السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

سعد الهلالي: المسلمون والمسيحيون لحمة الوطن ودليل ترابطه

الدكتور سعدالدين
الدكتور سعدالدين الهلالى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع اجتماع التقويمين الهجرى والقبطى هذا العام، يرى الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك دلائل وقرائن تبرز لحمة الشعب المصرى وتماسكه لحكمة إلهية لا قدرة لأحد فى السيطرة عليها أو إفسادها، مشددًا على أن علينا استثمار الأمر وإبرازه فى وجه دعاة الفرقة والأعداء والتأكيد على أن ترابط هذا الشعب هو جزء من سنة الله فى كونه وخلقه.
وقال الجندى: «مناسبة طيبة أن يلتقى التقويمان فى توقيت متقارب، وهذا يدل على أن مصير هذا البلد والوطن واحد، فاللحمة الاجتماعية والمصيرية تجتمعان معا، واختلاف الدين فى أمر يتعلق بخصوصية الاعتقاد، هو أمر مسلم به فى عقيدة الإسلام التى تقوم على احترام التعدد والسماح بوجود أتباع الديانات الأخرى على أراضى الدول التى حكمها المسلمون».
وتابع، علينا استثمار الحدث كعنصر قوي، يعبر عن مشيئة إلهية، بأن هذا الشعب واحد، وإن اختلف الدين والعقيدة فيه، هو سنة إلهية لأن الخالق عز وجل هو القائل: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين»، أى مختلفون فى العقائد والدين واللون والجنس، لكن هذا لا يمنع ترابطهم وإخوتهم وتعاونهم وتآلفهم، مشددًا لن تجد لسنة الله تبديلًا ومن هذه السنة ما نراه من التقاء أو تقارب بين تقاويم المسلمين والأقباط، لذا ينبغى علينا أن نعى جيدًا وأن نستثمر تلك المناسبات بصورة تتواكب مع متطلبات العصر.
وحذر عضو البحوث الإسلامية، من دعاة الفتنة وشق الصفوف الذين يبذلون الجهد والأموال فى وأد الفتنة والاجتماع بين الشعب المصري، ونشر أفكار الأصل العربى للمسلمين والفرعونى للأقباط، فى محاولة لسلب الهوية عن المسلمين، وهو أمر لا يصح من المنظور الإسلامى كما لا يجوز طبقا للمصلحة الوطنية، فتعدد الأجناس من السنن الكونية، ومصر القبطية عرفت الدين وعرفت التوحيد منذ فجر التاريخ بدليل دور «أخناتون»، وانتشار المعابد فى جنوب مصر، ما يدلل على تجذر الدين والألوهية فى نفوس هذا الشعب.
وشدد على أن وجود هذه التعددية فى الوطن الواحد لا يمنع من وجود أمة واحدة، ومصير واحد، عدوها مشترك، ولا يجوز فى هذه الفترة الانتقالية أن نغفل الحكمة الإلهية من اجتماع الاحتفال بالتقويمين، وهو برهان ودليل على أن إرادة الله فى وحدة هذه الأمة، وأن يعملوا على هزيمة دعاة الفرقة فالمسلمون والأقباط هم أقباط مصر جميعًا، ولم تعد المسألة عقيدة ودين، بل هى وحدة التاريخ والمصير والمصلحة المشتركة التى تحتم علينا أن نبتهج بهذا التوحد، وعلينا أن نعلم المقصد وتوظيفه لصالح الأمة ونخبر العالم بأن هذه حقيقة لم يتدخل فيها أحد، وأن الاختلاف لن يقسم هذه الأمة فالدين لله والوطن للجميع، وهو أمر ينبغى أن يقدمه كل مصرى مسلم ومسيحى فى رسالة للعدو أنه لن يستطيع أن يقترب فهذه الأمة باقية.
وهو أمر شدد عليه، الدكتور سعدالدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حيث أكد أن مصر أمة واحدة لا تقوم على الفرقة والمسميات وأنها تحكم بقوة القانون لا الانتصار لفريق على حساب آخر، فالمسلمون والمسيحيون هم لحمة هذا الوطن ودليل ترابطه وتماسكه ويعملان على الرقى به ورفعته بين الأمم، وأن الدين هو خصوصية بين العبد وربه لا تفرض على أحد ولا يجبر عليها أحد.
وقال الهلالي: «الظواهر الكونية واجتماعها هى سنة الله فى كونه، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون معلومة أو مرتبطة بتأويلات بشرية، لكن علينا أن نؤكد أن مصر أمة واحدة ومصير واحد لا تعرف أقليات أو فرقة أو تفرقة بين أحد سواء أكانت تلك التفرقة على أساس العقيدة أو الدين فالكل سواء أمام القانون ومتساوٍ فى حقوقه وواجباته وأن ما يقال فى شأن الفتنة لا مجال له فى هذا البلد».
بينما أكدت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن التقويم الهجرى الذى تقوم عليه الأمة الإسلامية، هو تأريخ لحدث عظيم فى تاريخ الإسلام والبشرية جمعاء ألا وهو هجرة سيد البشر من مكة إلى المدينة، والذى مثل تحولًا فى حياة المسلمين من الباطل إلى الحق، ومن الشرك إلى الإيمان، ومن الظلمات إلى النور، مشددة على أن هذا التحول استحق أن يكون بداية للدولة الإسلامية، حيث استقرارها بالمدينة المنورة.
وتابعت، إن ما فعله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، هو تطبيق لقوله تعالي: «إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (٣٦)َ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٣٧)، ليكون التقويم بمثابة تذكرة بالقيم والآثار التى ترتبت على تلك الهجرة الشريفة سواء من بعد عن الشرك، أو تمسكًا بما أرساه النبى فى مجتمع المدينة من أخلاق وعبادات وقيم نشأ عليها المسلمون.
وحول اجتماع التقويمين الهجرى والقبطي، أشارت أستاذ الفقه المقارن، إلى أنه حدث يجب أن يستثمر فى التأكيد على الوحدة الوطنية والترابط والتلاحم، وتقبل الآخر الذى هو جزء من الشريعة الإسلامية، فهو الذى أمرنا بالوحدة لقوله تعالي: «واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا»، وأيضًا:» قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم»، كما أمرنا بالتماسك والترابط والألفة والمحبة، حتى وإن لم يجتمع التاريخ أو الزمان، فالمسلم والمسيحى عليه أن يكون داعمًا لتقدم هذا الوطن ورقيه ودعمه وصد محاولات العدوان عليه.