الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إيــــــــــران والإخــــــــوان (٢)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هدفهما واحد، ومُخططهما واحد، وطريقتهما واحدة، ولكُل منهما مُرشد، يسمعونه ويُطيعونه، ويُقدسونه.. نيتهم سوداء، وميليشياتهم نكراء، حمقاء.. حرسِهم الثورى عدو لنا، وتنظيمهم السرى يستهدف أرضنا.. ففى ١٠ يناير ٢٠١٣ جاء إلى مصر «على أكبر صالحى وزير خارجية إيران وقتها» وعقد لقاءً مع «محمد مرسى» وأدلى بتصريحات مُهمة كان لها صدى كبير فى الأوساط السياسية المصرية والعربية والإقليمية والدولية، حيث قال نصًا: إن هناك بعض الشخصيات السياسية المصرية تُرحب بعودة العلاقات بين مصر وإيران، ومن حق السائح الإيرانى أن يأتى إلى مصر ليزور المساجد التى بناها الفاطميون. 
لكن كواليس هذه الزيارة وهذا اللقاء كانت محل جدل شديد، وسببت قلقًا لدى بعض الدول العربية، خاصة دول الخليج من جراء تنامى العلاقات بين «مصر وإيران»، خاصة بعد ما كشفه «الدكتور عبدالله النفيسى السياسي الكويتى المعروف بانتمائه لجماعة الإخوان»، حيث قال فى تصريحات بالصوت والصورة نصًا: إن أحد المسئولين الكبار فى مؤسسة الرئاسة فى مصر كان حاضرًا بجوار الرئيس محمد مرسى أثناء لقائه بعلى أكبر صالحى وزير خارجية إيران، وذكر لى خلال حديثى معه حقيقة ما دار بينهما، وقال: كنت شاهدا على ما عرضه «صالحى» على «مرسى»، حيث قدم «صالحى» عرضًا إيرانيًا على «مرسى» وقال له: نُريد منك (٣) مطالب هامة هى:
- (المطلب الأول): نحن نضع أمامك على هذه الطاولة (٣٠) مليار دولار كاش، إذا قُمتُم بفتح سفارتكم فى إيران، وقُمنا نحن بفتح سفارتنا فى مصر 
- (المطلب الثانى): سنضمن لكم سنويًا (٥) مليون سائح إيرانى، وسيأتون إليكم سنويًا وستنتعِش السياحة لديكُم من جراء ذلك. 
- (المطلب الثالث): مصانعكم المُتوقفة عن الإنتاج سنقوم بإحضار خبراء فنيين مُتخصصين لإعادة تشغيلها مرة أخرى، ويقترب عدد هذه المصانع ٢٠٠٠ مصنع، وفى حالة تشغيلها ستعبُر مصر أزمتها الاقتصادية. 
.. ليرُد «مرسى» علي «صالحى» ويقول له: وماذا تريدون منا فى مُقَابِل ذلك ؟ 
ليرُد «صالحى» ويقول: المُقابل يتلخص فى ثلاثة شروط ويجب عليكم تنفيذ هذه الشروط.. وهى:
- (الشرط الأول): عليكم تسليمنا جميع المساجد التى بناها الفاطميون فى مصر فى العهد الفاطمى وهى مساجد عظيمة وكثيرة جدًا فى مصر وكبيرة أيضًا، ونحن سنُعيد ترميمها وسنكون مسئولين عن إدارتها وكل شئونها دون تدخل منكم.
- (الشرط الثانى): نريد منكم الموافقة لنا على إصدار صحيفتين، وسنقوم بتمويلهما لتصبِحا ناطقتين باسمنا ولساننا داخل مصر. 
- (الشرط الثالث): نريد منكم الموافقة على قيامنا بأخذ ٢٠٠ ألف طالب مصرى للدراسة فى طهران سنويًا وبصفة دورية. 
كان الخطر الإيرانى يحيط بمصر و«محمد مرسى» غارق ولا يعرف ماذا يفعل؟ لكنه كان يدرك جيدًا أنه يسير فى الاتجاه الصحيح بتعليمات من مكتب الإرشاد، وكان هدفه تشكيل تحالفات مع «إيران وتركيا وقطر» مع توثيق علاقاته مع جميع التنظيمات الإرهابية المتواجدة فى معسكرات تدريبية فى «جبل الحلال» ليستند عليها ويطلب مساعدتها فى حالة غضب الشعب المصرى عليه.. واستمر فى طريقه المعيب والارتماء فى أحضان إيران. 
ولأول مرة منذ عام ١٩٧٩ يأتى إلى مصر «أحمدى نجاد الرئيس الإيرانى» وقتها، ويلتقى مع «مرسى» بعد حضوره القمة الإسلامية بالقاهرة فى يوم ٥ فبراير ٢٠١٣ ويُدلى بتصريحين فى غاية الخطورة خلال حوار تليفزيونى له مع قناة النيل للأخبار.. وهما:
- (التصريح الأول): إن «إيران» قادرة على حماية مصر من أى مخاطر تتعرض لها. 
- (التصريح الثانى): نحن عازمون على إلغاء شرط حصول المصريين على تأشيرة حال زيارتهم إيران بغرض السياحة أو التجارة. 
على إثر ذلك، سادت حالة من الغضب فى مصر بعد تصريحات «أحمدى نجاد» عن قُدرِة إيران على حماية مصر، لأن الجيش المصرى يقع على عاتقه حماية مصر من المخاطر، وهو قادر على ذلك، وقادر على التصدى لمن تُسوِل له نفسه المساس بمصر.. وفى تانى يوم وبسرعة اجتمع «مرسى» بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وخلال الاجتماع أعلن قيادات الجيش عن غضبهم من تصريحات «أحمدى نجاد الرئيس الإيرانى» من استعداد إيران لحماية مصر من أى مخاطر، كما أعربوا عن عدم سماحهم بذلك ورفضهم لمثل هذه التصريحات غير المقبولة، وأكدوا أن مُهمة الجيش المصرى حماية مصر وقُدرته على ردع أى عدو يتربص بنا، وأكدوا أيضًا أن قوة الجيش المصرى جعلته أقوى جيوش المنطقة على الإطلاق وترتيبه المُتقدِم بين أقوى الجيوش فى العالم، وطالبوا «مرسى» بعدم تدخله فى ما يقوم به الجيش من أعمال هدم للأنفاق المنتشرة على الحدود مع غزة، وطالبوه أيضًا بضرورة إنهاء حالة الانقسام داخل المجتمع المصرى وأن يكون رئيسًا لكل المصريين وليس رئيسًا لتيار معين.
بعدها أرسل «مرسى» وزير السياحة وقتها هشام زعزوع لـ«إيران»، وهناك قام «زعزوع» بتوقيع بروتوكول توأمه بين (مصر ومحافظة فارس الإيرانية)، وهو ما اعتبرتُه جهات عليا فى مصر بأنه إهانة كبرى لـ(مصر _ دولة وشعبًا وثقافًا وتاريخًا وحضارة)، فكيف يتم توقيع بروتوكول توأمه بين (دولة بأكملها مثل مصر) و(محافظة فارس فى إيران)؟.. دى آخرِتها إن مصر- أُم الدنيا- يكون وزنها من وزن محافظة فى إيران؟!!