رغم ظروفهما الصعبة التى تحول بينهما فى تحقيق أمنياتهما، ورغم العيشة البسيطة التى تربوا عليها، إلا أنهما قررا الخروج عن السياق والاجتهاد للالتحاق بأعلى كليات القمة «كلية الطب»، وفى منطقة جبلية حيث الزراعة ورعى الأغنام نجد حسام عمران عيسى والحاصل على ٩٩٪، وابن عمه خالد عنتر عیسی خلیل، والحاصل علی ٩٨،٩٪، واللذان يعيشان فى نجع أبومعيدة بمركز الفشن بمحافظة بنى سويف حيث الجبال والحياة البسيطة لا حرفة لأهل النجع سوى الزراعة ورعى الأغنام، ويظن البعض أن النجع لن يخرج منه من ينفض عن أهله الغبار لكن الطالبين أصبحا بمثابة الغيث الذى يبدأ بقطرة.
وجاءت امتحانات الثانوية العامة الأخيرة لتمسح عن نجع أبومعيدة كل ما يثار عنهم، وأنصفتهم نتيجة التنسيق بمجرد إعلانها، والتى أعلنت عن قبول الطالبين بكلية الطب بجامعة بنى سويف، ويقول حسام عمران عيسى إن تفوقى يعد أبلغ رد علی كل من یحاول إلصاق التهم الجزافية بالمنطقة التى نعيش بها، متابع: «نتمنى من المحافظ الجديد أن ينظر لنا شوية ويهتم بمطالبنا»، وبسؤاله عن مطالب أهل النجع رد قائلا: «معندناش مدرسة ثانوى وبنروح المدرسة فى المدينة، وحلمنا بناء مدرسة ثانوية عشان تخدم أكثر من ٢٠ قریة وعزبة ونجعًا، وعن أمنية الطالب المستقبلية قال: «نفسى لما أتخرج أفتح عيادة أعالج فيها البسطاء من غير فلوس عشان أخفف عن أهلى وأقاربى وكل أهل النجع».
من جانبه قال خالد عنتر عیسی خلیل، أتمنى اكتشاف علاج نهائى لمرضى السرطان لأنهم يعانون معاناة شديدة، ولا يبوحون بما فى صدورهم لأحد حتى لا يكونوا عبئًا على أى من ذويهم، واستطرد: «تعبنا كتير واجتهدنا رغم الصعوبات لتحقيق أمنيتنا وهى دخول كلية الطب، ونتمنى أن حد يلقى نظرة علينا من المسئولين ويغيروا وجهة نظرهم عن أهل البادية؛ لأننا فعلًا محتاجين مساعدة الدولة لينا كباقى القرى والنجوع الموجودة بالمحافظة والتى تحظى باهتمام مسئوليها».
