يفضح الكتاب الجديد الأوامر التي أعطاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، كما كشفت بعض فصول الكتاب كيف تعامل مساعدو الرئيس المقربون منه لإثنائه عن هذه الفكرة خوفًا من وقوع مشاكل وأزمات دبلوماسية كبيرة.
ونقل الكتاب ما قاله ترامب: "دعونا نقتله! فلنذهب للداخل ونقضِ عليه" وحكى وودوارد أن وزير الدفاع ردّ على ترامب قائلًا: "سأقوم بتولي هذه المهمة"، وبعد انتهاء المكالمة مع ترامب قال لمساعديه: "لن نقدم على أي خطوة من ذلك، علينا أن نحسب كل خطواتنا" ليكون ذلك بمثابة ارتداد على قرارات وأوامر ترامب التي تحمل أضرارًا كبيرة بالأمن القومي الأمريكي، وكشف وودوارد في كتابه أنه بعد ذلك قام ترامب بإعطاء أوامره في 6 أبريل بشن هجوم على القاعدة السورية في حمص، وتم إطلاق نحو 59 صاروخ توما هوك عليها من قِبل حاملة الطائرات الأمريكية الموجودة في البحر المتوسط، وكان ذلك بمثابة الرد الأكثر منطقية.
ترامب في عيون مستشاريه
في كتاب وودوارد يتم وصف البيت الأبيض بأنه تحول إلى بيت للمجانين، حيث نقل بعض العبارات التي رددها جون كيلي، الضابط السابق في الجيش الأمريكي، والذي يعمل كبير موظفي البيت الأبيض، والتي قال فيها "إنه أحمق! من غير المجدي تمامًا أن تحاول أن تقنعه بأي شيء أيًّا كان إنه خارج السيطرة تمامًا! نحن نعمل لدى المجانين ولا أعلم ما دور كل منا في هذه الوظيفة! إنها أسوأ وظيفة عملت فيها طوال حياتي".
ذكاء متواضع
وحكى كتاب الخوف عن عدم قدرة ترامب على التنبؤ وعدم فهمه للسياسة العالمية ما جعل الموظفين بالبيت الأبيض ومستشاريه يشعرون بالإحباط والأسى، ما تسبَّب في "انهيار عصبي" بالبيت الأبيض، ووصف كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي الرئيس بأنه "غير متزن عقليًّا".
كما كشف الكتاب بعض العبارات التي رددها وزير الدفاع ماتيس لبعض المقربين منه، والتي أكد فيها أن ترامب شخص غير متوازن، وأن ذكاءه في نفس درجة ذكاء طالب في التعليم الأساسي، وفضح الكتاب تفاصيل التحقيق الذي أجراه المحقق المستقل روبيرت مولر عن الأخبار التي تم تداولها عن وجود علاقة بين أعضاء في الحملة الانتخابية لترامب وروسيا، وحكى الكتاب المحاولات التي قام بها فريق المحامين الخاص بترامب لتحضيره لمواجهته أمام المحقق مولر، إلا أنهم فشِلوا في تحضير ترامب لهذه المواجهة، وقام جون دود رئيس فريق المحامين عن ترامب، بالتأكيد لمولر أن ترامب لن يتكلم أمامه عن أي شيء، وكشف وودوارد في الكتاب أن رئيس فريق المحامين حذر ترامب من الحديث تمامًا أمام المحقق مولر لكي لا يخطئ ويدخل في أزمة تنتهي بالسجن.
وشكك البيت الأبيض في صحة كتاب مرتقب يرسم صورة واقعية عن كبار مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونضالهم المحموم للتخفيف من قرارات السياسة المتطرفة أو منع تنفيذ الأوامر المتهورة.
وكتب ترامب، في تغريدات على حسابه بموقع "تويتر": "كتاب
وودورد تم تفنيده وتكذيبه من قِبل الجنرال (وزير الدفاع) جيمس ماتيس، والجنرال (رئيس
الموظفين) جون كيلي. أقوالهم مؤلفة من الاحتيال، وخداع الشعب. وبالمثل القصص
والاقتباسات الأخرى، وودورد عميل ديمقراطي؟ لاحظوا التوقيت؟".
وأضاف أن "كتاب وودورد الذي فقَد مصداقيته تمامًا حيث الكثير من
الأكاذيب والمصادر الزائفة، جعلني أدعو (وزير العدل) جيف سيشنز بأنه متخلف عقليًّا
وجنوبي أخرق.. قلت: لَم أستخدم هذه المصطلحات مطلقًا حول أي شخص، بما في ذلك جيف،
وكون المرء جنوبيًّا هو شيء عظيم. لقد اختلق الأمر لبث الفرقة!".
وعبر "تويتر" أيضًا، أعاد ترامب نشر البيان الذي أصدره وزير
الدفاع ماتيس، في وقت سابق، ونفى فيه ما جاء على لسانه في الكتاب، مؤكدًا أنه لم
يحدث بالأساس.
كما نشرت بيانات نفي أصدرها كل من كبير موظفي البيت الأبيض، جون كيلي،
والمتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إلى جانب تقارير صحفية أشارت إلى أن
ماتيس فنّد مزاعم وودورد.
وقال وودورد، مفجّر فضيحة "ووترجيت": إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب أمر وزير دفاعه جيمس ماتيس، بـ"اغتيال" رئيس النظام السوري بشار
الأسد، بعد هجوم كيماوي ضد المدنيين في بلدة خان شيخون بريف إدلب يوم 4 أبريل 2017، لكن الوزير لم يمتثل لأوامره.
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست"، الثلاثاء، مقتطفات من الكتاب المعنون "خوف: ترامب في البيت الأبيض"، قبل أسبوع من صدوره المقرر يوم 11 سبتمبر الحالي، وقالت إنه يكشف تفاصيل ما وصفته بـ"التوتر والفوضى" داخل البيت الأبيض.