الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المؤامرة على المنطقة العربية في "عاصفة الخريف – ليبيا 11"

كتاب عاصفة الخريف
كتاب "عاصفة الخريف – ليبيا 11"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد كتاب "عاصفة الخريف – ليبيا 11"، للباحث محمد أبو راس الشريف، والصادر في يوليو الماضي 2018، عن المركز الديمقراطي العربي ببرلين، ألمانيا، محاولة جادة للبحث عن خيوط المؤامرة تاريخيًا على ليبيا وعلى المنطقة العربية والإسلامية بمعلومات أكثر تفصيلًا، حيث يتناول الباحث هذه المؤامرة من خلال علاقة الرقم 11 بليبيا وتصادفه مع أهم الأحداث في القرن العشرين والواحد والعشرين.
فالرقم 11 لم يكن رقم عاديًا لدى أغلب الليبيين فهذا الرقم كان من أسوأ الأرقام التاريخية أو المؤرخة بعد انتهاء عصر الإمبراطوريات الدينية واستبدالها بالاستعمارية قبل تكوين الدولة الوطنية في منتصف القرن العشرين، فقد اقترن هذا الرقم في ذهن الليبيين باحتلال ايطاليا الفاشية وتخلي الإمبراطورية العثمانية عن ليبيا.. وبدأت إيطاليا خطتها الاستعمارية بإرسال بعثة علمية أثرية إلى طرابلس سنة 1910م برئاسة الكونت "سفورزا" تحت ستار البحث عن معدن الفوسفات، وإجراء حفريات أثرية، ولكنها في الحقيقة كانت تقوم بمسح الأراضي الليبية، وعمل خرائط دقيقة لها تمهيدًا للعمليات العسكرية المرتقبة
وفي 29 من سبتمبر 1911م وجهت الحكومة الإيطالية إنذارًا بالحرب إلى الدولة العثمانية. وفي اليوم التالي كان أسطولها قد وصل إلى قبالة السواحل الليبية أمام طرابلس؛ فحاصرها لمدة ثلاثة أيام، ثم قصفها بعنف حتى سقطت في يد الإيطاليين في صباح 4 من أكتوبر 1911م، دارت معركة بين المجاهدين -الذين تمركزوا في بومليانة- وبين الإيطاليين -الذين صمموا على إجهاض المقاومة والقضاء على المجاهدين بدعوى ان الإيطاليين جاءوا لتحرير ليبيا من الحكم العثماني وكانت ايطاليا تقوم بالإنزال البحري على الشواطئ الليبية والقصف وفى (15 من نوفمبر 1911م) أعلنت إيطاليا بسط سيادتها على طرابلس وبرقة؛ فقابل الليبيون ذلك بمزيد من المعارك والثورات، وهاجموا الإيطاليين في أنحاء متفرقة من البلاد، وقد تصدى لهم الإيطاليون بوحشية شديدة.
واتسمت تلك المرحلة من المقاومة الليبية بالهجمات الخاطفة السريعة، ولكن كفة الإيطاليين العسكرية كانت هي الراجحة على طول الخط؛ نظرًا لما يمتلكونه من أسلحة حديثة متطورة، وما يتميزون به من حشود عسكرية منظمة، بالإضافة إلى تحالف الدول الاستعمارية الكبرى مع الإيطاليين ضد الليبيين.
وبالرغم من إمكانات الإيطاليين العسكرية الضخمة، والتحالفات الغربية المريبة ضد الشعب العربي الليبي، فلم يكن الغزو الإيطالي لليبيا عملية سهلة بالنسبة للإيطاليين، فقد قاومهم الشعب الليبي بكل بسالة، وأرقت هجمات المجاهدين الخاطفة مضاجع المستعمرين.
وكان احتلال مرير وشهد ابشع انواع التعذيب والمذابح كمذبحة المنشية بطرابلس وذلك أيام 23.24.25 من شهر أكتوبر 1911 والتي راح ضحيتها أربعة آلاف من المدنيين والتهجير والاعتقال والإعدام على أعواد المشانق وبالبنادق والقنابل في الكثير من الأحيان والنفي للجزر الإيطالية النائية والموبوءة وإنشاء المعتقلات الجماعية على امتداد جغرافيا الوطن ولن ينسى ولم ينس الشعب الليبي فترة الجوع والغازات السامة والآبار التي سممت وحاجز الأسلاك الشائكة على طول الحدود الليبية المصرية وشهدت تلك الفترة والحقبة الزمنية المريرة بالمقابل مقاومة شرسة من المجاهدين الليبيين في شرق ليبيا وغربها وجنوبها الذين كان لهم الفضل الكبير لنقل ليبيا إلى مرحلة الاستقلال والذي لم يكن مكتمل الأركان بسبب استمرار وجود القواعد العسكرية الأجنبية في تلك الحقبة. 
لم يخطر في بال الكثير من الليبيين سنة 2010 أن العام 2011 هو المئوية الأولى لعام 1911 ولم يخطر في البال أن هذا العام قد يجعل من هذا الرقم رمزا للدماء والانشقاق الاجتماعي والسياسي بل وحتى العسكري إلا أن وصل الانقسام إلي أبناء الأب الواحد والأم الواحدة والجيران والأقارب والأحباب والأزواج.
الليبيون شعب يتكون من قبائل وعشائر وأبناء مدن حضرية وأرياف وقرى، فمساحة ليبيا المتنوعة جغرافيًا من الجبل إلى السهل إلى الصحراء والبادية والبحر وحدودها المترامية ومنافذها المتعددة أعطت لهذا الشعب الكثير من المميزات في التنوع ابتدأ من اللون واللهجة إلى الصلابة واللين والطيبة والغلظة.