمال المناجم، أما أمه فكانت على قدر من التعليم والثقافة، حيث عملت في التدريس لفترة قبل زواجها، لم تعُجبها حياة المناجم فدفعت بأبنائها إلى التعليم وقدمت كثيرا من التضحيات لأجل ذلك، حتى وصل بها الأمر إلى الانفصال عن والده، وقد استأثر ديفيد بحب والدته بعد وفاة أخيه الأكبر، فارتبط بها ارتباطا وثيقا أثر على حياته.
أحب لورانس فتاة رفضتها أمه، فأصبح ممُزقًا بين حبه لوالدته التي لاترغب في التنازل عنه، والفتاة الصغيرة التي أحبها ورغب في الزواج منها، وانتهت قصة حبه لصالح أمه، ولكنه تزوج في السادسة والعشرين من عمره بعد وفاة والدته من فتاة ألمانية تُدعى فريدا وتنقلا ما بين إيطاليا وألمانيا حتى بداية الحرب العالمية الأولى، وعاد إلى انجلترا التي لم يكن يُحبها بسبب عدم تقبل الناس لكتاباته، وعدم فهمهم لها.
بدأ لورانس حياته الأدبية بكتابة الشعر والقصة القصيرة، أما روايته الأولى فكانت "الطاووس الأبيض" ثم توالت أعماله الروائية وكان أول عمل روائي كبير يقدمه هو "أبناء وعشاق"، والذي تسربت إليه العديد من مشاهد حياته الشخصية، مثل خلافات أمه وأبيه، وكان شاعرا وكاتبا مسرحيا وناقدًا من الطراز الأول، وترك ثلاث مجلدات شعرية، وخمس مسرحيات، ومايملأ مجلدًا كبيرًا في النقد الأدبي، وله عشر روايات طويلة، وسبع روايات قصيرة أهمها "عروس الضابط"، و"الضابط البروسي".
كتب لورانس في أدب الرحلات كثيرًا، وترجم أعمالا عديدة من الفرنسية إلى الإنجليزية، وكان التأثير السلبي للحضارة الحديثة على الجوانب الإنسانية للحياة، وتجريد هذه الحياة من البُعد الإنساني هو محور أغلب أعماله، بينما يرى بعض النُقّاد أن لورانس أسرف في سوداويته، وكذلك في المشاهد الجنسية الفجة لتوصيل أفكاره، وكانت آخر أعماله هي "عشيق الليدي تشاترلي" عام 1928، والتي أثارت ضجة كبيرة لجرأتها في تصوير العلاقات الجنسية ولم يتم نشرها كاملة إلا مع بداية الستينيات.
استمر لورانس بالكتابة حتى أواخر أيام حياته بالرغم مما كان يعانيه من مرض وآلام، حتى توفيَّ في الثاني من مارس عام 1930.