السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

خبراء: سياسات أمريكا أدت إلى «تغول» الإرهاب

عبد الشكور عامر
عبد الشكور عامر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال عبد الشكور عامر، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن أمريكا لم تنجح فى الحد من الإرهاب، بل ساهمت إجراءاتها فى زيادة العنف والتطرف.
وأضاف، أن غزو أمريكا وحلفائها لأفغانستان كان بمثابة صدمة للمسلمين، وأجج مشاعر الكراهية ضدها، وكان حافزا للجماعات المتشددة والمتطرفة لاستهداف أمريكا ومصالحها بالشرق الأوسط واتخاذ ذلك ذريعة للخروج على سلطة الأنظمة الحاكمة فى العالمين العربى والإسلامى بحجة ولاء تلك الأنظمة لـ«الشيطان الأكبر»، على حد زعم تلك الجماعات.
وتابع أن الدروس المستفادة من أحداث سبتمبر، أن بعض أعمال العنف ليس مبررا لاحتلال الدول وظلم الشعوب واضطهادهم بحجة محاربة الإرهاب، وأن مواجهة الإرهاب لا بد أن تخضع لضوابط ومواثيق القانون الدولى، وليس هوى القوى الاستعمارية، وعدم المتاجرة بالشعارات الدينية والطائفية كما رأينا وسمعنا على لسان جورج بوش الابن، حين وصف الحرب على الإرهاب بالحرب المقدسة.
واستطرد: «تنظيم القاعدة لم يتراجع بعد احتلال أفغانستان، ولكنه تطور لتنظيم أشد خطورة وعنفا، وكانت نتيجة تطوره، ظهور تنظيمات انشقت عنه، ما أدى لظهور أخطر تنظيم فى القرن الواحد وعشرين وهو تنظيم داعش الإرهابى».
وأشار عامر إلى أن الحروب التى شنتها أمريكا واحتلالها بعض الدول الإسلامية والعربية لم تؤد إلى حالة مرضية من الأمن والاستقرار، بل جلبت المزيد من العنف والكراهية لها ولحلفائها بالمنطقة العربية والشرق الأوسط بسبب سياساتها الخاطئة فى التعاطى مع الإرهاب واحتلالها للعراق، ما جعلها تدفع ثمنا باهظا فى الأموال والأرواح.
وبدروه، قال أسامة الهتيمي، الباحث فى شئون الحركات الاسلامية، إن إجراءات أمريكا بعد أحداث سبتمبر جاءت بنتائج سلبية، إذ أدت إلى تغول الإرهاب وتنظيماته ووسعت من بؤر الإرهاب على نطاق جغرافى واسع، ومنح الغزو الأمريكى لكل من أفغانستان ٢٠٠١ والعراق ٢٠٠٣ مصداقية للذرائع والمبررات التى على أساسها كانت تستقطب الجماعات المتشددة عناصر جديدة..
وأضاف، أن الدروس المستفادة من أحداث سبتمبر، ومن خلال النقاشات التى أعقبت هذه الأحداث، صاغ العديد من العقلاء الأمريكيين وغير الأمريكيين حزمة من السياسات التى يجب على أمريكا أن تستفيد منها، منها أن تكون أكثر عدلا فى التعاطى مع المشكلات فى الشرق الأوسط، والتى يعتبرها الكثيرون القضية المركزية، وهى قضية فلسطين وأن تلتزم أمريكا بالقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة بشأن هذه القضية.لكن أمريكا لم تتعاط بجدية مع هذه التوصيات، بل على العكس تماما فقد سارت فى طريقها إلى نهايته، وهو الأمر الذى جر العالم كله إلى الويلات التى يعانى منها الآن وحالة الصراع التى ما أن هدأت فى مكان حتى تجددت فى مكان آخر.
وتابع «الهتيمي» أنه على المستوى التنظيمى والقدرات، ضعف تنظيم القاعدة عما كان عليه قبل أحداث ١١ سبتمبر وما بعدها بقليل فقد تعرض للعديد من الضربات الموجعة، غير أن أمريكا وبكل ما قامت به لم تستطع القضاء نهائيا على التنظيم، بل إنها اعتبرت مثلا استهدافها لزعيم التنظيم ومؤسسه أسامة بن لادن فى أحد مخابئه بباكستان انتصارا، فيما بقى العقل المدبر والقائد التنظيمى يمارس عمله ويتابع تحركات التنظيم وهو أيمن الظواهرى وهو ما يعكس إلى أى مدى فشلت أمريكا فى استئصال هذا التنظيم.
وأشار إلى أن التنظيم ينشط حاليا فى العديد من الدول أولها بالطبع أفغانستان التى يوجد فيها مقر القيادة، كما يوجد فى اليمن، وفى بعض دول أفريقيا كمالي، فضلا عن سوريا وخلايا تابعة له ببعض الدول الأوروبية والآسيوية. وتابع « أن وجود داعش وما سيتم إفرازه من تنظيمات جديدة ربما سيكون أشد قسوة فى الفترة المقبلة ليس إلا ردة فعل على كل السياسات الأمريكية التى تمارسها فى المنطقة».
وأوضح أن حروب أمريكا لم تجعلها أكثر أمنا بل ربما أجلت وقوع الخطر لبعض الوقت، وهو ما تدركه الإدارة الأمريكية التى تحاول جاهدة أن تبعد هذا الخطر قدر الإمكان، وذلك بالعمل على استمرار الصراعات فى الشرق الأوسط واستنزاف القدرات وهو بالطبع خطأ جسيم، ذلك أنهم يتجاهلون أو يتناسون أن التعاطى مع السياسات الأمريكية فى المنطقة لا ينحصر على المتواجدين على أرض المنطقة فحسب، بل يمتد إلى أرجاء وأنحاء العالم كله.
وأشار إلى أن القاعدة ظلت ولفترة طويلة تخطط لهجمات سبتمبر، وقد نجحت فى استقطاب عناصر كثيرة ممن قاموا على تنفيذها ولا يخضعون للرقابة والمتابعة من قبل الأجهزة الأمنية الأمريكية، أى أنهم كانوا خارج دائرة الشبهات وهو ما يسر عليهم تنفيذ العملية، وبالطبع ساهم فى ذلك أن أجواء الحرية فى أمريكا كانت أفضل بكثير مما عليه الآن وهى الأجواء التى برغم كونها ميزة، إلا أنها كانت الثغرة التى نجح من خلالها منفذو الهجمات.
ومن جانبه، قال أحمد العنانى، محلل سياسى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن إجراءات أمريكا نجحت نسبيا داخل الولايات المتحدة بوضع ضوابط لدخول أراضيها، أما بالنسبة الشرق الأوسط، فهناك اختلاف وتباين فى الرؤى فى تفسيرها للإرهاب. مضيفا أن الدروس المستفادة من ١١ سبتمبر، عدم التدخل الأمريكى فى شئون الدول ودعم بعض المنظمات داخلها. وتابع « فيما يخص تنظيم القاعدة، اظن أنه تراجع خاصة فى سوريا والعرق لتبقى محافظة إدلب فى شمال سوريا، آخر معقل للتنظيمات الإرهابية بما فيها القاعدة والنصرة وداعش».