الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

اليوم تذكار نياحة أنبا برسوم العريان

 نياحة أنبا برسوم
نياحة أنبا برسوم العريان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم من سنة 1033 للشهداء، تنيح القديس الأنبا برسوم العريان، ولد بمصر وكان والداه يسمى الوجيه ومفضل كاتب الملكة شجرة الدر وأمه من عائلة التبان.
لما تنيح أبواه استولى خاله على كل ما تركه له فلم ينازعه، بل ترك العالم وعاش عيشة الأبرار السواح خارج المدينة خمس سنوات يقاسي حر الصيف وبرد الشتاء ولم يكن يلبس سوى عباءة من الصوف مقتديا في ذلك بالقديس الأنبا بولا أول السواح.
بعد ذلك عاش في مغارة داخل كنيسة القديس مرقوريوس أبي السيفين مدة عشرين سنة ملازما الأصوام والصلوات ليل نهار بلا فتور وكان في تلك المغارة ثعبان هائل فعند دخوله رأي هذا الثعبان فصرخ، قائلا: "يا ربي أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوات العدو،فالآن أنظر إليك كي تعطيني قوة بها أستطيع مقاومة هذا الوحش " ثم رسم ذاته بعلامة الصليب وتقدم نحو الثعبان قائلا: " تطأ الأفعى والحيات وتدوس الأسد والتنين، الرب نوري ومخلصي ممن أخاف الرب ناصر حياتي ممن أجزع"، ثم قال للثعبان: "أيها المبارك قف مكانك " ورسم عليه بعلامة الصليب وطلب من الله أن ينزع منه طبعه الوحشي ولم ينته من صلاته حتى تحول الثعبان عن طبعه وصار أليفا.
فقال له القديس: "من الآن يا مبارك لا تكون لك قوة ولا سلطان أن تؤذي أحدا من الناس بل تكون مستأنسا ومطيعا لما أقوله لك " فأظهر الثعبان علامة الخضوع والطاعة وصار مع القديس كما كان الأسد مع دانيال النبي في الجب وزاد فى النسك والعبادة حتى إسود جلده ولبث على ذلك نحو خمس عشرة سنة. 
وفي أيامه لحق بالشعب المسيحي اضطهاد عظيم إذ أغلقت الكنائس وألزم المسيحيون بلبس العمائم الزرقاء. أما هذا القديس فإن الوالي قبض عليه وضربه كثيرا ثم سجنه. 
ولما أفرج عنه ذهب إلى دير شهران، وأقام فوق سطح الكنيسة وزاد في نسكه وتقشفه ولم يستبدل عمامته البيضاء وكان حكام ذاك الوقت من أمراء وقضاة وغيرهم يزورنه ويرون عمامته البيضاء ولم يجسر واحد منهم أن يلزمه بلبس العمامة الزرقاء لأن قوة الله كانت معه. 
وقد أكثر القديس من الطلبة والتضرع إلى الله حتى رد غضبه عن شعبه ولما أكمل سعيه تنيح في شيخوخة صالحة في سنة 1033 للشهداء الأبرار وكان عمره إذ ذاك ستين سنة فدفنوه في دير شهران.