الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جريمة بشعة... " البوابة" تكشف كواليس تفحم مسن حرقًا على يد حفيده بالظاهر..طالب الحقوق قتل جده من أجل المال..الأهالى: حاولنا اطفاء الحريق ووجدنا الجثة فى صورة مرعبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جريمة قتل بشعة شهدتها منطقة الظاهر بالقاهرة، حينما أقدم طالب بكلية الحقوق على قتل جده المسن دون رحمة بعدما فشل فى سرقته، لم يرحم الشاب كبر سن جده ولا ضعفه وأسرع بخنقه حتى لا يفتضح أمره.
" البوابة نيوز" انتقلت إلى موقع الجريمة، وكشفت التفاصيل الكاملة لتلك الواقعة التى هزت المنطقة من خلال رواية شهود العيان ومن خلال تحقيقات النيابة وتحريات رجال المباحث.


البداية كانت بورود بلاغ إلى قسم شرطة الظاهر، يفيد نشوب حريق داخل شقة مسن بالطابق الأرضي بعقار مكون من 3 طوابق، وعقب الفحص والانتقال تبين وجود تفحم كامل بجثمان الضحية، كما تبين وجود شبهة جنائية فى الجريمة.
وكثف رجال المباحث من جهودهم للتوصل إلى مرتكب الجريمة، حيث تبين أن وراء الواقعة حفيد القتيل ويدعى "مصطفى ن" 21 سنة، طالب بكلية الحقوق جامعة حلوان، وتم ضبط المتهم الذى أعترف بإرتكاب الواقعة بعد مروره بضائقة مالية وعلمه باحتفاظ المجني عليه بمبالغ مالية بمسكنه خطّط لسرقته، وتوجه لسكن المجني عليه بدعوى زيارته والاطمئنان على صحته.
وكشفت التحريات أنه حال تواجد المتهم بصحبة المجني عليه قام بمغافلته والدخول لغرفة نومه بحثًا عن أي مبالغ مالية، إلا أن المجني عليه شاهده وحاول الاستغاثة بالجيران فقام بخنقه بيده حتى تأكد من وفاته، وعقب ذلك لم يتمكن من العثور على أي مبالغ مالية، وخشية افتضاح أمره قام بإحضار بعض الملابس الخاصة بالمجني عليه من دولاب غرفة نومه، وأضرم بها النيران باستخدام ثقاب الكبريت، مما أدى إلى احتراق الشقة بالكامل بما فيها جثة المجني عليه، وفر هاربًا.

وحول كواليس الجريمة، أوضح ياسر.ع أن طالب الظاهر، حتى يهرب من الجريمة البشعة التى ارتكبها، خطط لحيلة شيطانية من أجل الهروب، فبعدما أحرق الشقة وبداخلها جده صاحب الـ 93 سنة، وفشله فى السرقة، قفز من شباك الشقة الخفلى، ثم عاد مرة أخرى إلى العقار من الباب، وأسرع نحو الجيران وأستنجد بهم قائلًا " الحقونى، شقة جدى بتولع".
وعلى الفور أسرع الجيران نحو الشقة محاولين إطفاء النيران التى التهمت محتويات الشقة وداخلها الجد الضحية، كما أن الحريق أمتد نحو ساعتين حيث أرتفعت السنة اللهب فى كل مكان، وكان المنظر مرعبًا للغاية، وكان هدف الأهالى أثناء محاولة الإطفاء بالتعاون مع رجال الحماية المدنية إنقاذ ذلك المسن داخل الشقة، خاصة أنه ضعيف الجسد ولا يستطيع الهروب من النيران.
وأوضح أنه عقب دخول الشقة تفاجأ الجميع بوجود المسن المسكين قتيلًا على فراشه " كنبة" وجثمانه متفحم، مشيرًا إلى أن النيران لم تترك شيئًا فى الشقة إلا واحرقته، ولكن تبقي من أثار الحريق الأدوية الخاصة بالمسن، ومنها أدوية علاج الالتهابات وعلاج القلب.

وعن المسن، أكد الأهالى والجيران، أنه كان حسن السمعة ولم تكن هناك أى مشكلات بينه وبين أحد فى المنطقة على الإطلاق، وكان يقيم بمفرده داخل الشقة، وفى أوقات الصلاة يتوجه إلى المسجد يؤدى الفروض، حيث أنه كان يتولى شئون أحد المساجد بالقرب من شقته، وبعد أداء صلاة العشاء يتوجه إلى أصدقائه على أحدى المقاهى، ثم يعود آخر الليل منهك ومتعب للغاية.
وأشاروا إلى أنه نظرًا لكبر سنه، لم يكن يستطيع الحركة ذهابًا وإيابًا دون أن يستند على أحد، كما أنه كان محبوب من الجميع، ولذلك عندما علمنا بما حدث معه، انتابنا شعور صعب وكأنه جزء من الأسرة، كما أنه كان يقيم بمفرده فى الشقة، وبين الحين والآخر كانت تأتى إليه نجلته ونجله للاطمئنان عليه، 
وأوضحوا أن المتهم كان يتردد بصورة مستمرة على المجنى عليه، وفى يوم الواقعة لم تبدو أى ملامح تشير إلى أن الشاب " مصطفى" هو مرتكب الجريمة، فقد أشترك معنا فى محاولة الإطفاء.

وأوضحت إحدى الجيران أن الطالب المتهم " مصطفى" كان يتردد على الشقة بين الحين والآخر لزيارة جدة، وكان يبدو عليه ملامح الالتزام وكانت معاملته جيدة مع الجميع، ولم نتوقع أن يرتكب تلك الجريمة الشنعاء، كما أنه عقب فتح الشقة أثناء محاولة الأهالى الإطفاء بالتعاون مع الحماية المدنية وجدنا جثة المجنى عليه " المسن" متفحمة بشكل بشع على " الكنبة"، كما أن الشباك كان مفتوحًا وهو ما يؤكد رواية قفز الشاب من الشباك للهروب عقب ارتكاب الجريمة
وأضافت أن الأهالى أصيبوا بحالة من الحزن الشديد على ذلك المسن المغلوب على أمره والذى كان يعانى من مرض القلب وكان يتعاطى أدوية علاجية لمرضه وعدم قدرته على الحركة بسهولة.
وأشارت إلى أن المسن كان يعانى من صعوبة شديدة فى الحركة ويقطن فى تلك الشقة منذ سنوات، ولم تكن هناك أى مشكلات بينه وبين أحد فى المنطقة على الإطلاق، ويوم اكتشاف الحريق كان الأهالى يسرعون فى محاولة للسيطرة وكأنه واحد من أسرتهم، وكانوا قلقين عليه جدا، كما أن المنطقة تعيش فى حالة حزن عقب مصرعه قتيلًا داخل الشقة، كما أنه كان مثقفًا ومطلعًا وكان ملتزمًا ومحبوبا من الجميع.