الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء سياسيون: «11 سبتمبر» عززت صعود «اليمين المتطرف» و«اللوبي الصهيوني» لقيادة الولايات المتحدة.. آثار الهجمات امتدت للعالم العربي.. ومصطلح «الحرب على الإرهاب» دمر الكثير من الدول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الخبراء السياسيين، إن أحداث 11 سبتمبر، عززت صعود اليمين المتطرف واللوبى الصهيونى لقيادة الولايات المتحدة، مؤكدين أن آثار الهجمات امتدت للعالم العربى، وأن مصطلح «الحرب على الإرهاب» دمر الكثير من الدول.


قال الدكتور محمد محيى الدين، الخبير السياسي، إنه بغض النظر عن الروايات المتضاربة عن المدبر الحقيقى لهجمات 11 سبتمبر، إلا أنه تسبب فى تصاعد وجود اليمين الأمريكى المتطرف وليس المحافظ، مما زاد من قوة «اللوبى الصهيونى الأمريكي» فى أكثر من مكان طالته هذه الهجمات، لافتًا إلى أن هذه الأحداث أدت إلى انخفاض أسهم «العلاقات الأمريكية الإسلامية» عن المستوى الفكرى والدينى أيضًا.
وتابع محيى الدين، أن الأثر المباشر لهذه الأحداث، أنها أدت إلى تدمير دولة كبيرة عربية «العراق» عن بكرة أبيها، وكذلك دولة أفغانستان، مشيرًا إلى أن التأثير المباشر لتدمير هذه الدول، نتج عنه ظهور المزيد من الجماعات الإرهابية مثل «داعش» وغيرها، فضلًا عن عدم وجود استقرار فى المنطقة العربية.
بقوله: «أحداث 11 سبتمبر أعطت فرصة العمر لليمين والعنصريين المتطرفين، أن يكونوا متواجدين بقوة على الساحة، حتى أن كثيرا من المعتدلين تراجعوا عن أفكارهم، خاصةً فى ظل وجود قيادات سياسية داخل الدول الإسلامية والعربية من المفترض أن تكون معتدلة ولكنها للأسف الشديد لم تستطع أن تدافع عن الإسلام أو تدافع عن أن ارتكاب هذه الحماقات ليست من الإسلام فى شىء».
وأضاف، أن هذه الدول وتراجع موقفها، ساعد أمريكا فى تنفيذ مخططاتها لتدمير أفغانستان، موضحًا أن استخدام أمريكا مصطلح «الحرب على الإرهاب» بعد هذه الهجمات تم استخدامه بشكل سيئ واستغلاله فى تدمير العراق وأفغانستان ثم بعدها ضرب «اليمن» لفترات طويلة أثناء حربها على تنظيم «القاعدة»، مما نتج عنها موجة من التطرف المضاد فى الدول العربية والإسلامية مما أدى إلى أنه بدلًا من ضرب تنظيم «القاعدة» كفكرة تم ضربها بالسلاح، وبالتالى نشأت أجيال جديدة من الإرهابيين والجماعات التكفيرية وغيرها من التنظيمات التى ما زال اسمها يتردد فى الوقت الحالي.
ولفت إلى أن الحرب على الإرهاب الحقيقية تكون مقاومة الفكر بالفكر، وبالقضاء على دوافع الإرهاب مثل الفقر والبطالة والمرض والجهل، ولكن الحرب على الإرهاب بالسلاح ينتج عنه توليد أجيال جديدة أكثر تطرفًا وإرهابًا وعنفًا من السابقين، مضيفًا أن العالم الإسلامى والعربى دائمًا ما يتحمل نتاج هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة والظواهر السلبية للحروب التى تقوم بها الدول الغربية، دون تحمل أى آثار إيجابية على الإطلاق من القضايا والمواقف العامة الدولية.
