رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات الكارثة «11 سبتمبر» في الكتب الغربية

حكايات الكارثة «11
حكايات الكارثة «11 سبتمبر»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت هجمات ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١، كصفعة مدوية للغطرسة الأمريكية على أشهر بقعة فى أراضيها، ففى صباح ذلك الثلاثاء الحزين، نفذ ١٩ متطرفًا ينتمون إلى تنظيم القاعدة، هجمات واسعة النطاق استعملوا فيها طائرات مدنية مختطفة؛ وكان منفذوا العملية فى أربع مجموعات ضمت كل مجموعة منها متدربًا تلقى دروسًا فى معاهد الملاحة الجوية الأمريكية.
وكانت الهجمة الأولى حوالى الساعة ٨:٤٦ صباحًا بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالى من مركز التجارة العالمي، وبعدها بربع الساعة، أى فى حوالى الساعة ٩:٠٣، اصطدمت طائرة أخرى بمبنى البرج الجنوبي؛ وبعد ما يزيد على نصف الساعة اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، بينما كان من المفترض أن تصطدم الطائرة الرابعة بالبيت الأبيض، لكنها تحطمت قبل وصولها للهدف.
وسقط نتيجة لهذه الأحداث ٢٩٧٣ ضحية و٢٤ مفقودًا، إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
وكانت الكارثة أفظع من أن يتم احتواؤها، بعدما شاهد العالم هيبة الدولة الأقوى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وهى تتحطم مع ركام البرجين؛ هكذا خرجت عشرات الكتب فى وقت قصير تُهاجم المسئولين الأمنيين فى البلاد، بينما نجد الآن، وبعد سبعة عشر عامًا، عدد هذه الكتب وقد صار بالمئات.
كانت ردود الأفعال حول العالم تُعانى من الارتباك، ففى ألمانيا، قال البروفيسور أوجست براديتو، الأستاذ بجامعة العلوم العسكرية الألمانية، فى مقابلة أجرتها معه صحيفة «دى فيلت» اليومية: إن عملية بحجم ما وقع يوم ١١ سبتمبر تحتاج على الأقل سنة كاملة من التحضيرات التى لم يكن لها أن تُدبّر آنيًّا من على متن الطائرات؛ فيما قال الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فى مقابلة له مع شبكة CNN الأمريكية بعد أيام من الهجمات، إنه كان طيارًا محترفًا وقاد كل أنواع الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن، وبصفته ضابطًا سابقًا فى سلاح الجو، فإنه يؤمن بأن أولئك الذين قادوا الطائرات ونفذوا الهجمات كانوا على مستوى عالٍ من الخبرة، حسب قوله، مؤكدًا أنهم لم يكونوا على علم فقط بالمنطقة التى تقع فيها أهدافهم، بل لا بد وأنهم قد حلّقوا فى سماء تلك المنطقة من قبل مرات عدة.
أما فى الولايات المتحدة، فقد جاء فى خطاب الدكتور بول كريج روبرتز، مساعد وزير المالية الأسبق، إن الكثيرين من المفكرين الأمريكيين يعتقدون أن أحداث ١١ سبتمبر تسبب بها المحافظون الجدد لإعطائهم الحجة كما حصل فى بيرل هاربر والتى جاء فى أدبياتهم أنهم بحاجة إلى مثلها للبدء بحروبهم للهيمنة على الشرق الأوسط.
وتنوعت الكتب المنشورة ما بين نظرية المؤامرة ونظريات التواطؤ والاتهامات البشعة للعالم الإسلامي، لكنها جميعًا انتقدت الأداء الأمنى والاستخباراتى للولايات المتحدة، لأن من نفذوا هذه الهجمات الإرهابية عاشوا لشهور داخل الحدود الأمريكية، بل وكانت المعاهد الأمريكية المتخصصة فى الطيران هى سبيل وصولهم لاختطاف تلك الطائرات التجارية التى نفذوا الهجمات بواسطتها.