يقع دير راهبات الكلاريس الفقيرات على الطريق الذي يربط بين القدس وبيت لحم بدولة فلسطين، ويتميز ببساطته وجماله. ففي هذا المكان احتفِل بذكرى تلميذة القديس فرنسيس الأسيزي في قداس ترأسه المطران بولس ماركوتسو.
رهبنة "الكلاريس" أسّسها القديس فرنسيس والقديسة كلارا، في عام 1212م في مدينة “أسيزي”، هي الرهبنة الثانية للفرنسيسكان. والراهبات “الكلاريس” هنّ راهبات “محصنات” يعكفن على الصلاة والعمل اليدوي داخل جدران الدير، يعشن في أكثر من 900 ديرًا، منتشرة في العالم كله. وعددهن 18000.
وقد أسّس دير الإسكندرية في سنة 1919، بمعرفة راهبات “الكلاريس” لأورشليم (القدس).
واتباعًا للمسيح الفقير والمصلوب والقديس فرنسيس والقديسة كلارا، يعشن بروح أخوية في الفقر والتواضع والتسبيح والفرح، وبما أنهن متعبدات يقضين يومهن في تلاوة المزامير وفي العبادة لسر الإفخارستيا وفي الصلاة الشخصية والعمل اليدوي.
وشهادة لحب الله للبشر، يحملن في قلوبهن طوال حياتهن أفراح وأتراح إخوتهم البشر، ليقدمها لله القدير المملوء حنانًا ورحمة.
رهبنة الكلاريس في القدس
وتتألف رهبنة الكلاريس الفقيرات في القدس من عشر أخوات قَدِمن من إيطاليا وفرنسا ورواندا والأرجنتين. والفرح الذي تعبّر عنه كل واحدة منهن يبيّن أن محبة الله تستحق التضحية من أجلها.
وكانت راهبات الكلاريس قد وصلن إلى الأرض المقدسة عام 1291، وعشن في عكا إلى أن دُمرت المدينة واستشهدن. وفي عام 1800 عادت راهبات الكلاريس وحافظن على موهبة القديسة كلارا الأسيزية حتى يومنا هذا.
من جانبها تقول الأخت ماريا كلارا بوسكو، رئيسة دير راهبات الكلاريس الفقيرات في القدس؛ إن محبة الله تستحق ما نقوم به. كذلك الأمر في الحياة الزوجية. فالمرء يهب كل شيء. يهب نفسه للرب وللعريس أو للعروس أيضا. فلا وجود للحب في منتصف الطريق يستمر لفترة قصيرة، فالحب يحتاج إلى النضج حتى يتشكل بصورة شاملة".
وتابعت رئيسة دير راهبات الكلاريس الفقيرات في القدس: "نحن هنا اليوم لنقول أن هذه الموهبة لا تزال حية. وهي حية ما دام هناك شخص يرحب بها ويستجيب بنشاط للدعوة. لقد أعلن القديس فرنسيس الإنجيل للشعب، وللفقراء، وبينما نحن نصلي، بصمت وخصوصية رسولية في شركة الكنيسة هنا في الأرض المقدسة مثل جميع المسيحيين، فنحن ببساطة موجودون".
