الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

عين على خبر.. السيسي أول رئيس مصري يزور "أوزبكستان" جوهرة آسيا

السيسي
السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
غادر الرئيس عبدالفتاح السيسى، العاصمة الصينية بكين، اليوم الثلاثاء، متوجهًا إلى "أوزبكستان" التى تحظى بزيارة زعيم مصري لأول مرة، فى ثالث محطات جولته الخارجية التي بدأها بزيارة مملكة "البحرين".
ويلتقى الرئيس السيسي، نظيره الأوزبكي شوكت مرضيائيف، وعددا من الوزراء وكبار المسئولين بأوزبكستان، ليَعقد الجانبان جلسة لبحث سبل دفع العلاقات بين البلدين، ومن المقرر أن يشهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات.
ووفقا لبيان وزارة الخارجية الأوزبكية، فإن زيارة الرئيس السيسي تأتي بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت مرضيائيف".
وأشار البيان إلى أن الرئيسين سيبحثان آفاق التعاون بين البلدين، وسيتبادلان وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، ومن المتوقع اعتماد بيان مشترك والتوقيع على حزمة مهمة من الوثائق الحكومية المشتركة في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية، وفي السياحة والعلوم والتعليم والثقافة والرياضة.
وتستعد "أوزبكستان" لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس مصري لهذه الدولة الصديقة التي تقع في آسيا الوسطى، وتشمل مباحثاته المرتقبة في طشقند مع الرئيس شوكت مرضيائيف، دعم التعاون المشترك في مجالات متعددة من بينها الثقافة.
وقرر الرئيس "مرضيائيف" إقامة مركزا للثقافة الإسلامية في طشقند تحت شعار "المعرفة ضد الجهل" وبغرض تقديم المضمون الحقيقي للدين الحنيف على أن يعرض هذا المركز نماذج من التراث المضيء لعلماء وأئمة من أبناء الأرض الأوزبكية.
وبعد انتخاب شوكت رئيسا لأوزبكستان وتوليه منصبه الرئاسي في الرابع عشر من ديسمبر عام 2016 رأى محللون من المتخصصين في شئون آسيا الوسطى مثل المحلل الباكستاني الشهير أحمد رشيد أن "فجرا جديدا يطل على أوزبكستان التي كسرت جدار عزلتها".
وقال "رشيد"، في طرح بمجلة "نيويورك ريفيو" ذات المستوى الثقافي الرفيع إن "أوزبكستان بقيادة الرئيس مرضيائيف قد أمسكت لأول مرة بزمام القيادة لصنع السلام في المنطقة" لافتا للجهود الأوزبكية لإحلال السلام في أفغانستان.
ووصف أحمد رشيد، شوكت مرضيائيف "بالرئيس غير العادي" مشيدا بإصلاحاته الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع التسامح ومد جسور الصداقة مع العالم الخارجي مع التصدي بقوة للتطرف ومخاطر الإرهاب لتكون بلاده نموذجا يحتذى من جانب بقية دول آسيا الوسطى. 
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي أعلنت أوزبكستان استقلالها في الأول من شهر سبتمبر عام 1991 فيما حققت نموا اقتصاديا بمعدل تجاوز الـ7 في المائة خلال العقد الأخير وتعد عاصمتها طشقند المركز الثقافي والاقتصادي الرئيسى في آسيا الوسطى.
ويتبنى الرئيس شوكت مرضيائيف توجهات إصلاحية وداعمة لانفتاح أوزبكستان على العالم خاصة دول الجوار في آسيا الوسطى أي كازاخستان وتركمانستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، فضلا عن دول العالم الإسلامي ككل ومصر في القلب منها. 
وحسب بيانات منشورة فإن الصندوق المصري للتعاون مع دول الكومنولث والتابع لوزارة الخارجية قدم نحو 170 منحة تعليمية لطلاب ودارسين من أوزبكستان فيما تشارك مصر بانتظام في مهرجان سمرقند الدولي للموسيقى الشرقية، وتتبادل الدولتان الصديقتان زيارات الفرق الفنية والمعارض.
ومنذ عام 1992 تم التوقيع على اتفاقيات للتعاون بين معهد طشقند العالي للدراسات الشرقية وجامعات القاهرة والزقازيق وأسيوط، فضلا عن جامعة الأزهر.
وإذ تستضيف العاصمة الأوزبكية طشقند أول منتدى للأعمال بين مصر وأوزبكستان اعتبارا من اليوم "الثلاثاء" حتى السابع من شهر سبتمبر الجاري فإن الدولتين الصديقتين تتطلعان لمزيد من التعاون المشترك بما يتناسب مع الطموحات المأمولة في مجالات التجارة والاستثمار والزراعة والعلوم والتقنية والسياحة، ناهيك عن الثقافة بعطر التاريخ ومجد الحضارة وبريق وشائج خالدة على مر العصور.
ومع هذه الزيارة غير المسبوقة تتجه الأنظار لأوزبكستان بثقافتها الثرية وإسهاماتها المهمة في التراث الحضاري للعالم الإسلامي وأسماء مدن وأعلام وعلماء أنجبتهم هذه الأرض ليكتبوا صفحات مضيئة في التاريخ الثقافي العالمي وتبقى تلك الأسماء حاضرة في الذاكرة الإنسانية.
