السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كاتب أمريكي: فكرة الهيمنة على الفضاء الخارجي سخيفة وخطيرة

الكاتب الأمريكي ستيفن
الكاتب الأمريكي ستيفن كينزر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الكاتب الأمريكي ستيفن كينزر، إن قوات بلاده قضت زمنًا طويلاً في الفشل في تحقيق أهدافها بكل من أفغانستان والعراق وسوريا، وأرجع سبب "الفشل الأمريكي" إلى أن كثيرًا من مواطن تلك البلدان لا يحبون أمريكا ولا يشاركونها أهدافها، وهم إمّا رافضون مساعدة الأمريكيين أو يحملون السلاح لإخراجهم.
ونبه الكاتب، في مقاله بصحيفة (بوسطن جلوب)، إلى أن المكان المثالي للغزو العسكري هو محض خيال؛ وأين يمكن السيطرة على أرض مع ضمان عدم وجود مقاومة لعدم وجود مواطن أصلي يحيا على تلك الأرض؟.
لكن أخيرًا، بحسب الكاتب، تم العثور على مكان مثالي للغزو؛ حينما أعلن نائب الرئيس مايك بنس، الشهر الماضي، عن عزم الإدارة الأمريكية على تدشين "وجود دائم" على سطح القمر؛ وأتبع الرئيس دونالد ترامب ذلك الإعلان من جانب نائبه بوصف الفضاء الخارجي بأنه "ساحة للاقتتال الحربي تمامًا كما الأرض والجو والبحر" في خطاب للعسكريين بقاعدة ميرامار مارين كوربس الجوية في مدينة سان دييغو.
ولفت كينزر إلى أن قليلين في واشنطن متحمسون لفكرة غزو القمر؛ ذلك أن أمريكا بالفعل تمتلك إدارة وطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، ومن ثم فإن الطريقة المنطقية لتمويل الاستكشافات الفضائية أو حتى "استعمار القمر" ينبغي أن تكون عبر زيادة ميزانية تلك الإدارة (الوطنية للملاحة الجوية والفضاء).
فضلاً عن ذلك، بحسب الكاتب، فإن عملية الاستكشاف والبحث العلمي لن تكون الوظيفة الأساسية لـ "قوة الفضاء"؛ إن ترامب يبغي مشروعًا عسكريًا يتولى الإشراف عليه "مساعدٌ لوزير الدفاع لشئون الفضاء"؛ ذلك أن ترامب يرى أن أمريكا لا يجب أن تكتفي بمجرد الوجود في الفضاء وإنما يجب أن تكون مهيمنة في ذلك الفضاء؛ وهو ما أوضحه بنس بقوله إن "قوة الفضاء" هذه ستتولى مهمة تقويض القوى المعادية.."إن هدفنا لا يقتصر على عسْكرة الفضاء وإنما السيطرة عليه تماما واستخدامه كمنصة لتهديد ومهاجمة أي دولة نرى أنها عدو."
ورأى كينزر أن الدول التي تمثل أهدافًا محتملة لا يُنتظَر منها أنْ تظل دونما حراك وأنْ تتقبل نظامًا جديدًا تستخدم فيه الولايات المتحدة أقمارًا اصطناعية لمراقبة أنشطتها ونشر منصات فضائية يمكن استخدامها لمهاجمتها. 
وأكد الكاتب أن التحرك الأمريكي للهيمنة على الفضاء كفيل بإشعال منافسة باهظة الثمن فيما بين الأمم؛ وربما تقود إلى حرب، حيث ستستنتج القوى المنافسة أنها يجب أن تبادر بالضرب قبل أن تطور الولايات المتحدة قدراتها على تدمير تلك الدول من الفضاء الخارجي.
وشدد كينزر على أن محاولة السيطرة على الفضاء الخارجي هي فكرة سيئة لسببين : أولهما، أنها باهظة التكلفة على نحو كفيل بتشتيت الموارد التي ثمة حاجة ماسة إليها في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الاحتياجات الإنسانية الحيوية؛ ثانيهما، أنها تفتح الباب على ساحة جديدة من الصراع وتجعل الحرب أكثر قربًا.
واختتم الكاتب قائلاً: "ينبغي أن نبحث عن طرق لكبح جماح التنازع في الفضاء الخارجي، وأن نتشارك في الموارد الموجودة هنالك، فمن شأن ذلك أن يعزز قدرتنا على توفير حياة كريمة لكل أمريكي – وأن يحُدّ من قدرتنا على نسْف كوكبنا."