الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بهاء عبدالمجيد: نعيش حالة إبداعية دون وجود حالة نقدية.. إذا كان نجيب محفوظ موجودًا حاليًا.. ربما لن يجد أحدًا ينشر له

بهاء عبدالمجيد
بهاء عبدالمجيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم قلة أعماله الإبداعية فإنه يعتبر أحد أهم الأفلام الروائية والإبداعية فى الفترة الحالية، تستمد أعماله أهميتها من انفتاحه على عمالقة الأدب فى العالم، وتحديدًا الأدب الإنجليزى نظرًا لطبيعة عمله كأستاذ للأدب الإنجليزى فى عدد من الجامعات المصرية والأجنبية.
صدر لبهاء عبدالمجيد روايات «النوم مع الغرباء» و«خمارة المعبد» و«سانت تريزا» و«ورق الجنة» و«طقوس الصعود» و«البياتو الأسود».. وحول علاقته بالكتب والكتابة أجرت البوابة معه هذا الحوار:

■ كيف تقيس نجاح كتبك؟ هل من خلال الجوائز أو قوائم البيست سيلر؟
- مفهومى عن الكتابة ليس له علاقة بقوائم الكتب الأكثر مبيعًا، أو أن يكون هذا المفهوم أدبا جماهيريا أو أدبا رفيعا، أو أن يكون جزء من الكتابة له علاقة بالكاتب نفسه سواء ظاهرة شخصية أو عامة تشغل تفكيره، وكذلك وعيه الذى ينعكس على الكتابة، يبدأ هذا الوعى بالذكريات، من خلال السير الذاتية أو عالم متخيل، يستطيع أن يغزله بشكل محكم من خلال الأشكال المختلفة كمسرحية أو شعر أو رواية وخلافه.
■ هل هناك موضوع أو مجال يمثل تحديًا ككاتب؟
- الكاتب ليس صحفيا، ولكنه مبدع حتى وإن كان يتناول موضوعات حساسة أو ما يطلق عليها التابوهات والمحرمات سواء الدين أو الجنس والسياسة، بدون تحفظ أو رقابة طالما كان العمل يتم توظيفه بشكل جيد دراميا. أما الرقيب الداخلى أو فرض الرقابة الذاتية سواء كان كبيرا أم صغيرا حسب مخاوفه ومساحة الحرية التى يعيشها فى خلالها. الكاتب والمبدع له حرية انتقاء الموضوع لأن جزءا من الإبداع هو كسر الأنماط وخلق سياقات جديدة.
وأرى أن التحدى الكبير هو كيفية التعبير عن العالم الذى نعيش فيه. أما موضوعات الدين والجنس والسياسة فهى موضوعات نسبية تختلف من كاتب لآخر ووعى كل كاتب يختلف فيه عن الآخر، ولكن هل الكاتب الذى يكتب عن الجمال أو الفن ليس لديه وعى سياسى بالتأكيد لا، التحديات الكبيرة تتعلق بفلسفة الكاتب بالحياة وكيفية عكسها من خلال السرد والحدوتة، شريطة أن تكون الكتابة منطلقة ومفتوحة وغير موجهة. وأنا أفضل الكتابة متعددة التأويل لأننى لا أستطيع أن أكون كاتبًا وناقدًا فى نفس الوقت.
■ لماذا تحظى الروايات دون غيرها بالمكانة الأكبر لدى القارئ العربى حاليًا؟
- لست ضد قوائم الكتب الأكثر مبيعًا لأنها تعبر عن ذائقة قرائهم فهم أحرار فى اختيار ما يقروأن، ولكن يجب أن يتوافر الكتاب الصفوى إلى جانب الشعبي، وهى مصطلحات تعبر عن حالة الصراع بين الجماهيرى والشعبى وبين الأدب الرفيع، خاصة أن هناك محركات للترويج لكتب بعينها تبدأ من مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وبعض الصحف الثقافية، وكذلك دور النشر التى يحتكر بعضها السوق، فعلى سبيل المثال هناك دار نشر كبيرة تتعاقد مع كتاب لهم أسماء معروفة فى مقابل أسماء أخر أكثر ثقلا، وأن هذه الاعتبارات لا تقع فى فلسفتها فهى دور نشر هادفة للربح فى المقام الأول، تحت شعار القارئ عايز كدا ولكن يبقى السؤال: من هو القارئ؟ هل هو الشخص الذى لا يستطيع قراءة العربية أم أنه الشخص الذى يذهب لشراء كتاب بناء على محركات معينة، وفى النهاية الكاتب هو من يدفع ثمن هذه الأمور لأنه شخص يريد أن يعيش ويأكل ويسافر، وأعتقد إذا كان الكاتب الكبير نجيب محفوظ موجودًا حاليًا ربما لم يجد أحدا ينشر له.
■ كيف تختار العناوين التى تقرأها؟
- أنتقى الكتب التى أقرأها، فأنا لا تخدعنى الصحافة أو مواقع التواصل الاجتماعي. أذهب إلى شراء الكتب بنفسى وعادة ما أهتم بالكتب الكلاسيكية، وأحرص على شراء الكتب الجديدة أيضا، ولكن بحرص شديد حيث إن هناك حالة وظاهرة منتشرة وهى الرغبة فى إصدار كتاب لإصدار الكتاب فقط، هناك حالة إبداعية ولكن بدون وجود حالة نقدية، فى عالم آخر دور النشر الأجنبية حيثياتها فى نشر الرواية أمر صعب جدًا، تبدأ بالمعرفة الجيدة بالكاتب ماذا قرأ وماذا درس وماذا كتب بالإضافة إلى اللجان المختصصة التى تقيم عمله.
■ ما الكتاب الذى تعمل عليه حاليًا؟
- أنتظر صدور رواية جديدة انتهيت منها منذ ١٣ عاما، وتأخر صدورها لأسباب عديدة، وهى رواية جديدة ومختلفة وتعتبر تحديا لي.
■ ما الكتاب الذى تعيد قراءته من وقت لآخر؟
- نظرًا لطبيعة عملى كأستاذ للأدب الإنجليزي، فأنا أفضل إعادة قراءة الكلاسيكيات للكتاب الإنجليزى ومن أبرزهم جيمس جوين، وجورج أوريل.
■ ما نصيحتك لشباب الروائيين؟
- أن يقرأوا جيدًا، وأن يدركوا أن الكاتب ليس مجرد لغة، إنما هو موقف من الحياة واتجاهات وفلسفة نحو العالم.