الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المهدئات ومضادات الاكتئاب بين التغلب على ضغوط الحياة والاتجاه لسلوك إجرامي.. صيدلي: الكلوزارين يؤثر على النشاطات العقلية للجسم.. فرويز: الأخطر تناولها مع المخدرات

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يلجأ الكثير من الناس، مع زيادة ضغوظ الحياة اليومية، إلى المهدئات والمسكنات ومضادات الاكتئاب، كأسهل الحلول، للتغلب على الأرق والتوتر أو لتقليل بعض الآلام الشديدة المصاحبة لأمراض، نفسية كانت أو عضوية، ناتجة عن الضغوط النفسية والعصبية المتزايدة بفعل المتطلبات والمسئوليات الكثيرة. لكن في المُقابل؛ قد ينجم عن استخدام تلك العقاقير، خاصة بطريقة عشوائية، إلى أضرار صحية ونفسية كارثية في مقدمتها؛ الإدمان أو ربما الاتجاه لسلوك إجرامي.

تحقيقات نيابة مركز بنها، كشفت الأحد، عن مفاجآت جديدة في قضية العثور على أب وأبنائه الأربعة في حالة تحلل بمسكنهم بقرية الرملة في بنها، محافظة القليوبية، على رأسها؛ أن الأب كان يعاني من اضطراب نفسىي وتردد على المستشفى النفسية لصرف الأدوية المهدئة بشكل رسمي عن طريق روشتات طبية.
كان مدير أمن القليوبية، تلقى بلاغًا، قبل عدة أيام، من الأهالى بانبعاث رائحة كريهة من أحد العقارات بمنطقة المعهد الدينى بقرية الرملة، وبالفحص تبين العثور على جثة "محمد أ ع"، 38 سنة عامل بمطعم فول وأبنائه "يوسف" 15 عاما، و"عمرو" 12 عاما، و"سماح" 8 أعوام، و"سما" 3 سنوات، فى حالة تعفن وتم نقل الجثث للمشرحة.
وكانت والدة الضحايا، طلبت شهادة أحد العمال بالمستشفى النفسية، الذي أكد أمام النيابة حصول الأب على 15 شريطًا مهدئا من نوع "الكلوزارين" قبل الواقعة بأيام قليلة. مُضيفًا أن الشريط الواحد من هذا يجعل الإنسان في حالة لا شعور بأي عضو من جسده، كما أن والدة الأطفال، كانت تأتي إليه لتأخذ الأشرطة المهدئة لزوجها دون مقابل.
ويُعد "الكلوزارين" نوعا من الأدوية المهدئة والمنومة القوية التي تُستخدم في علاج حالات انفصام الشخصية المستعصية، كما يُساعد على تقليل خطر السلوك الانتحاري في مرضى انفصام الشخصية أو الاضطرابات النفسية المشابهة. وتتمثل أعراضه الجانبية في؛ خسارة المياه من الجسم، ويؤثر أيضًا على النشاطات الجسدية والعقلية للجسم.

يقول وليد منصور، صيدلي، إن عقار الكلوزارين يستخدم في علاج حالات انفصام الشخصية التي لم تستجب لأنواع أخرى من العلاج، ويُستخدم أيضًا في علاج حالات الذهان الناتجة عن زيادة إفراز الدوبامين التي تتفاعل في الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما في ذلك الانتباه والتوجيه وتحريك الجسم.
وأضاف منصور، أن تناول الكلوزارين بكميات كبيرة وعلى فترات طويلة ينتج عنه اكتئاب بجانب الخمول والتشنجات الشديدة في الجسم فضلًا عن أنه يتسبب في جفاف الجسم وتشنجات عضلية تصل حد الوفاة في حالة عدم وجود طوارئ.

وأوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن استخدام المهدئات والمسكنات ومضادات الاكتئاب القديمة تؤدي إلى أضرار صحية ونفسية مضاعفة تصل حد سلك سلوك إجرامي. مُضيفًا: "لكن في حالة استخدام عقاقير مهدئة والأنواع الجديدة من المسكنات فلن يكون لها نفس التأثير كالأنواع القديمة، لأن التركيبات والتسجيلات الجديدة لهذه العقاقير تتلاشى الآثار الجانبية، فتناول التربتزول وسيبرالكس مثلًا بكمية أكبر تجعل المريض مائلًا للنوم كما لو كان شخصًا مغمى عليه".
وتابع فرويز، أن استخدام الأدوية المهدئة والمسكنات ومضادات الاكتئاب، بأنواعها المختلفة، بمفردها قد تتسبب في اضطراب في الوعي للمريض لكن ما يجعله يسلك طريقًا إجراميًا هو استخدامها ثم تعاطي أنواع مخدرات أُخرى معها كالأبتريل والترامادول، حيث تجعله في حالة من اللاوعي لما يقوم به. منوهًا بأنه لا يجب على الإطلاق تناول مهدئات وأدوية نفسية دون وجود مراقبة طبية مستمرة مع طبيب مُتخصص.