الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خرافات المتطرفين.. حسن البنا ورفاعى طه.. أفكار متشددة لم تُهذّبها الصوفية

حسن البنا
حسن البنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القلق لا يعرف إلى قلوب مشايخ الصوفية سبيلًا؛ ليس لما يتمتعون به من حالة روحية تُعَمِّق بداخلهم شعور الاطمئنان - حسبما يصفون أنفسهم- بل لأنهم يضمنون ولاء أتباعهم المطلق لأقصى درجة، تحت بند الطاعة العمياء من المريد لشيخ طريقته.
ومن المريدين قليل من ابتعد عن سرب الطاعة العمياء، وخرج من تحت لافتتها، وتجرّأ على مناقشة شيخه، بل لم يجد غضاضة فى الاعتراض على المشايخ.
من بين هؤلاء القليلين فَتَى كان فى صفِّه الأول الثانوي، قال: إن شيخه قصَّ حكاية عن قدرته (أى الشيخ) على الخلق، منحه الله إيَّاها، فانفعل عليه الفتى، ووصف قصته بالكاذبة.
واقعة تعود إلى نصف قرن تقريبًا، بطلها مسئول الجناح العسكرى بالجماعة الإسلامية، المقتول بسوريا أبريل ٢٠١٦، رفاعى طه، وتنشر مجلة «كلمة حق»، وهى منصة إعلامية تابعة للجماعة الإسلامية، ومقربة من التيارات المتشددة بمصر، فصولًا من مذكرات رفاعى طه، لأول مرة.
وأشارت المجلة فى الحلقة الأولى من المذكرات إلى أن شابًّا إخوانيًّا يُدعى محمد إلهامي، التقى رفاعى طه فى تركيا عقب الإطاحة بحكم الإخوان، يونيو ٢٠١٣، واقترح أن يملى رفاعى عليه مذكراته؛ بدعوى أن قادة الحركة الإسلامية تفتقد لفلسفة الاهتمام بتدوين التجارب.
فى الحلقات الأولى من المذكرات، يوضح رفاعى سبب تسميته بهذا الاسم؛ إذ قال إن والدته كانت تخاف عليه فسمّته على اسم القطب الصوفى العراقي، أحمد الرفاعي.
التنشئة التى تخللها ميل إلى الصوفية من جانب رفاعي، لم تقتصر عليه وحده؛ إذ خرج قَبْلَه مؤسس جماعة الإخوان، حسن البنّا (١٩٠٦: ١٩٤٩م) من الطريقة الحصافية (إحدى الطُّرق الصوفية قليلة الحضور بمصر)، وفى كتابه «مذكرات الدعوة والداعية»، روى البنّا عن زيارته لمقامات الأولياء وحضور الموالد، لا سيما تقبيله ليد شيخه والحلم به.
صحيح أن البنّا تراجع عن ذلك، حين اتخذ خطوات ملموسة فى تأسيس جماعته، كما وَجَّه رفاعى نقدًا لاذعًا للصوفية فى مذكراته، إلا أن السؤال يبقى: «لماذا لم تمنعهما تجربتهما الصوفية من اختيار طريق التطرف».
شيخ الطريقة العزازية، عبدالرحيم العزازى، كان له رأى أدلى به لـ«البوابة» قائلًا: إن شخصية مثل حسن البنّا، هى بالأساس ذات طابع متمرد وتطلعي، تسعى لمنصب قيادي، وبناء على هذه السمات الشخصية فَكَّر فى تكوين كيان يضمن له هذا المنصب، فكانت جماعة الإخوان، ولفت إلى أن البنّا -على وجه التحديد- لم يتح لنفسه فرصة فهم الصوفية حتى تصل إلى قلبه، فعارض شيخه حين نصحه بالكفِّ عن التفكير فى تأسيس تنظيم سياسى ديني، ومن ثم اختار الخروج عن الطريق.