وتعد أوزبكستان أكبر دول آسيا الوسطى من حيث عدد السكان الذي تجاوز الـ30 مليون نسمة وتحظى بمناطق ومدن ذات أهمية في التاريخ والتراث الثقافي العالمي والحضارة الإسلامية كمدينة سمرقند، فضلا عن بخارى وخوارزم وترمذ، كما تقترن في عقل العالم وذاكرته الثقافية بأسماء علماء وأئمة كالبخاري والخوارزمي والزمخشري والترمذي والنسائي والبيروني والعلامة أبو المعين النسفي الذي يعد من أشهر وأهم علماء "الطريقة الماتريدية".
وإذا كان "يوم المعلم" في أوزبكستان الذي يوافق الأول من أكتوبر يدخل ضمن الأعياد والعطلات الرسمية في هذه الدولة فإن مدرسة "مير عرب" التاريخية وهي أقدم وأكبر صرح علمي في مدينة بخارى باتت موضع اهتمام الرئيس شوكت مرضيائيف الذي أعرب عن أمله في استعادة دور هذه المدرسة التي تخرج فيها عشرات العلماء والأئمة لإثراء الثقافة في العالم الإسلامي على مر العصور. 
وشعب "أوزبكستان" الذي يتحدث باللغة الأوزبكية غالبيته من المسلمين ويحظى بتنوع عرقي ويعلي من قيم التسامح والوئام، فيما يتبنى الرئيس شوكت مرضيائيف توجها "للبناء على تاريخ الأوزبك في الحضارة الإسلامية" معيدا للأذهان أن هذه الأرض أنجبت أسماء خالدة في التاريخ الحضاري الإسلامي مثل الفارابي وابن سينا والنقشبندي والفرغاني.
والموروث الثقافي الإسلامي الثري للأوزبكيين حاضر بوضوح في أوجه الحياة المعاصرة ما بين العادات والتقاليد والطعام والأزياء والعمارة والأدب والموسيقى والأغاني فيما يعد "غفور غلام" رائد الشعر الأوزبكي الحديث، ويزدان سجل الأدب الأوزبكي المعاصر بأسماء مبدعين مثل كامل ياشن واسعد مختار وشرف رشيدوف. 
وحتى القرن العاشر الميلادي كانت اللغة العربية هي لغة الأدب والتجارة ودوائر الحكم في أوزبكستان أو "بلاد ما وراء النهر" في آسيا الوسطى التي اهتدت للإسلام منذ القرن الثامن الميلادي، فيما أضحت "بخارى" واحدة من أهم المراكز الثقافية في العالم الإسلامي جنبا إلى جنب مع القاهرة وبغداد وقرطبة.
وأكد أيبيك عارف عثمانوف سفير أوزبكستان بالقاهرة، أهمية زيارة لرئيس عبد الفتاح السيسي لطشقند التي تبدأ في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، التي يجري خلالها مباحثات مهمة مع الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف.
وأعرب عن تطلع بلاده إلى هذه الزيارة المهمة التي تعد الأولى لرئيس مصري بعد زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى أوزبكستان في الخمسينيات من القرن الماضي.
وقال في تصريحات صحفية "إن المباحثات المرتقبة ستتناول سبل تعزيز العلاقات بين مصر وأوزبكستان وتحديد الاتجاهات الرئيسية للتعاون الثنائي في المستقبل، فضلا عن تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن الرئيسين السيسي ومرضيائيف سوف يشاركان في مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والسياسة والعلوم والتعليم والثقافة والسياحة والرياضة والشباب.
وأضاف أن هذه الاتفاقيات سوف تفتح آفاقا جديدة للتعاون المثمر بين الدولتين،ومن المقرر أن يصدر بيان مشترك للرئيسين بعد لقاء القمة، الذي سوف يعكس سعي كلا البلدين إلى تعزيز التعاون المتعدد الجوانب والعلاقات الودية بين الجانبين.
وتابع: "أنه من المقرر عقد منتدى للأعمال خلال زيارة الرئيس السيسي، يشارك فيه ممثلون لكبرى الشركات والمؤسسات الإنتاجية في كلا البلدين لمناقشة مناخ وفرص الاستثمار المتاح في كل من أوزبكستان ومصر، وإقامة مشروعات جديدة مشتركة وتنشيط التعاون في مجالات السياحة والصيدلة والصحة والنقل والزراعة"، مؤكدا أن البلدين يوليان اهتماما بزيادة التبادل التجاري الذي لا يرقى مستوى طموحاتهما في ظل القدرات والإمكانيات المتاحة لديهما.
وقال "عثمانوف"، "إن وفدا اقتصاديا كبيرا برئاسة وزير التجارة الخارجية الأوزبكي جمشيد خوجاييف زار مصر الشهر الماضي، لبحث سبل دعم التعاون بين البلدين وجذب الاستثمارات في المستقبل"، وأضاف "أن الوفد الأوزبكي أجرى مباحثات مع الدكتور محمد سعيد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي، والدكتورة سحر نصر وزير الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتور هشام عرفات وزير النقل، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة هالة زايد وزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة".
وأوضح أن هذه المباحثات تناولت بصورة مفصلة عدة قضايا من بينها عقد الدورة السابعة للجنة المصرية - الأوزبكية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني ودعم الاستثمارات المشتركة، فضلا عن عقد منتدى للأعمال على هامش اللجنة المشتركة.