الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"أي لحن جنائزي أنشدتم".. عالم كنسي يرثي الأنبا إبيفانيوس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رثى الدكتور جوزيف موريس فلتس، العالم الكنسي المتخصص في دراسة آباء الكنيسة، الأنبا المتنيح إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون.
وجاء في بيان الرثاء: "منذ حوالي عشر سنوات تعرفّتُ عن قرب علي إبيفانيوس (الأول) أسقف سلاميس بقبرص في القرن الرابع وذلك من خلال دراسة شخصيته وكتاباته العميقة وترجمة ونشر مفالة له الي اللغة العربية عن الأصل اليوناني والتي حملت عنوان نزل الي الجحيم من قِبَل الصليب، يتأمل فيها أحداث يوم الجمعة العظيمة وموت المسيح له المجد بيد أعداؤه، ويجري فيها حوارًا افتراضيًا رائعا مع كل من يوسف ونيقوديموس وما فعلاه بجسد رب المجد حتي دفن القبر.
وتابع في مرثيته: "وشاءت العناية الإلهية أن يضع الرب في طريقي ابيفانيوس آخرًا ولم تكن المعرفة هذه المره من خلال الاوراق والنصوص بل عرفته حينذاك وجهًا لوجه منذ اكتر من عشرين عاما كأحد الرهبان الأتقياء بدير القديس مقاريوس العامر.. وتقاربنا وتحاببنا في المسيح وبالأكثر عندما صار أسقفًا ورئيسًا للدير ومشاركًا في فعاليات عديدة حضرناها معًا في مصر والخارج، وصارت تجمعنا هموم وآمال.. فما كان يكف عن الحديث عن مجد الكنيسة وتراثها الغني الذي عاشه واختبره بعمق ووعي وعن كيف يمكن ان يتاح للكل ان يشاركه فيما حباه الرب اياه من استناره ووعي وحب لشخص المسيح ولعروسه الكنيسة".
ويتابع: "وفي هذة المناسبة لم أجد أجمل ولا أعمق من كلمات إبيفانيوس الأول أسقف سلاميس لأرثي بها إبيفانيوس الثاني اسقف ورثيس دير القديس مقاريوس، وأن أستعير بعضًا من كلمات القبرصي وهو يحاور يوسف ونيقوديموس وهما يعدان جسد الرب للدفن وبتصرف أخاطب بها آباء مجمع الدير الذين حملوا جسد المقاري وأبي الحبيب وهو ملطخ بالدماء مثل سيده، ذبيحة حب وبذل وشهادة حق والتشبيه دائما مع الفارق ألاَّ اننا واحد في الجوهر مع المسيح حسب طبيعته البشرية.وهو الذي أخذ ما لنا وأعطانا الذي له.
ومن بعض كلمات النعي: "آبائي..ألم ترتعدوا عندما حملتم على أياديكم هذا الذي كانت ترتعد أمام صلواته الشباطين؟ وأي خوف اعتراكم وأنتم تعرون جسده من الثوب الأسود الذي كان يستره ليدفن بثوب الكهنوتي؟؛ وكيف كان خشوعكم وأنتم تغلقون عينيه وهو الذي كانت كلماته وحياته نبراسًا لكثيرين؟؛ أكدوا لي بالحقيقه أنكم دفنتم أبي ووجهه ناحية الشرق كما كان يتطلع دائما الي أصل كل شروق؛ هل أغلقتم عينيه بأصابعكم كما يليق بكل ألأموات وهو الذي ساعد الكثيرين لاستعادة بصرهم الروحي؟؛ هل أغلقتم فم مَنْ كان ينادي مجاهرا بالحق بغير محاباة للوجوه؟؛ هل قيدتم حركه يديه وهو الذي لم يهدأ عن الحركه والخدمه في كل مكان بأصاله التعليم وأمانة الرسالة؟؛ ربما حملتم علي النقالة ذلك الذي كان يحمل همومًا فاقت الجبال ثقلا ووهنت لها أكتاف الكثيرين منا؛ أي لحن جنايزي أنشدتم لذلك الذي تغنت المسكونة بسيرتة العطرة؟".