وأن أمريكا تظل المستفيد الوحيد فى كل الأحوال، وتمتص دماء العرب والمسلمين وثرواتهم، ولكن من يتحمل الفاتورة كاملة اقتصاديًا وسياسيًا وفكريًا وكل الأضرار هم العرب وحدهم، متمنيًا أن تقوم الدول العربية والإسلامية بوضع تعريف محدد للإرهاب وأدوات الحرب عليه، ووضع استراتيجية واضحة فى التعامل مع الدول الكبرى فى مثل هذه الأمور، حتى لا يكونوا أداة فى أيدى الدول الكبرى ينتج عنها استباحات بدلًا أن يكون العرب جزءا من حل المشاكل الإقليمية إلى أن يكونوا جزءا من إخراج أجيال أخرى من العنف والتكفريين.

بينما قال السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أهم نتائج أحداث 11 سبتمبر أنها أعطت للولايات المتحدة الأمريكية اتجاها إلى اليمين أكثر، وتم تعميقه بشكل كبير أكثر مما كان عليه قبل هذه الأحداث، موضحًا أنه لسوء الحظ كان موجودا فى أمريكا أثناء أحداث 11 سبتمبر «جورج بوش» الابن، والذى كان له «ثأر شخصي» لدى العراق، وبالتالى انتهز الفرصة لضرب العراق بعد هذه الأحداث وقام باحتلاله، معلنًا هذا الأمر وأن الرئيس العراقى «صدام حسين» كان يريد قتل والده «جورج بوش» الأب، وهذا الأمر كان مثبت بالفعل عندما توجه «صدام حسين» لزيارة الكويت عقب تحريرها.
وأوضح الصفتي، فى تصريح لـ«البوابة»، أن دخول أمريكا للعراق أدى إلى تدميره تدميرا شاملا، حيث إنهم فى بداية دخولهم للعراق لم يريدوا التخلص من «صدام حسين» فقط بل يريدون التنكيل بدولة العراق، مضيفًا أنهم أزالوا كل السلطات العراقية، وألغوا الشرطة والجيش وحزب البعث، وكانت هذه السلطات هى الأساسية المتمكنة فى العراق، وحولوا الدولة إلى طائفية، ووضعوا لها دستورا طائفيا يوزع المناصب الكبرى بين الطوائف المختلفة فى العراق، ولم تكن آثار هجمات 11 سبتمبر فى العراق أو أفغانستان فقط، ولكنها امتدت للعالم أجمع.
وأشار إلى أن أمريكا هى الدولة الأولى فى العالم، وبالتالى عندما يكون بها اتجاه متعمق ناحية اليمين يمتد التأثير للعالم كله بشكل كبير جدًا، وبالتالى بدأ تأثير الاتجاه اليمينى فى العالم يتوغل وينتشر، لافتًا إلى أنه من حسن الحظ فى الولايات المتحدة الأمريكية أن رئيسها الحالى «دونالد ترامب» شديد اليمينية وفى الوقت ذاته شديد «الحماقة»، مما سيجعل الأمريكان أنفسهم يكرهون الاتجاه اليميني، متوقعًا حدوث انقلاب فى أمريكا، من الاتجاه اليمينى العنيف إلى الاتجاه الوسطي، وهذا بسبب الرئيس الأمريكى الحالي.
وأكد، أنه لا يمكن كان يُنتخب الرئيس الأمريكى «ترامب» لو لم تكن الولايات المتحدة اتجهت إلى اليمين المتشدد، ابتداء من أحداث 11 سبتمبر، ولكنه لن يستمر كثيرًا حتى الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الشعب الأمريكى بدأ يستيقظ من الاتجاه اليمينى المتشدد، لما وجدوه من مساوئ كثيرة، ويخسر أشياء عدة، أهمها «قيادة العالم»، والتى تتقاضى عليه الولايات المتحدة أشياء كثيرة جدًا نتيجة بسط نفوذها وقواعدها وقوانينها على العالم أجمع، وتجعله يسير كما تريد أمريكا من ناحية الاقتصاد والسياسة والقوانين والفن أيضًا.