الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

لماذا يقتل الآباء أبناءهم؟

الدكتور جمال فرويز،
الدكتور جمال فرويز، استشاري علم النفس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جرائم تقشعر لها الأبدان، فمن المتعارف عليه أن الأب يفني حياته في طلب العيش من أجل تربية أبنائه، فحينما يقرر في النهاية قتلهم فهنا الأمر يصبح مختلفا، فقتل الآباء لأبنائهم تلك الجريمة التي تتكرر كثيرا في مصر جريمة لم يعرفها المجتمع المصري من قبل، قضية يرفضها المجتمع والدين والإنسانية، أشكال وأسباب مختلفة للقتل، الأمر تسلل إلى كل طبقات المجتمع الغنية والفقيرة والمتوسطة، خبراء علم النفس وضعوا أسباب هذه الظاهرة وكيفية علاجها.

الدكتور جمال فرويز، استشاري علم النفس، يوضح أسباب قتل الآباء لأبنائهم فيشير إلى أنها ظاهرة غريبة على المجتمع المصري لم يشهدها في أكثر فتراته الزمنية ظلاما، فيقول إن الفقر الاجتماعي ليس سببا لهذه الظاهرة، كما يعتقد البعض، والدليل أن هناك مثل هذه الحالات وقعت في طبقات اجتماعية غنية جدا.

يقول فرويز إن التحليل النفسي لجريمة القتل يتفق على أن هذه الجريمة تبدأ بالشك، فرب الأسرة ربما يشك في زوجته إنها على علاقة بغيره فيقوم بقتل الأسرة جميعا كانتقام من الأم، أو شكا منه ربما يكونوا ليس أبنائه، أو شك في بنته أن لديها علاقة غير مشروعة فيقوم بالانتقام من الجميع، سبب آخر تعاطي المخدرات وهو يسبب مرض الاضطراب الزهامي، وهو مرض يجعل من الفرد شخص غير سوي، فهو لديه فوبيا الشك في كل من حوله، يجعله يقوم بأفعال غريبة على المجتمع، ومنها قتل أفراد أسرته، لأنه يسمع دائما أصوات تخبره بأن زوجته وابنته خائنة، أما الاكتئاب لا يؤدي لقتل أولاده لأنه في حالة إصابة الشخص بالاكتئاب وأقدم على قتل أولاده في على الفور سيقوم بقتل نفسه.

يواصل فرويز حديثه بأن السبب الرئيسي في انتشار هذه الظاهرة هو الانحدار الثقافي، هو خلف كل ما يحدث، غياب الثقافة الدينية التي تحرم قتل الإنسان وتجرمه، في ظل وجود وسائل إعلام تنقل أشكالا لا تناسب المجتمع العربي، وتصور البطل الشخص الذي يقتل ويمارس الشذوذ، ويقوم بانتهاك المحرمات، ويجعل من القتل أسهل ما يمكن للوصول إلى ما يريد، ويصور بأن الحصول على المال هو أكبر المكتسبات التي يحصل عليها الإنسان بأي شكل من الأشكال ولو قتل أبنائه خلق هذه الظاهرة.

ويضيف الدكتور جمال أن العمل على غياب الثقافة المصرية السبب الرئيسي في هذه الجريمة، على سبيل المثال مصر مرت بأزمات مالية في فترة الأربعينيات وتلتها هزيمة 67 ومع ذلك لم نسمع على انحدار الثقافة المصرية في المجتمع، فحافظ المصري على تقاليده ولم يشهد تفشي لظاهرة القتل كما هو الآن.

يضع فرويز روشتة لعلاج هذه المشكلة من خلال أن تتبنى الدولة خطة واضحة تكافح من خلالها الانحدار الثقافي، وتواجه الأفلام التي تصور أن النجاح من خلال القتل، كما يقوم المسجد والكنيسة بعقد دورات تبث روح حب الحياة وضرورة الحفاظ على الأسرة، وحماية الأبناء أما التحرك من خلال خطوط عشوائية لحل المشكلة لن يساهم في حل وسيتكرر الأمر.